أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، “أن احترام حرمة الميت وآدميته وإنسانيته واجب شرعي ووطني وإنساني ، محذرا من الجرأة على حرمة الإنسان حيا أو ميتا ، أو التعرض لمنع دفنه أو مجرد تعطيل الدفن أو تأخيره ، فذلك مناف لكل القيم الدينية والوطنية والأخلاقية والإنسانية”.
وقال وزير الأوقاف في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، اليوم “السبت”، إنه قد مرت جنازة على سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، فهب (صلى الله عليه وسلم) واقفا، فقيل له: إنه جنازة يهودي ، فقال (صلى الله عليه وسلم) “أليست نفسا”.
وأكد وزير الأوقاف :”أن هذا أوان التكاتف والتراحم لا التشاحن ولا الأنانية، وأن ديننا يدعونا إلى إغاثة المكروب وتفريج كربه”.
وأضاف وزير ألأوقاف قائلا “ولا شك أن المرض كرب من الكروب التي يحتاج فيها المريض إلى من يعمل إلى تخفيف ألمه الحسي و المعنوي ، كما أن أهل الميت في حاجة إلى المواساة والمساعدة لا إلى من يقف في وجوههم أو يزيد من ألمهم ، على أن شكر نعمة المعافاة يقتضي مساعدة المكروبين ومواساة المكروبين وإعلاء قيم التراحم وسائر القيم الإنسانية الراقية، ديانة ووطنية وإنسانية”.
وتابع قائلا “نحن أحوج ما نكون إلى إعلاء قيم الإيثار لا الأثرة ولا الأنانية ، نحتاج إلى مزيد من التراحم، فالراحمون هم من يرحمهم الرحمن ، ومن لا يرحم لا يرحم ، ومريض اليوم قد يكون صحيح الغد ، وصحيح اليوم قد يكون مريض الغد، وما الموت والأجل عن أحد منا ببعيد”.
وأعلن وزير الأوقاف تأييده لما جاء في بيان فضيلة مفتي الجمهورية حول امتناع بعض الأهالي عن دفن شهداء فيروس الكورونا.
جدير بالذكر أن فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام ، كان قد أصدر بيانا اليوم أكد فيه أنه لا يجوز لأي إنسان أن يحرم أخاه الإنسان من الحق الإلهي المتمثل في “الدفن” الذي قال الله تعالى فيه (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) ، ولا يجوز بحال من الأحوال ارتكاب الأفعال المشينة من التنمر الذي يعاني منه مرضى الكورونا شفاهم الله أو التجمهر الذي يعاني منه أهل الميت رحمه الله عند دفنه، ولا يجوز اتباع الأساليب الغوغائية من الاعتراض علي دفن شهداء فيروس كورنا التي لا تمت إلى ديننا ولا إلى قيمنا ولا إلى أخلاقنا بأدنى صلة.
وأضاف مفتي الجمهورية قائلا: فإذا كان المتوفى قد لقي ربه متأثرا بفيروس الكورونا فهو في حكم الشهيد عند الله تعالى لما وجد من ألم وتعب ومعاناة حتى لقي الله تعالى صابرا محتسبا، فإذا كان المتوفى من الأطباء المرابطين الذي يواجهون الموت في كل لحظة ويضحون براحتهم بل بأرواحهم من أجل سلامة ونجاة غيرهم ، فالامتنان والاحترام والتوقير في حقهم واجب والمسارعة بالتكريم لهم أوجب، فيجب على من حضر من المسلمين وجوبا كفائيا أن يسارعوا بدفنه بالطريقة الشرعية المعهودة مع اتباع كافة الإجراءات والمعايير الصحية التي وضعتها الجهات المختصة لضمان أمن وسلامة المشرفين والحاضرين، وبما يضمن عدم انتشار الفيروس إلى منطقة الدفن والمناطق المجاورة.
ودعا مفتي الجمهورية جميع المصريين، أن يعملوا جميعا على سد أبواب الفتن بعدم الاستماع إلى الشائعات المغرضة، وألا يستمعوا إلا لكلام أهل العلم والاختصاص، وأن يتناصحوا وأن يتراحموا وأن يتعاونوا على البر والتقوى، مضيفا ولنكن كما قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) .. سائلا الله تعالى أن يوحد صفوفنا وأن يهدينا طريق الحق والصواب والرشاد، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.