العشوائيات والمجتمع

تقرير: الاء سميح

العشوائيات هم المهاجرون الريفيون الذين لم تستطع الصناعه في المدن إستيعابهم، فاتجهوا لمزاوله الأعمال الهشه غير المنظمه مثل العمل في الورش، والمسابك، والحداده، ونحت الحجاره، والرخام، والبيع المتجول، والخدمات الخاصه، وأعمال البناء، والعمل في المذابح والمدابغ، فهي عباره عن نمو سكني شعبي حر وبناء مباني ومناطق لا تناسب باقي المجتمع الذي نعيش فيه، ومتعارضه مع الحياه الطبيعيه بكل صورها، أيضا معارضه لقوانين البلاد، والعمران المنظم.

العشوائيات تبني بدون تخطيط يقوم بإنشاءها الأهالي في أي مكان، سواء أكانت علي الأراضي الصحراويه، او الأراضي الزراعية وأراضي الدوله، كما تنشا علي حواف المدن بدون تنظيم، وتكون عباره عن أكواخ وعشش من الطين او الصفيح او بالكارتون والأقمشه الهالكه، وينتشر السكن العشوائي في كل بلاد العالم ولكن يكون أكثر إنتشارا في الدول الناميه، ويكون بشكل تجمعات متلاصقه بجانب بعضها البعض.

فالأسباب التي تدفع الأفراد للإنتقال وللعيش في مثل هذه الأماكن عديده ومنها: حدوث الحروب الأهليه التي ينتج عنها حدوث تدمير المناطق السكانيه، ويلجأ بعض الناس للعيش بها لإيجاد فرص عمل ولبساطه المكونات التي تتكون منها العشوائيات فهي إما تتكون من الخشب او الطين او الأقمشه، أيضا حدوث كوارث مثل الزلازل و البراكين والتي ينتج عنها هدم أماكن السكن او حرقها، فالعشوائيات تكون مساحتها صغيره لأنها يتم بناؤها فقط للنوم وذلك علي مساحه تتراوح من “خمسه إلي تسعه”أمتار، ولعدم وجود مرافق عامه من صرف صحي ومياه شرشرب.

فالعوامل التي تساهم في إنتشار العشوائيات هي زياده النمو السكاني بشكل كبير قله عدد المنشآت السكنيه وزياده الطلب علي الهجره، وزياده أسعار الشقق والأراضي في المدن التي تحتوي علي كل المرافق من مياه وكهرباء وصرف صحي،قله الإستثمارات الحكوميه والخاصه في مجال الإسكان ذي التكاليف المنخفضه، وإرتفاع أسعار الإيجارات الخاصه.

كما ان العشوائيات تعتبر مأوي فهي أيضا لها الكثير من الأثار السلبيه ومنها، عمل نسيج عمراني غير مناسب للكتله العمرانيه الأساسيه، عدم توافر الكهرباء مما جعلهم يعيشون حياه بدائيه، وإستخدام النيران والكيروسين في الإضاءه والطبخ، إنتشار الأمراض النفسية والجسديه والأوبئه.

حيث انه تم الملاحظه في الفتره الأخيره علي ظهور بعض القضايا والأحداث ومنها قضيه العشوائيات ، ولعل ابرزها هي إستيقاظ أهالي الدويقه بحي منشئه ناصر، محافظه القاهره ، علي كارثه وهي سقوط صخره ضخمه علي سكان المنطقة وأدت إلي عدد من القتلي يتجاوز ال”٧٠”قتيلا، وتم العثور علي المزيد من الجثث التي كانت مطموره تحت الانقاض وذلك عام٢٠٠٨، وليس هذا فقط بل حدثت إنهيارات سابقه وكان اشدها عام ١٩٩٣، وشهدت وقوع عدد كبير من القتلي.

وفي نفس السياق، نشير إلي أن هذه الظاهره منتشره في عدد من المحافظات، وبخاصه القري والمحافظات الناميه، فالعشوائيات يجب النظر لها من جانبين فالجانب الأول هو إزدحام وإنتهاك لحقوق الدوله من الأراضي المكتسبه بوضع الأيدي، بينما الجانب الثاني فهي ستر لبعض أجساد الفتيات والنساء ، ايضا حماه الصغير والكبير من برد الشتاء.

هناك امور عده في المجتمع ولكن العشوائيات هي الأولي والأهم من المجتمع لكي نتخذ بعض الإجراءات للحد من إنتشار العشوائيات ، فيجب علي الدوله :

１) إعاده تهيئه بعض المناطق العشوائيه وعمل هدم للمناطق الأكثر خطوره علي أصحابها وبناءها بشكل جديد

２) خلق فرص عمل للشباب ، وإجبار الأطفال علي الذهاب إلي المدارس وتجرين عماله الأطفال في سن مبكر

３) تكثيف الأمن في هذه المناطق وتطهيرها من أوكاد الإتجار بالمخدرات

４) توفير مستشفيات ومدارس ووسائل ترفيهيه بشكل آدمي لهؤلاء الذين لابد ان تتوافر لهم حياه كريمه

５) عمل حملات تطويعيه للشباب لمساعده الأسر الفقيره

６) تشجيع المؤسسات الخيريه علي فعل الخير والعمل علي تواجدهم مستقبلا.