المشير “طنطاوي” .. تاريخ حافل بالإنجازات
في تحقيقات وحوارات
431 زيارة
تقرير :مني جمال
سلامًا علي المخلصين حتي نلتقي ولا نقول الا مايرضي ربنا ، فقدت مصر اليوم رجلاً عشق ترابها ودافع على بقائها وتحمل المسؤولية الوطنية في وقت عصيب في تاريخ مصرنا الحبيبه ، وتحمل مالا يتحمله بشر موقنًا بأن يوماً ما سيعرف القاصي والداني أن حكمه كان مخطئاً وأن هذا الرجل قدم الغالي والنفيس من أجل حياه مصر.
ودعنا اليوم المشير “محمد طنطاوي ” رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، وزير الدفاع الجوي والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة سابقا الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز “85” عام بعد رحلة بطولية من العطاء ومسيرة وطنية من أجل الحفاظ علي مصر.
ولد المشير “محمد طنطاوي” يوم “31”أكتوبر عام “1935” في القاهره لأسرة مصرية نوبية، وتخرج من الكلية الحربية المصرية سنة “1956” ،ثم كلية القادة المصرية سنة “1956” ثم كلية القادة والأركان، و كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة ، وبعد ذلك حصل علي نوط الشجاعة العكسري ، ثم عمل ملحقا عسكريا لمصر في باكستان و أفغانستان في عام “1975” ، بعد ذلك تدرج في المناصب حتي أصبح وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة عام “1991” وحصل علي رتبة المشير في عام “1993”.
شغل “طنطاوي” مناصب قيادية عديدة في القوات المسلحة المصرية قبل تكليف الرئيس السابق “محمد حسني مبارك ” له بتولي مسؤولية القيادة العامة للقوات المسلحة ، وكانت من أهم مناصب المشير “طنطاوي ” الملحق العسكري في باكستان، و قائد الكتيبة “16” أثناء حرب أكتوبر سنه”1973″، وقائد اللواء “136” مشاه ميكانيكا، وقائد الفرقة “18” مشاه ميكانيكا، وقائد فرع التخطيط وقسم العمليات الميدانية للجيش، وكان رئيس فرع العمليات وقسم العمليات الميدانية للجيش ،وقائد لواء المشاة ، وقائد فرع المشاة الآلية وقائد فرع التخطيط بالقوات المسلحة ، وايضاً رئيس أركان الجيش الثاني الميداني، وقائد الحرس الجمهوري ، وارتقى الى منصب وزير الدفاع في “20” مايو “1991” .
هو بطل عسكري من طراز خاص، خاض “أربعة” حروب مع مصر ضد إسرائيل، فكان أحد أبطال حرب العدوان الثلاثي عام “1956”، وحرب النكسة عام “1967” ، و حرب الاستنزاف بداية من”1967″ حتي “1970” ، وحرب أكتوبر 1973 حيث كان قائد وحدة مقاتلة “16” بسلاح المشاة وشارك في حرب الخليج الثانية عام”1991″.
خلال حرب أكتوبر كان المشير “طنطاوي”حريص كل الحرص على حياة جميع أفراد كتيبته ومن أقواله ( كل همى أن أنا مرجعش ولا فرد من الأفراد اللى جم الموقع حي، تلك هي معركة من المعارك التي خاضتها الكتيبة منذ العبور حتى إيقاف اطلاق النار، يكفينا فخرًا أن الكتيبة لم تتكلف في العبور إلا شهيدا واحدا وهو “عادل بصاروف”) .
لم تتوقف بطولات المشير “طنطاوي” عند حدود خوض المعارك وحمل السلاح في وجه أعداء الخارج فقط، وانما استطاع بمنتهى الحكمة والقدرة والكفاءة أن يحافظ على سفينة الوطن من الغرق فى الفترة التي واكبت أحداث ثورة “25”يناير، بعد أن تنحى” مبارك” نتيجة للضغط والغضب الشعبي وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، وبموجب البيان الخامس الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أصبح المشير “طنطاوي” الحاكم الفعلي لمصر عقب ثورة “25”يناير وممثلاً للجمهورية في الداخل والخارج.
استطاع المشير” طنطاوي” في وقت قصير الحفاظ على هيبة ومكانة القوات المسلحة المصرية في العالم فور تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير” طنطاوي” مسئولية السلطة في البلاد، وكان الضامن الأمين للتطور الديمقراطي في مصر، فكان يتمتع بثقة كبيرة في الداخل والخارج، وألقى عليه أعباء عهد جديد على مصر والمنطقة، وقد نجح في كل الاختبارات التي تعرض لها بنجاح منقطع النظير، ورغم كل محاولات الاستفزاز التي تعرض لها وتعرضت لها القوات المسلحة في تلك الفترة الدقيقة الا أنه كان بمثابة حائط الصد والقميص الواقي الذى يتلقى الضربات عن الشعب.
وفي السياق ذاته حصل “محمد طنطاوي ” علي العديد من الأوسمة والميداليات منها وسام التحرير ،ووسام ذكري قيام الجمهورية العربية، نوط الشجاعة العكسري من الطبقة الثانية بعد حرب أكتوبر ، نوط الجلاء العكسري، نوط الاستقلال العكسري، نوط النصر، نوط التدريب، نوط الخدمة الممتازة ، وأيضاً حصل علي ميدالية تحرير الكويت، ووسام تحرير الكويت، ميدالية “ستة” أكتوبر ،ميدالية العيد العاشر للثورة، وميدالية العيد ال “20” للثورة ،ميدالية جرحي الحرب وحصل علي وسام الامتياز، ووسام الجمهورية التونسية، وقيلادة النيل.
وخلال الأونة الأخيرة قد تعرض المشير “طنطاوي”لأزمة صحية قبل نحو “ثلاثة أشهر ” ووافته المنيه صباح اليوم الثلاثاء،حيث شارك في الجنازة القائد العام للقوات المسلحة وقاد الأفرع الرئيسية وكبار رجالات الدولة ، وأجريت مراسم الجنازة من مسجد المشير “طنطاوي ” الذي حمل اسم الراحل بالتجمع وأصبح أشهر مساجد مدينة القاهرة منذ تم افتتاحه في “تسع” مارس “2015” علي يد” السيسي ” وقامت بإنشائه القوات المسلحة المصرية .
ومن جانبه أعلن الرئيس “عبدالفتاح السيسي” إطلاق اسم المشير “محمد طنطاوي ” وزير الدفاع الأسبق علي قاعدة الهايكستب العسكرية تقديراً واحتراما لدور هذا الراجل العظيم في تاريخ مصر ، ناعياً فخامة الرئيس المشير “طنطاوي ” عبر حسابه الرسمي علي موقع فيس بوك، (فقدت اليوم أبا ومعلما وإنسانا غيورا علي وطنه ،كثيرا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن ) .
2021-09-21