خبير زراعي: ورادات الأرز في أفريقيا قد تتراجع بسبب فيروس كورونا

كتبت تريزا حشمت

قال باتريسيو منيديز ديل فير الباحث بالمركز الفرنسي لتنمية البحوث الزراعية والتعاون الدولي إن واردات الأرز لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء قد تشهد انخفاضا بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد ` 19) على الرغم من تسجيلها معدلات مرتفعة على مدار السنوات القليلة الماضية.

ولفت الباحث إلى أن هذا التراجع في استيراد الأرز بمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء لا يعزى لانخفاض الطلب وإنما سببه تراجع احتياطي النقد الأجنبي المتاح لشراء طلبيات أرز لدى دول أفريقيا جنوب الصحراء بسبب التداعيات الاقتصادية العالمية لفيروس كورونا.

وأضاف أن العديد من الدول مثل نيجيريا (ثاني أكبر مستورد للأرز على مستوى العالم) تعاني من انهيار أسعار النفط العالمية ومن غير المتوقع أن تتعافى الأسعار على الفور.

وأوضح الباحث أنه علاوة على الأسباب السابقة وبسبب الأزمة الاقتصادية الحالية الناجمة عن فيروس كورونا فإن التحويلات المالية للعمالة الأفريقية المهاجرة ستشهد تراجعا حادا هذا العام وفقا لتقديرات البنك الدولي الذي لفت إلى أن التحويلات المالية إلى أفريقيا جنوب الصحراء ستتراجع بنسبة 32.1% لتصل إلى 37 مليار دولار في عام 2020 مقابل 48 مليار دولار عام 2019.

وأكد منيديز ديل فير أن “التباطوء في النشاط الاقتصادي سيحد من القوة الشرائية للمستهلكين الذين لن يتمكنوا من مواصلة الدفع لشراء الأرز. إن التصرف الممكن سيكون على غرار ما فعلته السنغال حاليا حيث قامت الحكومة بشراء الأرز لتوزيعه على السكان الأكثر فقرا”.

وقال إن السوق العالمية وإن اهتزت خلال الأسابيع الأخيرة بسبب قرارات فيتنام والهند بمنع تصدير الأرز, إلا أن الوضع بدأ يستقر حتى وإن كانت الأسعار العالمية مازالت أعلى قليلا مما كانت عليه في بداية العام.

وأضاف: “لسنا في حالة أزمة وتوتر شديد في الأسواق. لا يوجد نقص في الأرز في العالم, لكن هناك مشكلة في نقله وإمكانية الوصول إلى الغذاء. وعليه يجب أن نتحرك لمنع الأزمة الصحية من التحول إلى أزمة غذاء”. تجدر الإشارة إلى أن منطقة غرب أفريقيا تعد سوقا رئيسية للأرز على مستوى القارة السمراء حيث تستهلك ما نسبته 60% من واردات الأرز للقارة.