كتب/كريم مجدى-آلاء إبراهيم “المنصورة”
ندوات، ومؤتمرات محلية ودولية تنادي وتهتف بصرخات عالية ورسائل تزلزل وتفيق العقول من غفلتها وتوضح في طياتها أن ” الفن أصبح يتبلور فى خلق المجتمع وآدابه السامية”، ولسان حال الجميع يقول لا للفن والثقافة الهابطه ودعونا نخلق فناً راقياً إيجابياً يصنع نهضة للبلاد ويخلق أجيالاً قادرة على قيادة تلك النهضة والرقي بها للأمام.
فى إطار ذلك فقد بادرت محافظة الدقهلية تحت قيادة سيادة المحافظ/ د.م”كمال جاد شاروبيم” بإستقبال أسطورة الثقافة والفن المصرى الفنان القدير “محمد صبحى” ابن المنصورة،والإعلامي حازم نصر الصحفي بأخبار اليوم،كما شهدت الندوة الثقافية التي أقيمت ظهر اليوم الثلاثاء بالقاعة الكبري للمؤتمرات بمقر ديوان عام المحافظة ،حضور كلا من المهندس “مختار الخولي” السكرتير العام للمحافظة،و”هدي بلاط” مدير التنمية البشرية بالمحافظة.
جاء ذلك ضمن إحتفالات المحافظة بعيدها القومى التى بدأت أمس الإثنين،ليبعث الجميع من بينهم السيد المحافظ والفنان المصري رسائله التحفيزية والهادفة للرقي والابتعاد كليا عن مايشوب الثقافة وينحدر بالاخلاق إلي كافة الفئات فى رحاب محافظة الدقهلية.
فى سياق ذلك فقد أعرب السيد المحافظ ” كمال شاروبيم”، عن كامل سعادته بمشاركة الفنان محمد صبحي في إحتفالات الدقهلية بعيدها القومي،ومرور 800 عام علي تسمية مدينة المنصورة الغالية بهذا الإسم العظيم،والتى تعد بلده الأم،بها ولد ونشأ ،وفيها عاش جزء كبير من طفولته قبل أن يتوجه للفن.
في السياق ذاته أعرب الفنان القدير”محمد صبحى” عن سعادته العارمة وشكره للمحافظ ،مبديا فخره واعتزازه بمشاركته فى إحتفالات المحافظة بعيدها القومي وسط جموع من أبنائها.
هذا وقد دارت فعليات الندوة الثقافية التي حملت عنوان《أهمية الفن في المشاركة المجتمعية وتجربة رائدة في مدينة سمبل》 على أن يعد” الفن” مرآة وصورة عكسية إيجابية لثقافة المجتمع،
كما يعد واحداً من أهم عناصر ومظاهر أى نهضة حدثت، وستحدث على هذه الأرض، فهو الوسيلة المؤثرة والقادرة على إظهار ما لدى الشعب من ثقافة، وتحضر، وأخلاق رفيعة .
ولذا فقد أكد الفنان “محمد صبحى” من خلال كلمته على أهمية الإرتقاء بالفن،والبعد عن الإسفاف والفن الهابط، مبيناً بأن هذه الأنواع من الفنون الهابطه من (أغاني وسينما ومسرح) لا يمكن أن تنتمي للفن أو تندرج بتاتا تحت مسماه .
وأوضح “صبحى” علي سبيل المثال نموذجا لافتا للفن الراقي الهادف، وهى سيدة الغناء العربى “أم كلثوم”، بنت محافظة الدقهلية هي الأخري،مشيرا الي مدى حرصه الشديد على حضور حفلاتها منذ صغره،مفجرا مفاجئة من العيار الثقيل بكونه اضطر (في الخامسة عشر من عمره )للعمل كبائع تذاكر لحفلات كوكب الشرق ورؤية مدي حرص الجميع من أرجاء الدول العربية لحضور حفلاتها التي تبعث برقي هادف للمجتمع وكان ذلك سبب في تعارفه بها شخصيا.
واسترسل، باعثاً رسالة للجميع قائلاً ” أنت إذا رفضت الفن السئ، فأنت تحسن من سلوكك” ، سائلا:”ً أى جيل ننتظره من خلال مشاهدة وتقليد الأفلام والمسلسلات الهابطة والتى تستخدم أساليب العنف وتنحدر لمستوى متدنى للغاية من أخلاقنا …منحرف كليا عن تقاليدنا؟”.
وأضاف “صبحي ” موجها سؤالا آخر:”من المسؤول عن بلورة تدني مستوي الكلمات في الاغاني والانحدار الخلقي في السيناريوهات؟”…موضحا أن الاعلام المصري يقع علي عاتقه جزء كبير وهام في انتقائية المحتوي قبل عرضه علي الشاشات، مضيفا،ً بأننا نستخدم أسوأ ما فى التكنولوجياً، ونساعد الغرب على أن يغيروا ويمنهجوا ثقافتنا وهويتنا عن طريق ما يصدروه لنا من فنٍ هابط متدنى ويحتلوننا دون سلاح،وهي ما تسمي بالحرب الباردة “حرب الثقافة وتغريبها”ومن أهمها تغريب الشعب عن لغته العربية السليمة ولجوءه لاستخدام ألفاظ نابية خارجة عن معايير الثقافة الراقية الناهضة بالأمم .
وشدد على ضرورة تكاتف الجميع والوقوف أمام جميع الفنون الهابطه،وصدها وأن لا نسلم عقول أبنائنا لها بكونهم عماد أوطانهم في المستقبل،وأن نسعى جميعاً للإرتقاء بثقافتنا وفننا التى يعبر عنا، ومن هنا يبرز أهمية التوعية ودور التنمية البشرية فى توعية جميع أبناء الشعب المصري.
من ناحية أخرى فقد قدم “صبحى” وعده بمساهمته المادية بجزء كبير من تكاليف إنشاء المتحف المقرر اقامته خلال هذا العام بمدينة المنصورة،عاصمة محافظة الدقهلية، ليضع بصمته الجليلة فى محافظته الأم.
وعلي هذا فقد أعرب “شاروبيم” ،عن رغبة أبناء المحافظة فى إستضافة أحد عروض “صبحي” المسرحية بالمنصورة،ليقدم الفنان القدير وعده بعرض احدي مسرحياته في القريب العاجل داخل عروس النيل،استجابة لرغبات أبناء بلدته.
وإنتهت فعاليات الندوة بقيام السيد المحافظ “كمال شاروبيم” بتقديم درع شرف تذكارى، للفنان “محمد صبحى”فارس مصر والمسرح العربي، على مشاركته للمحافظة إحتفالاً بعيدها القومى،وقدم السيد المحافظ وصبحى الشكر لجميع الحاضرين،علي أمل اللقاء في عروضه المسرحية القادمة.