“حياة فتاة مغتربة”
في الأسرة والمجتمع
1,285 زيارة
بقلم / أسماء السيد
عادة ما تنشأ الفتيات على تحمل بعض المسئوليات الخاصة بها ولكنها تشعر بإطمئنان أن هناك من يساندها فى تحمل المسئولية من أب أو أم أو أخوة أو من تعيش معهم .
ولكن فى بعض الأحيان تأتي الظروف الخارجة عن الإرادة لتفصل بين حياة الفتاة مع والديها وتضطر للسفر وحدها للدراسة أو العمل ، ولا شك ان هذا الشعور مؤلما لدى الآباء والأمهات الذين طالما تعودوا على رؤية فتياتهم بجانبهم ، يستقرون معهم حتى يستشعروا الآمان والإطمئنان .
ونجد أن كل فتاة تحلم بأن تبني لنفسها مستقبلاً خاصاً ، وتتمنى أن تسير فى طريق يقربها من تحقيق أحلامها ، ولكن في الوقت ذاته حين يتعلق الأمر بالسفر يُحدث تأثيراً سلبياً بداخلها ، نظراً لإرتباطها بأسرتها .
أما عن حياة المغتربة فهي تعيش حياة مختلفة تماماً ، فى كونها قادمة من حياة منغلقة إلى عالم من الإنفتاح التي لم تكن تألفه من قبل ، كما أنها تأخذ وقتاً فى التأقلم على الحياة الجديدة مع ما يتناسب مبادئها الأخلاقية .
كما أن الفتاة المغتربة تعتمد اعتماداً كلياً على ذاتها ، وذلك فى القيام بجلب ما تحتاجه من متطلباتها الحياتية ، وتنظيم وقتها من مذاكرة أو عمل ، وعليها أن تدبر أمور مسكنها وحدها ، وتقوم برعاية ذاتها إذا تعرضت لشدة أو لمرض ، في هذه أمور ليست بـ هينة على فتاة ما زالت فى مقتبل عمرها .
فالفتاة المغتربة لابد أن تكون على قدر صعوبة هذه الخطوة ، وعليها أن تتحمل كل ما تواجهها من مهام شاقة ،وأيضاً عليها أن تتمسك بمبادئ دينها ، والتربية الصالحة التي نُشئت عليها فليس لها رقيب إلإ ضميراً او أخلاقاً فاضلة ، ولا بد أن تعمل أقصى ما بوسعها حتى تنال الغاية التي سافرت من أجلها ” فـ الغربة ليست محطة .. إنها قاطرة تركبها حتى الوصول الأخير ” .
2019-07-12