كارثة تشير نوبل .. أبشع الحوادث النووية المدمرة في تاريخها
في تحقيقات وحوارات
372 زيارة
تقرير : أحمد شعبان
شهدت البشرية واحدة من أبشع الحوادث المدمرة في تاريخها ومنها ، كارثة تشيرنوبل ، وهي حادثة نووية إشعاعية كارثية وقعت في المفاعل رقم ” أربعة ” من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية .
في الـ “26 ” من أبريل عام 1986، هزّت سلسلة إنفجارات مبنى ومفاعل كتلة الطاقة ” الرابعة ” في محطة تشيرنوبل الكهرذرية، الواقعة بمدينة برابيت قرب الحدود البيلاروسية، لتحلّ أضخم كارثة تكنولوجية في القرن ” العشرين” ، وكانت الحادثة بسبب تجربة علمية مُخطط لها نفذت بشكل خاطئ ، وأسفرت عن إطلاق مواد مشعة في الهواء مدة ” 10 ” أيام تقريباً ، وخلفت الكثير من الضحايا .
وتسبب إنفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع “31” من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع ، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة ، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث ب”أربعة آلاف ” شخص ، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ” ثمانية آلاف” شخص ، وشككت منظمات دولية أخرى في هذه الأرقام وتوقعت وفاة ما بين ” عشرة آلاف” وأكثر من “تسعين ألف” شخص نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت .
لا تزال أعداد الضحايا الذين سقطوا قتلى نتيجة تفجير تشيرنوبل تشكّل قضية خلافية ، فحسب العدد الذي أعلنته السلطات السوفياتية وقتها ، فإنّ ” 30 ” شخصاً توفوا جراء التفجير والإشعاع في موقع الحادثة ، لكن نُقِل “237” جواً إلى موسكو، لعلاجهم في مستشفى خاص ، حيث احتجزوا في أقسام مخصصة، ومُنِعت الزيارات عنهم ، بينما كان من يخدمهم يرتدي بدلات خاصة واقية من الإشعاع ، نظراً إلى خطورة المواد المشعة التي كانت أجسامهم تشبّعت بها جراء التفجير، وفقاً لشهادات زوجات وأمهات بعض الضحايا. وتوجد ” أربعة الآف ” آخرين توفوا على مدار أشهر قليلة ، لأسباب تتعلق بالإشعاع.
عقب حدوث كارثة تشرنوبل ، أشارت السلطات الأوكرانية أن المنطقة التي تشمل مدينة بريبيات منطقة منكوبة ، وأقامت طوقا حولها لمسافة قطرها ” ثلاثون ” كيلومترا من مكان المفاعل ، وهجرّت أكثر من ” مائة ألف” شخص من مساكنهم هناك ، كما شملت الإجراءات التي نفذتها حكومة كييف دفن وتغليف المفاعل المعطوب بالخرسانة المسلحة ، لمنع تسرب المزيد من الإشعاعات ، غير أن هذا الغلاف تعرض في السنوات الأخيرة لتشققات.
ونتيجة لهذه التشققات ، بدأت أوكرانيا بدعم مالي دولي بتشييد غلاف إضافي من الصلب ، بلغ نحو ” مليار “دولار ، وقد إنتهى العمل منه في سنة ” 2012 “م ، وبعد ذلك تم إغلاق المحطة بالكامل.
تركت كارثة تشيرنوبيل العديد من الآثار الصحية والبيئية أثراً واضحاً على المنطقة المحيطة بالمفاعل ، بالإضافة إلى تداعيات إشعاعية ، حيث كان معظم الإشعاع المنتشر من المفاعل عبارة عن اليود-” 131″ ، والسيزيوم- ” 134″، والسيزيوم-” 137 ” ، كما يمتلك اليود-“131″ عمر نصف قصير نوعاً ما ، حيث يصل إلى ” ثمانية ” أيام ، لكن يتم بلعه بسرعة في الهواء ، وعادةً ما يتوطن في الغدة الدرقية ، وأيضاً تمتلك نظائر السيزيوم عمر نصف طويل.
بعد تسرب الإشعاع في وقت قصير ، تم قطع العديد من الأشجار والغابات المحيطة بسبب مستويات الإشعاع العالية. وسميت المنطقة المحيطة بالمحطة النووية ( الغابة الحمراء ) ، وذلك لأنّ لون الأشجار تحول إلى لون زنجبيلي ساطع، وفي نهاية المطاف تم جرف ودفن الأشجار ضمن خنادق.
تشيرنوبل حادثة نووية 2021-08-07