يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة ، يعد هذا اليوم من الأيام الفاضلة لدى المسلمين ، حيث يعتبره الكثيرين يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران وكذلك فهو اليوم الذى أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم ، مصداقًا لقوله تعالى :” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا ” .
ويُستحب في هذا اليوم العظيم الصيام لغير الحاج ، لقول الرسول (ص) ” صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده “. وقد ورد أنه ما شهد إبليس يوم أحقر ولا أغيظ عليه من عشية يوم عرفات .
ويعد يوم عرفة من أحب الأيام إلى الله فإذا ذكر يوم عرفات ، فقد ذكر أفضل الأيام وأبركها ، فليس هناك يوم طلعت فيه الشمس خير من يوم عرفة ، وهو يوم قد أقسم الله به ، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى ” وشاهدٍ ومشهود ” في سورة (البروج) ، فعن أبي هريرة عن النبي (ص) قال ” اليوم الموعود” : يوم القيامة ، و”اليوم المشهود” : يوم عرفة ، و “الشاهد” : يوم الجمعة .
كما أقسم الله جل فى علاه بالأيام العشر من ذى الحجة وبيوم عرفة في سورة الفجر أيضاً في قوله تعالى ” والفجر * وليال عشر * والشفع والوتر ” ، فالشفع: يوم الأضحى ، والوتر: يوم عرفة .
فى هذا اليوم يقف الحجاج على جبل عرفة أو عرفات ، والذي يعد أهم أركان الحج ، ويقع على بعد 20 كيلومترًا شرقي مكة المكرمة داعين الله بكل ما يتمنوه ملبين له تهليلا وتكبيرا ، حيث يعد وقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى ، ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين ، ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ” .
ومن ناحية أخرى فيقال بأن عرفات سُمي بهذا الاسم لأن الناس يتعارفون فيه ، أو لأن جبريل طاف بإبراهيم عليه السلام يريه المشاهد ، فكان يقول له: “أعرفت؟ أعرفت؟” فيرد إبراهيم: “عرفتُ ، عرفتُ .