أبطال وبطولات .. حرب أكتوبر ما بين النصر العظيم والهزيمة الساحقة
في تحقيقات وحوارات
593 زيارة
تقرير: حماده خميس
في مثل هذا اليوم “السادس” من شهر أكتوبر لعام “1973” وفي تمام الساعة”الثانية” ظهراً ، شنت القوات الجوية المصرية ضربتها والتي أفقدت لعدوها قوته العسكرية ، فهي حرب مصرية سورية شنت أمام الكائن الصهيوني، وهي “رابع” الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب فلسطين وحرب السويس وحرب الستة أيام، لتحتل إسرائيل في الحرب “الثالثة” شبة جزيرة سيناء في مصر وهضبة الجولان في سوريا والضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني آنذاك، ليبدأ الهجوم المفاجئ على إسرائيل من جديد.
نصر أكتوبر المجيد:
سمي هذا النصر العظيم الذي سطّر في كتب التاريخ بالعديد من الأسماء، سمي في مصر بحرب السادس من أكتوبر تيمناً بالشهر الميلادي الذي نشبت فيه، كما سمي في سوريا الشقيق بإسم حرب تشرين التحريرية تيمناً بالشهر الميلادي الذي نشبت فيه، فضلاً عن تسميته في إسرائيل بإسم حرب يوم الغفران تيمناً لعيد يوم الغفران اليهودي.
كانت البداية في عام “1955” عندما قبلت مصر عرضاً من أمريكا وانجلترا للحصول على قرض لتنفيذ مشروع السد العالي، لتطلب بعد ذلك شراء صفقة أسلحة إلا أن طلبها قوبل بالرفض فاتجهت مصر إلي شراء ما تحتاجه من أسلحة من الإتحاد السوفيتي، وهنا تراجعت أمريكا وإنجلترا عن تمويل مصر للسد العالي ليعلن الرئيس المصري الراحل “جمال عبد الناصر” تأميم شركة قناة السويس، رداً على ذلك عقدت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل إتفاقية (سيفر) عام “1956” للهجوم على مصر، لتبدأ إسرائيل بالهجوم على مصر وتتوالي الإنذارات من بريطانيا وفرنسا بوقف إطلاق النار بين الطرفين، والتي انتهت بسحب جميع القوات المصرية من صحراء سيناء إلي غرب قناة السويس ونالت إسرائيل حق تأمين ملاحتها البحرية والجوية عبر خليج العقبة.
لتتوالي الحروب والصراعات حتي وفاة “جمال عبد الناصر” وتولي نائبه “أنور السادات” رئيساً لمصر عام “1970” ، وفي عام “1973” قرر كلا من الرئيس المصري “أنور السادات” والسوري “حافظ الأسد” بشن هجوم عسكري لإعادة الأرض التي خسرتها الدولتان في حرب “1967” ، ليجتمع كلا من القائد العسكري المصري “أحمد إسماعيل” والقائد العسكري السوري “مصطفى طلاس” في محافظة الإسكندرية سراً ، وذلك للبت في الموضوعات العسكرية والإتفاق النهائي لبدء الحرب، وخلال إجتماع “السادات” و “الأسد” في دمشق يومي “28” و”29″ أغسطس اتفقا على أن يكون “السادس” من أكتوبر هو يوم البدء.
على الرغم من إتفاق الدولتين على الحرب؛ إلا أن نوع التسليح العربي يختلف تماماً عن التسليح الإسرائيلي المتفوق نوعياً وتكنولوجيا ً ، ففي تمام الساعة “الثانية” في “السادس” من أكتوبر لعام “1973” أطلقت مصر أكثر من “200” طائرة حربية لتضرب ضربتها الجوية على الضفة الغربية للقناة، والتي استهدفت من خلالها المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار الإسرائيلية والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة وتجمعات الأفراد، وبعد عبور الطائرات المصرية ب”خمس” دقائق تم قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل كبير تمهيد لعبور المشاة.
وعلى الفور تسلل كلا من المهندسين ورجال الصاعقة إلي الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلي سطح القناة لتأمين عبور المشاة من نيرانها، لتتوالي الصراعات بين الطرفين والتي كانت نتائجها صدمة كبيرة وهزيمة ساحقة للمؤسسة العسكرية الصهيونية، ليقتحم رجالنا خط بارليف المنيع فتعيد المحتل إلي مكانته كما كان وإعادة الثقة للجندي المصري والعربي بنفسه بعد الهزائم التي تعرض لها من قبل، لتبدأ المرحلة الثانية لإستكمال تحرير الأراضي المصرية عن طريق المفاوضات السياسية.
للتدخل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الأعضاء بمجلس الأمن لتصدر قراراً بوقف جميع الأعمال العسكرية، إلا أنه لم يلتزم الجانب الصهيوني بذلك القرار، مما دفع مجلس الأمن إلي إصدار قراراً آخر لتوافق عليه إسرائيل وتنتهي المعارك في “28” أكتوبر، ليتم بعد ذلك مباحثات الكيلو “101” والتي نتج عنها وصول الإمدادات اليومية إلي مدينة السويس وتبادل الأسري والجرحي لتبدأ مرحلة سلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن زيارة الرئيس الراحل “أنور السادات” إلي القدس عام “1977” قائلاً خلال كلمته بالكنيست الإسرائيلي: أنه ليس وارداً توقيع أي إتفاقية بين مصر وإسرائيل طالما لم يوجد حل عادل للقضية الفلسطينية، وإن السلام الذي يلح به العالم أجمع لن يحدث أبداً.
وختاماً، نتجت زيارة “السادات” إلي القدس المحتلة إلي “خمس” أسس أساسية، أولاً إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي أحتلت في عام”1967″، ثانياً إلتزام جميع دول المنظمة بإدارة العلاقات طبقا لميثاق الأمم المتحدة وحل الخلافات بالوسائل السلمية، ثالثاً للشعب الفلسطيني الحق في إقامة دولته وتقديم الحقوق الأساسية له، رابعاً الحق لكل دول المنطقة العيش في سلام داخل حدودها، خامساً إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة.
نصر أكتوبر المجيد 2021-10-06