كتبت/ هدير الحسيني
كثيراً ما نجد أباءً يعتقدون بأن مهتمهم الأساسية هي تربية أشخاصاً أفذاذ بمعني أن يربون أشخاصاً متفردين عن غيرهم أشخاصاً لديهم إكتفاء في كل الأشياء في الحياة ولا ينقصهم شئ ، لذلك من الممكن أن نجد بعض الآباء يشعرون بالفشل في تربية الأبناء لإعتقادهم الدائم أنهم بإستطاعتهم علي فعل كل شئ لكي يضمنوا لأبنائهم أن يكونون دائماً سعداء ويكونون ناجحين دائماً طول حياتهم ، فبسبب بعض توقعات الآباء الوهمية يحدُث المأزق ونجد أطفالاً وشباباً يشعرون بأوقاتاً صعبة وسيئة ولا يستطيعون علي تخطي هذة الأوقات ، فبسبب توقع الآباء بالحياة السعيدة الدائمة للأبناء وبحدوث عكس التوقعات في بعض الأقات ، لذلك كثيراً ما نجد آباءً يشعرون بالفشل .
وقد أشارت الموسوعة بأن الوالدين يفشلان حقاً حينما لا يفعلان ما يستطيعون علي فعله واقعياً وهذا قد تحدثنا عنه بالأمس ، فأنه لابد علي الآباء أن يعرفون ما هي وظيفتهم الأساسية عند تربية أبنائهم ، فالوظيفة الأساسية للوالدين حقاً هي (دعم النمو الإنساني لدي الأبناء ) وهذا يتم من خلال فعل الأشياء التي تُساعد أبنائكم علي تحقيق إمكاناتهم المتفردة ويعني أيضاً تجنب الأشياء التي قد تعوق نموهم.
وكما ذُكرت الموسوعة بأن هناك أشياء لا يستطيعون الوالدين فعلها عند تربية أبنائهم وهي:
لا يُمكن للوالدين أن يضمنوا لأبنائهم أن يكونوا سعداء دائماً ، فالحياة ليست بالنعيم الخالد والورد المزهر دائماً بل الحياة لابد فيها من شقاءً وتعب ولا بد أن نتعرض فيها للصدمات والمعوقات ، لذلك لا تستطيعون أن تضمنوا السعادة لأبنائكم دائماً .
لا يُمكنكم أن تضمنوا لأبنائكم النجاح في الدراسة ،لكن علينا أن نُدرك جيداً بأن هناك فروق فردية بين الأشخاص فهناك من يستطيع علي فعل شئ وآخر لا يستطيع علي فعل نفس الشئ لكن لديهِ الإستطاعة لفعل أشياءً أخري كثيرة فعلينا أن نُركز علي قدرات وإمكانيات أبنائنا ونسعي لتدعيمها وتنميتها .
كما أننا لا يُمكننا أن نضمن لأطفالنا أن يكون لديهم دائرة واسعة من الأصدقاء ، لكن علينا أن نعلموهم كيفية إختيار الصديق الصحيح كما علينا أن نعلموهم بأن العبرة ليست بكثرة الأصدقاء إنما العبرة بمحبة الصديق الحقيقي لك.
لا يُمكننا أن نضمن لأبنائنا أن يحصلون علي الوظائف التي يرغبون فيها، ولكن أيضاً يمكننا أن نعلمهم كيفية صُنع الفرص وهذا يتم بتعليمهم الكثير من المهارات لكي يصنعون وظيفتهم بأيديهم.
لا يُمكنكم أن تضمنوا لأبنائكم أنهم سوف يختارون حياتهم مثل حياتكم فأن هذا بالمستحيل وبالأخص في هذا العصر الذي بهِ الكثير من المستحدثات والتقنيات ، ولكن علينا أن نعلمهم ما هو الصواب والخطأ وما هو الحلال والحرام وبعد ذلك نترك لهم إختيار حياتهم بأنفسهم .
لا يمكنكم أن تضمنوا أن يُعامل الآخرون أبنائكم معاملة حسنة ، ولكن عليكم أن توعوا وتربوا أبنائكم علي الإحتفاظ بأخلاقهم وإنسانيتهم مع كل شخص وأي شخص وهذا لا يمنع أن يكون حذر ولا يأمن لأي شخص الأمان التام .
فهناك الكثير من الأشياء لا يستطيعون الوالدين علي فعلها عند تربية أبنائهم وكما أشارت الموسوعة بأن إستطاعة وقياس نجاح الوالدين يكون بأساليب سلوكهم فقط لا بما يُحدث للأبناء ، وهذا يُعني إنكَ قد فعلت كل ما في إستطاعتك جيداً ولا يُعني إنك لابد أن تُربي إنساناً فذاً بمكانته وكفايته ، لأن الناتج النهائي لشخصية الطفل ليست من مهام الوالدين إنما يعتمد علي عوامل كثيرة وهذا سوف نتحدث عنه غداً إن شاء الله .