كتبت / هدير الحسيني
كل منا يُريد أن يصل للنجاح ويبقي على خطي الكفاح ولكن قد نتعثر في خطواتنا ونسقط في متاهتنا وحيرتنا وتعوقنا الظروف والمشاعر عن الوصول لأحلامنا وأهدافنا في هذة الحياة ، فنحن علينا أن نُدرك أنه من المؤكد أن كل شخص لابد أن يفشل في أولى خطواته نحو النجاح وأيضاً سوف يتعرض لبعض المعوقات التي تعوقه نحو الهدف الذي يريد أن يحققه ، ولكن الفاصل بين شخص وشخص في هذا الأمر هو كيفية التعامل مع هذة المعوقات والتغلب عليها ليكمل مسيره نحو الهدف المستحق .
إن كنت تُريد أن تعرف كيف تتغلب على معوقات النجاح تابعنا في هذا التقرير :
عُقدت ندوة بمكتبة مصر العامة يوم السبت الموافق ” 23″من فبراير ” 2019″ بعنوان ” معوقات النجاح ” بقيادة الدكتور ” أحمد هارون ” إستشاري الصحة النفسية ورئيس الأكاديمية العربية النفسية” .
طرح الدكتور ” أحمد هارون ” سؤالاً في بداية الندوة على الحاضرين ما هو النجاح ؟ حيث أجاب أحد الحاضرين أن النجاح هو تحقيق الشخص لأهدافه وآخر قال أن النجاح هو الطموح الذي يريد الإنسان الوصول إليه .
كما أشار ” هارون ” أن من الأمور المُحزنة أن معظم الناس ترى أن النجاح هو الوصول لما يحتاجون إليه ويقومون بتحقيقه لأن هذة ليست نجاحات بل تندرج تحت مسمي إنجازات ، ومع ذلك لن تجلب إليك السعادة لأن السعادة لم تشعُر بها ولم تصل للنجاح إلا في حالة القيام بعمل أشياء.
كما أضاف ” هارون ” أن النجاح مفردة واحدة من ثلاث مفردات وهذة المفردات ” الهدف ،والرؤية، والرسالة ” إنكَ لا بد أن تمتلك هذة المفردات لكي تصل للنجاح وتشعُر بالسعادة .
حيث أكد ” هارون ” أن الإنسان الذى لم يمر بهذة المراحل ولم يُدرك هذة الأشياء سوف يمر بمعوقات في غاية الصعوبة تعوقه نحو الوصول للنجاح .
كما طرح ” هارون ” سؤالاً آخر علي الحاضرين ، ماذا تعني كلمة معوق ؟ وهل المعوقات أشخاص أم ظروف ؟
وعلى صعيداً آخر أجاب أحد الحاضرين أن معوق تُعنى أنه شئ يعود بالشخص للخلف .
حيث أكد ” أحمد ” أن أهم المعوقات التي تعوق الإنسان هي نفسه ، كما أشار إن النفس البشرية عبارة عن سبع نفوس تعيش بها ومن الممكن أن تثبت قدم الإنسان في إحدي هذة النفوس ويُصاب بإضطراب نفسي يرتبط بها والنفس الأولى هي ” النفس الأمارة بالسوء ” وإذا ثبتت قدم الإنسان في هذة النفس سوف تكون نفس ضد المجتمع وتُصبح نفس شهوانية فقط.
والنفس الثانية هي ” النفس اللوامة ” والتي تلوم نفسها علي ما فعلت وعلي كل ما لم تفعله .
ونأتي “للنفس المطمئنة” وهي نفس سوية لا تكون في أعلي مراتب الخير ولا تبقي في أعمال الشر .
ثم نتحدث عن “النفس الراضية” وهي نفس طامحة وليست طامعة تُريد الخير لنفسها ولغيرها .
و”النفس المرضية” هذة نفس قانعة بما لديها وأكثر ما يشغل بالها هو جبر خواطر البشر .
أما عن “النفس الملهمة” وهي نفس تُلهم الأشخاص بأشياء وصفات لا يعرفونها عن أنفسهم.
وآخر هذة النفوس وهي “النفس الكاملة” وهذة النفس لا نجدها أبداً في غير سيدنا رسول الله محمد (صلي الله عليه وسلم ) .
حيث تطرق الدكتور ” أحمد هارون ” لجانب آخر أن من أعداء النجاح هي الأفكار السلبية وهذة الأفكار نوعين ” أفكار أمارة بالسوء ” تنجرف بك لإرتكاب الأخطاء ، و”أفكار لوامة”.
حيث أشار ” هارون ” أن الأشخاص تأتي في المرتبة الثانية لأعداء النجاح ، أن هناك أنواع من أنواع الشخصيات تُسمي ” بالشخصيات السيكوباتية ” وهؤلاء يصنفون لثلاث أنواع من الشخصيات شخصية “سيكوباتية عنيفة” وشخصية “سيكوباتية متحسسة ضعيفة” وشخصية سيكوباتية “مبدعة مخيفة ” ويقصد بالشخصية “السيكوباتية المبدعة” أنه يقول لك كلاماً جميلاً ولكن في الأصل نجد في قلبه عكس ذلك وهذه الشخصية نجدها في الذين يمارسون عمليات النصب .
كما نجد من أنواع الشخصيات وهم “الأشخاص السلبية” وهؤلاء الأشخاص أخطر من الأشخاص السيكوباتية لأنهم يرونَ الضرر حولك ولا يحاولون إيقافه وإنقاذك منه .
حيث ختم الدكتور ” أحمد هارون ” حديثه أن هناك قناعات للناجحين يعيشون بها ومنها :
أن النجاح غير مرتبط بمكاناً أو أشخاصاً ولابد أن تكون متحمساً فهذا سوف يدفعكَ للأمام وتحقق المستحيل ، عليك أن تتأكد أن الفرص إن ضاعت منك تستطيع أن تصنعها عدة مرات ، وأن تكون أنتَ وحدك مسؤولاً عن قراراتك وحياتك لا تلوم أحد ولا تستغرق جهدك ووقتك بعلاقاتك بأشخاص تُريد منهم أن يغيرون تفكيرهم وحياتهم للأفضل .
النجاح سهلاً مع حدوث الفعل لذلك عليك بالسعي مهما كان بسيطاً ولكن ليس معني ذلك أن الطريق سوف يكون لكَ ممهد وبلا معوقات أو صعوبات ، فلابد أن تتمسك بحلمك وأن تؤمن وتُوقن بالله حق الإيمان واليقين وتتوكل عليه وتسعي إليه ، وتعرف وتدركَ وتؤمن ما بكَ من قدرات وإمكانيات ولا تنتظر من أحد أن يؤمن بك فكثيراً من العظماء كانوا غير معروفين في وسط زحام أهل الأرض ولكنهم أسمائهم وإنجازاتهم وأثارهم تُعرف في السماء .