تقرير : أحمد شعبان
شهد العالم منذ زمن العديد من الثورات والحروب التي كان هدفها الأساسي ، السيطرة في النفس الإنسانية والاستعمار ، مما جعل البشريّة في صراع دائم للحصول على خيرات البلاد المستعمَرة، أو رد الظلم من المستعمرَين ، ومن الحروب الطويلة الحرب العالمية الأولى ، وقد سميت بالعالمية لأن الكثير من الدول حول العالم شاركت بها ، وأستمرت لمدة ” أربع ” سنوات ، ولم يطلق عليها ب”الأولى” إلا بعد إندلاع الحرب العالمية ” الثانية ” .
تُعرف الحرب العالمية ” الأولي “، بأنها حرب عالمية قامت بين أقوى الدول الأوروبية في “28” من شهر يوليو للعام “1914”م ، وإنتهت في “11” من نوفمبر للعام “1918”م ، وقد أطلق الناس في الولايات في المتحدة الأمريكية عليها اسم الحرب الأوروبية .
يرجع السبب المباشر لقيام الحرب العالمية ” الأولي ” للتوسع العمراني ، بالإضافة إلى الأزمة الدبلوماسية التي نشبت نتيجة إعلان النمسا الحرب على صربيا بعد قيامها بإغتيال ولي عهد النمسا “فرانز” هو وزوجته على يد طالب من الصرب ، خلال زيارة لهما إلى سراييفو في “28” من يونيو للعام “1914”م ، وهذا الأمر أدى لوجود تحالفات دولية.
كانت الحرب عبارة عن حلفين ، “الأول” : الدول المتحالفة ، والتي ضمّت الوفاق ” الثلاثي ” المكون من فرنسا ، وروسيا، وبريطانيا ، وإيرلندا ، والدول المركزية التي ضمت ألمانيا والنمسا وبلغاريا ، بإضافةً للدولة العثمانية، وعلى الرغم من كون إيطاليا من الدول المركزية، إلّا أنّها تحالفت مع “الأولى” لأنّ النمسا شنت هجوماً ضدّهم ، وفيما بعد زادت عدد الدول المنضمة لكلٍ من الحلفين ، كاليابان مثلاً التي إنضمت إلى الدول المتحالفة ، وكان هناك ما يزيد عن “70” مليون جندياً ، منهم “60”مليون جندياً أوروبياً يقاتلون في هذه الملحمة التاريخية.
أفادت معلومات عن الحرب العالمية ” الأولى ” أنها إنتهت بفوز روسيا وحلفائها عام ” 1918″ م ، وخسارة ألمانيا في معركة المارن ” الثاني ” وتوقيع إستسلامها ، كما أسفرت عن خسائر مادية وبشرية جسيمة وعن تراجع الدور الرائد لأوروبا في توجيه سياسة العالم .
أسفرت الحرب العالمية ” الأولى ” خسائر بشرية فادحة بالقارة الأوروبية، وذلك بسبب الأسلحة الفتاكة والمدمرة وشديدة الخطورة التي استخدمت فيها ، وأدت إلى إنخفاض معدل المواليد الجدد ، وإزدياد معدلات الشيخوخة، وتراجع نسبة السكان العاملين والأيدي العاملة
كما ألحقت الحرب ، خسائر مادية فادحة تكبدتها كافة الدول المشاركة، بما في ذلك الدمار الشامل، الذي لحق بالبنية التحتية لكافة البلاد والمتمثلة في المنشآت الإنتاجية الكبرى ، كالمصانع ، والطرقات ، والسكك الحديدية ، والمطارات ، والموانىء ، والأراضي ، والمساحات الصالحة للزراعة ، مما تسبب ذلك في تراجع معدلات الإنتاج والارتفاع الكبير على كافة أسعار السلع والخدمات ، وإرتفاع الديون التي تكبدتها الدول المشاركة، وبالتالي فقدان قارة أوروبا للصدارة الاقتصادية العالمية.
ومع نهاية الحرب ، إختفت الإمبراطورية الروسية والنمساوية والألمانية ، إضافة للدولة العثمانية ، نتيجة فقدان الأراضي والتفككات وإعادة رسم الخريطة الأوروبية ووجود دول مستقلة ، وظهور مجموعة من التقسيمات الجديدة، وتشكلت عصبة الأمم لمنع وقوع مثل هذه الحروب مرّة أخرى ، لكن تجدد القومية الأوروبية وضعف بعض الدول ، ثم إن شعور الشعب الألماني بالإهانة أدى إلى وقوع الحرب العالمية ” الثانية “.