عودة روح طفل
في الأسرة والمجتمع
1,031 زيارة
بقلم / هدير الحسيني
تمُر كثيراً بمواقف في الحياة ودائماً يكُن بداخلك صراعات وتواجه صدمات ، وفي ظل هذا تشعُر فجأةً أنكَ لا تحتاج لشئ ولا تحتاج لأحد غير حُضن طفل ! حُضن طفل برئ كبراءة الدين من أفعالنا ، حُضن طفل نقي كنقاء الماء من جهلنا ، حُضن طفل صادق كصدق الأنبياء في دعواتهم ، طفل مُحب كحُب الآباء لأولادهم .
ففي وسط الإنحناء تحتاج أن ترتمي في حُضن طفل لا أكثر من ذلك لكي يُعيد لكَ روحك يُعيد لكَ حبك ونقاءك يُعيد لكَ براءتك وعفويتك يُعيد لكَ كل شئ فقده مع العصور وفي مواجهتك للشرور.
فأننا حقاً أصبحنا نتشوه ونشوه كل ما هو جميلاً حولنا ولكن سنظل علي أمالنا أننا نتغير ونُغير في تعامُلنا وفهمنا لديننا وحياتنا ، فنحن نَسير في الحياة لذاتنا فقط ، وأصبحنا لا نهتم ولا نُراعي مشاعر غيرنا بل كل الذي نعتني بهِ هي أعمالنا ومصالحنا لا أكثر ، ولكن أن نُفكر في بعضنا وحتي في أقرب الناس إلينا لا يكون في الحُسبان لأننا فقدنا معني الإحسان .
وأصبحت العِشرة نستهين بها لمجرد خطأ عابر وربما خطأ تكرر بالفعل ، ولكن إذا كان الخطأ لا يضُر أحد ولا يهين أحد فلماذا نُضخم وكأننا أجرمنا وأذنبنا في حق غيرنا ، وإذا كان الشخص يتعلم من الخطأ ويتعلم ببطئ ، ولكنه يتعلم ويندم علي فعله فلماذا نضعه في موضع إتهام وحَرج أمام الغير؟ ، لماذا يحدث كل هذا ولا نضع أنفسنا في موضع الآخر ! ؟.
في الحقيقة هذا الذي ينقُصنا وبشدة لأننا إذا وضع كل شخصاً منا نفسه في موضع الغير ربما نتفاهم ولا نجرح ، ربما نسأل ولا نظن ، ربما نغفر ولا يبقي الأثر في قلوبنا طوال حياتنا ، ولكن هذا لم يحدث لأننا وكما ذكرت سابقاً أننا نَسير في الحياة لذاتنا ومصالحنا فقط لا غيرذلك ، وبالتأكيد لا أعمم قولي هذا علي كل البشر ولكن هذا الذي نراه في أغلب من حولنا .
فالحياة مليئة بمواقف قد تؤلمنا وتؤثر فينا تُحيرنا وترجع حكاوينا فالموقف لا يكون مجرد موقف نمربه وينتهي بل قد ينتهي بالنسبة للوقت الذي حدث فيهِ ونستمر في الحياة ومشاغلها ، ولكن يظل آثره بداخلنا ويشغل تفكيرنا بالأخص إذا إنخدعنا في أشخاصاً تعلقنا بهم ووثقنا في حبهم أو في أعمالاً حلمنا بها وسهرنا لإجلها .
ولكن مهما كانت الأحوال ستظل الأمال ومهما كان في الأيام سنظل نصمُد ونواصل حياتنا حتي موتنا ولا يبقي منا غير سيرتُنا من خلال تعامُلاتنا وأخلاقنا .
عودة روح طفل 2019-08-03