كتبت أمينه العربي
الزواج هو ذلك الرباط المقدس الذي حث عليه جميع الاديان،كما أنه تفاهم متبادل والتقاء روحي ونفسي وانساني بين طرفين لتكوين أسرة كريمة وبناء مجتمع سوي، ويرجع تاريخ الزواج إلى آدم وحواء عليهما السلام، حيث مثلا أول لبنة زواج شرعي في تاريخ البشرية جرى بين كائنين بشريين.
ومن هنا نجد ان طرق الزواج تختلف من عصر إلى آخر حيث بدأت بشكل بسيط وهو القبول بين الطرفين وتطور ذلك بتطور المجتمعات والعادات وتأثير الأديان حيث ساهمت في تطور عملية الزواج وجعلت لها أسس وقوانين وشروطا لإتمام الزواج.
والجدير بالذكر أن عادات الزواج تختلف من دولة لدولة وليس هذا فحسب فنجد أن كل مدينة وكذلك كل قرية تختلف عن غيرها في للعادات.
فاذا تحدثنا عن العادات في الدول فنجد ان في دول شمال أفريقيا مثل تونس وليبيا يمتد الزواج لمدة 7 أيام متواصلة، . أما في العراق وكذلك المغرب فالزواج يكون على يومين. أما في دمشق فيكون في يوم واحد لمدة 4-5 ساعات مع العلم أن تكاليف ليلة الزفاف باهظة للغاية.
أما هنا في مصر فتختلف العادات من بلدة لاخرى ، ف في حلايب وشلاتين
عندما يهم احد الشباب بخطبة فتاة من اقاربه يقدم لها هديا تسمى “وألوم” بمعنى الإعلام ويجب أن يكون الأول فى من تقدم من خطابها، ولا يرفض طلبه إذا كانت ابنة خاله او عمه، إذا تمت الموافقة فأول مايفعلونه تحديد موعد الزواج، على أن اول ما يقدم من العريس للعروسة بعد الموافقة تقديم ما يسمى بـ “بهدو” وهى عبارة عن ثياب وكميات من السكر والبن والحلوى والتمر والفول السودانى وتقدم هذه الاشياء لوالدة الفتاة فإن كانت موافقة على الزواج قبلتها وإن لم تكن موافقة عمل الجميع على إقناعها، وترضيتها بشتى الوسائل.
واما عن الزواج في صعيد مصر:
كان الزواج قديمًا بمثابة بحث عن كنز، والتي تقوم باختيار العروس للشاب الأم أو الأخت أو العمة أو الخالة، بعد البحث المطول عن العائلات المناسبة من حيث السمعة والأصل.
وينفق الرجل من أجل المرأة النفيس من الذهب والفضة والشوار، وتقام الأفراح والولائم لمدة خمسة عشر يومًا ويجتمع أعيان القرى وكبراؤها للاحتفال بالعروسة والعريس.
وبسبب كل هذه التكاليف الباهظه في مسألة الزواج، فنجدعزوف عدد كبير من الشباب عن الزواج،حيث اثبتت الاحصائيات ان نسبة عقود الزواج انخفضت إلى “909.8الف”في. عام ٢٠١٧، كما اثبتت الدراسات والاحصائيات ان مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا في معدلات الطلاق حيث زادت فيها نسبة الطلاق من “7٪”الى “40٪” وذلك بمعدل “250”حالة يوميا.
والجدير بالذكر أن مسألة العزوف عن الزواج ليس بالنسبة إلى الشباب فقط حيث نجد ان الكثير من الفتيات اتجهن إلى فكرة “الاندبندنت ومان” وهي أن تعتمد الفتاة على نفسها و تصنع لنفسها حياة مهنية جيدة أولا قبل اي شيء، وليس هذا فحسب فهناك شباب اتجهوا أيضا إلى الزواج من على الإنترنت او زواج السوريات اللاجئات.
وعندما رصدت جريدة “الدولة الان”اراء الشباب حول فكرة اختيارهم الزواج اولا بعد الانتهاء مباشرة من دراسته وبتكاليف قليله ام العزوف عنه حتى يجمع أموال كثييرة تعينه عن على الزواج؟؟!
فكانت إجابة “كريم منير” طالب بكلية الهندسة “أفضل للزواج بعد الدراسة ان توفر ذلك، و العائق يكون في مقارنات الاهل بين المتقدمين لخطبة بناتهم”
كما قال “مصطفى عصام” طالب بكلية الاداب ” انا كشاب بعد ما انهي تعليمي ودراستي واتخرج واكون نفسي ويكون ليا مكانة..
وقتها اتجوز، حتي ولو تجاوز سني ال” 30″ “
و بسؤال البنات عن فكرة “الاندبندنت ومان”
فاشارت “أ. ث” طالبة بكلية الطب”كبنت افضل فكره الاندبندنت.. لأن البنت طالما شخصيتها مستقله وحره ولها دور في المجتمع فذلك افضل بكثير من أن تتزوج قبل إيجاد فرصة العمل المناسبة حيث أن هناك رجال يكون لديهم فكرة السيطرة والتسلط على زوجاتهم وهنا ان لم يكن لها حياة مهنية جيدة فستكون مضطرة الى ان تكمل في حياة غير سوية”.
كما أوضحت” ل. ا”طالبة بكلية الاعلام” الفكرة ليست ببنت تريد أن تتزوج أو أخرى تريد عمل حياة مهنية جيدة لنفسها، اهم شيء أن تقدر على الموازنه بين بيتها وعملها”
وبعد كل هذا فعلى الاهل تفاهم أبنائهم ومساعدتهم وتسهيل تكليفات الزواج عليهم، وعلى الدولة الاستمرار في نشر توعية الشباب قبل الزواج وتوضيح هذه المسئولية الكبيرة وكذلك الغاء فكرة التكاليف الباهظة لاتمام الزواج مثل النيش والشبكة باهظة الثمن، وعلى الاعلام نشر الوعي الكافي.