أكد الدكتور أيمن الحجار أحد علماء الأزهر الشريف,أن الجماعات الإرهابية تبنت العنف منهجا وأسلوبا لتبرير قتل الأبرياء, موضحا أنها استندت إلى بعض النصوص الشرعية وفهمها فهما خاطئا واجتزائها من سياقها, لتبرر أفعالها الإجرامية من سفك الدماء وقتل الضحايا.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الحجار – اليوم الأربعاء – للمتدربين من أئمة ووعاظ اندونيسيا بالمقر الرئيسي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر, عبر تقنية “فيديو كونفرانس”, لمشايخ وعلماء الأزهر, تماشيا مع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا كوفيد 19.
وقال الحجار إن الجماعات الإرهابية أساءت لسمعة الإسلام إساءة بالغة لأنهم أظهروا أن النبي صلى الله عليه وسلم نشر رسالته بالقتل وسفك الدماء, مؤكدا أن مواقف النبي رسخت لمبادئ الرحمة والتسامح والعفو وحقن الدماء كما فعل فى صلح الحديبية, وفتح مكة, وهذا ما تؤسس له الشريعة الإسلامية على العكس ما تنتهجه تلك الجماعات المتطرفة من قتل وذبح وتمثيل , مما يدل على نفوسهم المريضة وقلوبهم القاسية المتشبعة بالغلو والعدوان لتحقيق مآرب ومقاصد لصالحهم فقط.
وأشار إلى أن دور العلماء يكمن فى توضيح الحقائق والتعامل مع تلك الأكاذيب من منطلقين,أولا السياق الذي جاءت به أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ونوع المخاطبين بها, وثانيا الحادثة التي تفسر وتبين المقصود منها .. موضحا أن الأصول العامة للدين الإسلامي جاءت لحفظ الدين , وبناء الإسلام بالمحبة والعدل, وحب الأوطان.
ووجه الحجار نصيحته للمتدربين من أئمة اندونيسيا بأن يبلغوا رسالة الأزهر الوسطية وقيم الإسلام الصحيحة المتمثلة في التعايش السلمي والرحمة والوسطية بعيدا عن الغلو والتطرف, وأن يحصنوا عقول الشباب من أفكار ومفاهيم تلك الجماعات الإرهابية وما يتعرضون له على مواقع التواصل الاجتماعي وغيره, فهي مخالفة للشرع الحنيف وقواعد العلماء في الاستنباط, ومخالفة للدلائل الواردة والمواقف الخالدة لمسيرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.