متابعة/ هدير الحسيني
لقد خلقنا الله تعالي كراماً خلقنا الله تعالي أحراراً فمن يكون الإنسان لكي يهين إنساناً مثله أو يسخر منه ، من يكون الإنسان لكي يُقيد أو يكسر قلب إنساناً غيره فنحن الأن في مشكلة تكاد تصبح كارثة في السنوات القادمة إذا لم نهتم بها ونضعها في الإعتبار ألا وهي “مشكلة التنمر” ، التنمر هي إحدى الظواهر التي ثار فيها الجدل في الآونة الأخيرة وبالأخص التنمر الذي يُعاني منه الكثير من طلبة المدارس ولكن التنمر في حقيقة الأمر نجده في كل مكان سواءً كان في المدرسة أو الجامعة أو العمل أو البيئة المحيطة بنا والأخطر أننا نجده في الأسرة وهذا هو الأخطر بالفعل لأنه بذلك يكون المنشأ والأصل لظهور كل المتنمرين في مجتمعنا الحالي .
أقامت مكتبة مصر العامة يوم السبت الموافق 2/2 من فبراير 2019 صالون ثقافي ( افتح قلبك ) والذي يدور فيه النقاش حول ظاهرة ” التنمر ” ويرأسه الدكتور ” وائل وفاء ” إستشاري أسري وتربوي .
حيث طرح ” وائل ” سؤالاً لكي يفتح مجالاً فيه للنقاش عن ما هو التنمر ؟ وعلي صعيداً آخر أجاب أحد الحاضرين أن التنمر هو إيقاع الأذي المتعمد بدنياً أو لفظياً علي فرد من فرداً آخر أو من قبل مجموعة من الأفراد.
كما أضاف ” وائل ” أن التنمر له عدة أشكال فنحن نجده في كل البيئات سواء كان في المدرسة أو العمل أو الشارع أو الأسرة ، وعندما نذكر أن ممارسة التنمر قد نجده في الأسرة فماذا ننتظر بعد ، نحن كثر حديثنا عن الأسرة وأهميتها بالنسبة للفرد وللمجتمع ولكن هل نقوم بنشر الوعي لكي نُصلح ونُغير مفهوم وثقافة الزواج والتربية ؟ ربما ولكن نتسائل كثيراً متي سوف نجد نتيجة التغيير علي الفرد بل علي المجتمع بأكمله .
حيث توجه ” وائل “بسؤالاً آخر للحاضرين وهو لماذا يُحدث تنمر الزوجة علي زوجها ؟ ولماذا يحدث تنمر بعض الآباء والأمهات علي أبنائهم ؟
وعلي الجانب الآخر أجابت إحدي السيدات بأن تنمر الزوجة علي زوجها قد يرجع لعدة أسباب وأول هذة الأسباب هي كثرة الضغوطات التي تمُر بها المرأة المصرية من عمل داخل وخارج المنزل وبسبب ثقل المسؤلية والكثير من الأعباء التي تتحملها في ممارستها كأم لأبنائها من ذهاب الأبناء للدروس والتمارين والمذاكرة لهم والكثير من الضغوطات والمشاكل التي تتعرض لها في حياتها بشكلاً عام ، لذلك من الممكن للزوجة أن تتنمر علي زوجها لكي تُفرغ طاقتها المكبوتة ، وبالتالي قد تضغط الزوجة علي زوجها بكثرة شكاوى الأبناء وإحتياجها للنقود التي تخص مستلزمات ومتطلبات المنزل وغيرها كثيراً من الأشياء ، وبحسب إعتقاد الكثير من الزوجات أن الزوج لا يبذل جهداً بمثل ما تبذله المرأة لذلك تلجأ للتنمر عليهِ .
كما ذكر ” وائل ” أن هناك إحصائية أثبتت أن 70% من الرجال يضغطون علي المرأة ويتنمرون عليها كما يلجأ بعض الأزواج لضرب زوجاتهم ، كما أكد بأنه يوجد مؤخراً حالات إنتحار بسبب تعرضهم للتنمر .
في حين قامت إحدي السيدات لإدلاء رأيها قائلة أنها تجد أغلب الرجال الأن سلبيين وغير متحملين أي نوع من أنواع المسؤلية والزوجة هي التي تتكفل وتتحمل كافة المسؤليات إتجاه البيت والأبناء .
حيث قالت إحدي السيدات أن القضية في الأساس ترجع بسبب فقدان وإنعدام الأخلاق فأنها تري أن التنمر يُحيط بنا من جميع الجهات لذلك لابد أن تعود الأخلاق كما كانت والصفات الخيرة التي تتواجد داخل كل إنسان .
كما أضاف ” وائل ” أننا مع الأسف نجد كثيراً من الآباء والأمهات يتنمرون علي أبنائهم معتقدين بأنهم بهذا يربونهم ويحبونهم ولكن الأمر يصل عكس ذلك للإبن وبذلك لا نكون بنربي ونعمر إنما بهذا الأساس نُدمر ونتنمر .
نجد كثيراً من الأمهات تُصاب بحالة ذعر إذا رسب الإبن أو نقص في درجات الإمتحان وتلجأ مثلها مثل كل الأمهات التي لا يغيرون معتقداتهم وثقافتهم لإهانة وإستهزاء الإبن ومقارنته بغيره من زملائه أو أخواته ، فأننا بهذا نفقد القيمة الغالية لكي نتسابق ونلحق بالسلعة الرخيصة التي ليس لها قيمة نخسر ونفقد قيمة النفس السوية للإبناء لكي يلحق مثله مثل زملائه وراء ورقةً ودرجةً ليس لهم أي قيمة في تحديد مستقبله .
فنحن إذا لم نُعطي فرصة لأبنائنا أن يخطئون ويعترفون إذا لم نُعطي فرصة لأبنائنا أن يتكلمون ويعبرون فبذلك يبحثون وسوف يجدون الكثيرون ولكن القليلون من يكونون الراحمون الأمانون .
كما أكد دكتور ” وائل وفاء ” في نهاية حديثه أن المتنمر عليه لا بد أن يتخذ عدة إجراءات يقوم بها لكي يُصبح إنساناً سوياً نفسياً ، عليهِ أن يلجأ للمتخصصين في الطب النفسي لكي تعود ثقته بنفسه وإتزانه في الحياة كما عليهِ أن يلجأ لصديق حقيقي لكي يساعده و يدعمه نفسياً ، ولا بد أن يكون لديهِ إرادة قوية لكي يقوم بتغيير نفسه للأفضل ، وقد ذكر الآباء والأمهات بأنهم لابد أن يراجعون تصرفاتهم مع أبنائهم وأن يراجع كل شخص تصرفه حتي مع نفسه .