porno.com
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » كلمتك سلاح ذو حدين فلك الاختيار

كلمتك سلاح ذو حدين فلك الاختيار

#الدولة_الآن

كتبت أمينه العربي

الكثير منا لا يدرك مدى تأثير الكلمة على الغير، ولا يعي أن الكلمة محور حياة، وأن بكلمة واحدة يمكنك تغيير حياة شخص بل حياة أمه كاملة، فكلمتك إما أن تترك أثر كأثر الوردة ذات الرائحة الزكية في نفس من حولك، أو قد تسبب جرحا في نفس الاخرين و يبقى معهم إلى آخر العمر.

ولأن للكلمة أهمية كبيرة جدا، فقد حثت الاديان على تحري كل لفظ ينطقه الإنسان، فيمكن بكلمة واحدة تجعل شخص يعزف عن الانتحار بعد ان كان مقبلا عليه ويمكن لآخر ان يقبل على الانتحار وذلك بعد أزمة سببها كلمة قيلت. كما وجدت في الاحصائيات ” أن “25%”من حالات الانتحار يكون سببها أزمات نفسية.

لذا فقال رسول الله- صل الله عليه وسلم :-“من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليصمت” ،أي إن لم تجد قولا حسنا يفيد من أمامك فاختر الصمت،ويقول الله جل وعلى:-“قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حميد”،والاذى هنا يشمل كل من الاذى البدني او النفسي.

وفي نفس السياق قام العلماء بعديد من التجاري والأبحاث لمعرفة مدى تأثير الكلمات السلبية على النفس، ومن ضمن هذه التجارب، تجربة قاموا بها على مجموعة من المتطوعين من الطلاب وكانت كالتالي،
طلبوا من هؤلاء الطلاب أن يكتبوا عن تجاربهم المؤلمة بدنيا وعاطفيا، وبعد كتابة هذه التجارب بوقت قصير، جعلوهم يؤدون اختبار ذهني صعب، وكانت المفاجأة في نتائج الاختبار، حيث وجدوا ان نتائج الطلاب الذين تذكروا الألم البدني أفضل بكثير من نتائج الذين تذكروا تجارب الألم العاطفي (النفسي).

كما أكد العالم والباحث “شينسينج زين” من جامعة بوردو بولاية انديانا الأمريكية “أنه من الصعب إحياء ذكرى الألم البدني مقارنة بالالم العاطفي”.

وعن أثر الكلمة السلبية ومدى تأثيرها على حيوات الغير، فتقول “أ. م”،”عندما كنت بالصف الثالث الإعدادي كان وزني زائدا فأهانتني إحدى زميلاتي وكانت أقل مني حجما، فاشتكيت لمدرس الفصل فقام بتوبيخي أمام الفصل والتنمر علي وعلى وزني الزائد وأضحك من في الفصل جميعا علي ، ف انهرت واستئذنت ورجعت إلى منزلي ونمت منهارة مما حدث، فاستيقظت بعدها مصابة بشلل نصفي، وأدى بي ماحدث إلى انني قضيت افضل سنوات الدراسة وهي الدراسة الثانوية والجامعة وانا اتعالج من الشلل والاكتئاب مما سبب لي زيادة اكثر في الوزن وكل هذا بسبب كلمة قالها مدرس “.

لذلك فيمكننا القول أن من أهم وأكثر الآثار التي قد يتعرض لها الإنسان نتيجة الكلمة السيئة، هو الكثير من المشاكل النفسية والعاطفية والسلوكية على المدى الطويل كالاكتئاب والشعور بالوحدة والانطوائية والقلق، وليس هذا فحسب أيضا تسبب الكلمة السيئة الصداع وآلام المعدة وحالات من الخوف والذعر وقلة النوم أو النوم بكثرة وذلك ما أثبتته الدراسات.

والجدير بالذكر أن الكلمة السيئة اصبحت معروفة باسم “التنمر اللفظي” وهنا نجد ان عدد حالات التنمر اللفظي في تزايد مستمر خاصة في المدارس حيث اثبتت الدراسات ان هذه الظاهرة تنتشر بنسبة 25% في المدارس الابتدائية في بريطانيا و10% في المدارس الثانوية. في حين تشير الإحصاءات إلى أن حوالي نصف الأطفال في العالم تعرضوا مرة واحدة على الأقل للتنمر، خلال المرحلة المدرسية، وأن نسبة 10% منهم يتعرضون لنوع من الضغوط العنيفة بشكل منتظم.

وهنا رصدت جريدة “الدولة الان” آراء بعض المواطنين حول مدى تأثير الكلمة على الغير ؟؟!

فكانت إجابة “أ. ع” طالبة بكلية العلوم “الكلمة بتأثر حتى ولو كانت كلمة وسط هزار، و ممكن حياتي تقف عند كلمة “.

اما” أ.أ”طالبة بكلية الاداب فكان ردها “الكلمة لها تأثير كبير جداا، ولو كلمة سلبية فممكن تحطم حياة إنسان أما لو إيجابية فبتغير حياة الإنسان للأفضل، والمشكلة هنا إن هناك كلمات تفهم بشكل خاطيء لأن من الممكن ان نستخدم كلمات يكون ليها آكثر من معنى”.

ولكن بعد عرض مدى تأثير الكلمة وخاصة الكلمة السيئة”التنمر اللفظي”، هل للمسيء لفظيا حكم قضائي يحاسبه على فعلته هذه؟؟!
فبسؤال جريدة ” الدولة الان” للمستشار” صبري جاد” المسئول عن مركز العدل للدفاع ومحاربة الفساد عن هذا الأمر فكانت اجابته:-“أنه من الممكن معاقبة المسيء لفظيا وذلك بموجب القانون الذى صدر فى عام 2012″”، الذي يقضي بمعاقبة أي شخص يقوم بالتمييز العنصري ضد أى شخص اخر، فالباب “11” من الكتاب “الثانى” من القانون قد نصّ على أن: “يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه ولا تتجاوز خمسين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل مَن قام بعمل أو بالامتناع عن عمل يكون من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف الناس بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة وترتب على هذا التمييز إهدار لمبدأ تكافؤ الفرص أو العدالة الاجتماعية أو تكدير للسلم العام”.

ان تحري الالفاظ عبادة حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” الكلمة الطيبة صدقة” ، كما شبه الله جل وعلى الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة الجميلة ذات الثمار الجميل بينما الكلمة السيئة ف شبهها عز وجل بالشجرة السيئة ذات الثمار الخبيثة وذلك يعني أن لكل كلمة أثر اما طيب أو خبيث.
ف علينا جميعا انتقاء كل كلمة والتفكير بها كثيرا من قبل النطق بها،ولننتبه إلى كلمة نطلقها كرصاصة طائشة، تستقر في قلب أحدهم فتقتل معها كل المشاعر الطيبة، وتنهي معها أعظم العلاقات..كما علينا أن نتذكر دائما أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن الصمت كان في زمن ما عبادة ، فإن لم تجد الكلمة الطيبة فلتصمت، و أن تختار بين أن يكون اثرك وردة تزرعها في نفوس غيرك أو سكين تجرح به من حولك.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صرخت مواطن لا يسمعها تاجر

#الدولة_الآن    بقلم : نورهان أبوالمعالي في ظل ‏الظروف الاقتصادية التي تعاني منها الطبقة الأدنى ...

youporn