porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » طلَّت بالأبيض وبيدها دُمية

طلَّت بالأبيض وبيدها دُمية

#الدولة_الآن

       تحقيق منار عماد

ظاهرة قديمة لم تنقطع في كثير من الأماكن لأسباب كالعادات والتقاليد، لاحظنا زيادة نسبتها في الفترة الأخيرة، ظاهرة تتسبب في وأد براءة الصغيرات وتغلق أبواب الطموحات الفكرية والإبداعية لهن، تقضي على أرواحهن الجميلة وتعبث بعقولهن الغير ناضجة لتحملهن ما لا طاقة لهن به، لتجعلهن حاملات مسئولية ومُعيلات منازل وأسر وتصبحن أمهات لأطفال مثلهن؛ فظاهرة زواج القاصرات تحكم على الطفلة بالموت وهي على قيد الحياة.

يعد زواج القاصرات ظاهرة اجتماعية لها العديد من الآثار السلبية على الأسرة والمجتمع حيث أنه يتمثل في زواج طفلة لم تبلغ ال”18″ من عمرها؛ لتنتقل من مرحلة اللعب مع من في سنها لمنزل تقوم على مسئوليته وتحمل عبئًا نفسيًا وجسديًا ليس لها قدرة عليه ولا تستطيع استيعابه مطلقًا.

اعتبرت الأمم المتحدة هذا الزواج هو اعتداء على حقوق الطفلة التي من حقها التعليم وممارسة حياتها المناسبة لعمرها مما يسبب لها آثار نفسية سيئة بسبب حرمانها من عيشة طفولتها، كما أن عدم نضج عقل فتاة يجعلها لا تعرف كيف تتصرف مع زوجها وخاصة إن كان فرق السن بينهما كبير.

تتمثل العوامل التي تجعل الأهل تبيع بناتهم تحت مسمى زواج القاصرات هو الفقر وعدم المساواة بين الجنسين وإبرام صفقات الأراضي أو الممتلكات وتسوية المنازعات، وقد يكون السبب هو السيطرة على الحياة الجنسية للفتاة وحماية شرف الأسرة أو العادات والتقاليد وانعدام الأمن أثناء الحروب.

حيث شهدت الآونة الأخيرة العديد من حالات زواج القاصرات ففي أحد الأيام استيقظ المصريون على جريمة متمثلة في حادث إلقاء زوجة بنفسها من نافذة الطابق “الرابع” بسبب خلافات أسرية بالهرم ومحاولة زوجها إلقاء نفسه خلفها إلا أنه نجا من الموت، حيث تبين أن الزوجين مازالا أطفالًا فيبلغ الزوج من العمر “17” سنة في حين أن الزوجة طفلة عمرها “15”سنة وقد تزوجا بعقد حرره محامي ويقيما في منزل والدة الزوج.

وتحكي “أ.ع” عن حكايتها قائلة: شعرت بالسعادة لكوني تم تزويجي قبل جاراتي وبنات أعمامي واللآتي توجد منهنّ من هي أجمل مني، اعتقدت أن ذلك شيئًا رائعًا فلم أكن أعلم أني أحكم على نفسي بالموت وأنا على قيد الحياة، فتزوجت ولم أكمل تعليمي المدرسي وبعد أشهر أنجبت طفلتي “الأولى” والتي كانت مصابة بثقبٍ في القلب؛ حيث بدأت حياتي تتحول لجحيم فلم أستطع إثبات طفلتي باسم والدها لأن عمري حينها كان “15” عامًا فقد تم إثباتها لوالد زوجي على أمل أنني عندما أبلغ السن القانوني أستطيع أن أكتب ابنتي بإسمي وبعد أشهر تزوج زوجي مرة “ثانية” وتركني أعول والديه المسنين مع طفلته وحدي وعاش هو مع زوجته الجديدة.

ولقد رصدنا آراء بعض المختصين حول هذه الظاهرة حيث وصفت الدكتورة “هالة يسري” أستاذ علم الإجتماع، زواج القاصرات بأنه عنف موجه ضد الطفولة وضد بناة المستقبل وانتهاك لحرية الطفل، لافتةً إلى أن المسئولية كاملة تقع على الأهل بالدرجة “الأولي” ولكن قد يكون الأهل ليسوا على وعي بتجريم زواج القاصرات ومخاطره الصحية والنفسية على فتياتهم، فإن الأمر يتطلب دور مؤسسات الدولة المختلفة في التوعية.

كما أكد الخبير القانوني والمحامي “محمد الصادق” أن العقوبات المسنة في هذه الجريمة تشمل كل من الوالي والمسؤول والمأذون والشهود ولا يوجد أي مادة تنص علي عقوبة الزوج الذي تزوج من الفتاة الصغيرة، مشيرًا إلي أن ذلك يُمثل ثغرة كبيرة في القانون حيث تعطي فرصة لأي شخص أن يتجوز عُرفيًا بقاصر دون خوف من عقاب.

ولعلنا نذكر بعض آراء المواطنين حول زواج القاصرات فأشار “ع.ص” إلى أن هذا الزواج نوع من الجهل الذي لا يحارب بالقوانين فقط بل لابد من دور قوي من الإعلام والمجتمع المدني في مواجهة هذا السلوك الخطير، معللةً “ه.ح” أن لكل فتاه فترة من عمرها يتردد فيها العرسان لخطبتها وهذه الفترة تسمي ب(سوق البنات) وتبدأ مع ظهور أول عريس لها وإذا تكرر رفض الأهل للعرسان سواء لصغر سنها أو لإستكمال تعليمها يقف سوقها.

وأضافت “ل.س” أن راحة الفتاة في زواجها المبكر حيث تتمكن من الإنجاب فى سن صغيرة وعندما يكبر أبنائها يساعدونها في أعمال المنزل خاصةً إذا أنجبت إناثًا، مشيرةً “ع.ي” أن زواج البنت صغيرة أفضل لها حيث يجعلها تستمتع بوقت أكبر بأبنائها نظرًا لخلفتها المبكرة.

يعد السكوت عن زواج القاصرات في عالمنا العربي والسماح به في كثير من الأقطار العربية ما هو إلا تكريس للعقلية الذكورية الموجودة في النسيج الإجتماعي العربي وخاصة المصري، فهذا النوع من الزواج يعد اغتصابًا برضا الأهل أو عملية بيع للطفلة بلا أي اهتمام لما تتعرض إليه من أذى فهي تُعامل كالسلعة تُباع لمن يدفع أكثر.

لذا واجب علينا جميعًا أن نقف في وجه هذه الظاهرة التي تُخل بالنُّسق الإجتماعي وتُهدر ثروة بشرية مستقبلية من أطفال لا حول لهم ولا قوة، مطالبين بضرورة إنفاذ القوانين والتوعية بها من قِبل جميع أجهزة الدولة وتغليظ العقوبات على المتورطين في مثل هذه الأفعال العبثية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صراع من أجل الضوء .. كيف تشعل أزمة الطاقة نار الأزمات الاقتصادية؟!

#الدولة_الآنتحقيق: سلمى يوسف يشهد العالم تدهورًا مستمرًا في أزمة الطاقة منذ عدة سنوات، وتتصاعد المخاوف ...

youporn