متي يتحقق السلام الأسري؟
في تحقيقات وحوارات
483 زيارة
تحقيق تسنيم عبدالله
رغم ما وصل إليه العالم من حضاره وتقدم فإن معظم المجتمعات تعاني من تفشي ظاهرة العنف الأسري التي تهدّد كيان الأسرة وتركيبها، ويفكك ترابطها لكن الشريعة الإسلامية حثت المسلم على التحلّي بالأخلاق الحميدة , اقتداءً بالمصطفى صل الله علية وسلم الذي قال: ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ولم يعرف حق كبيرنا”.
كما دعا أخصائيون اجتماعيون ونفسيون إلى الحذر من المخاطر الجسيمة التي يسببها العنف الأسري على وحدة الأسرة والمجتمع , مبينين أن العديد من حالات العنف الأسري كانت سبباً في تفكك الأسرة ونشوب الخلاف بين الزوجين أو انفصالهما , ويعد هذا جرمًا يخالف الشرع القويم , والسلوكيات والقيم الحميدة التي حثّ عليها ديننا الإسلامي.
العنف الأسري يعرف بعدة مسميات: الإساءة الأسرية، أو الإساءة الزوجية ويمكن تعريفها بأنها شكل من أشكال التصرفات المسيئة الصادرة من قبل أحد أو كلا الشريكين في العلاقة الزوجية أو الاسرية ، ويعرف العنف الأسري بعدد من الأشكال منها الاعتداء الجسدي (كالضرب، والركل، والعض، والصفع. والرمي بالأشياء وغيرها) ، أو التهديد النفسي كالاعتداء الجنسي أو الاعتداء العاطفي ، السيطرة أو الاستبداد أو التخويف او الملاحقة والمطاردة والاعتداء السلبي الخفي كالإهمال أو الحرمان الاقتصادي ، وقد يصاحب العنف الأسري حالات مرضية كإدمان الكحول والأمراض العقلية.
تختلف معايير تعريف ومعنى العنف الأسري اختلافاَ واسعاَ من بلد لبلد ومن عصر لآخر ، لا يقتصر العنف الأسري على الإسائات الجسدية الظاهرة بل يتعداها ليشمل أموراَ أخرى كالتعريض للخطر والإكراه على الإجرام أو الاختطاف أو الحبس غير القانوني أو التسلل أو الملاحقة والمضايقة قالت منظمة الصحة العالمية إن “واحدة” من كل “ست” سيدات في انحاء العالم تعاني من العنف المنزلي ، وبعضهن يتعرضن للضرب خلال فترة الحمل، ومع ذلك تظل الكثيرات صامتات تجاه هذه الاعتداءات.
لا شك أن ظاهرة العنف الأسري لها آثار سلبية تلقي بظلالها على المجتمع اجتماعياً واقتصادياً وصحياً وأمنياً، فمن الآثار الاجتماعية حدوث الطلاق وتشتت الأبناء وانحراف الأحداث وتعاطي المخدرات وشرب المسكرات.
كذالك من الآثار السلبية النفسية إصابة أحد أفراد الأسرة بالاكتئاب ،والاضطرابات النفسية والكرب والضغوط النفسية والتوتر الذي ربما يؤدي إلى الانتحار, ومن الآثار الصحية الإصابات الجسدية والعاهات وأمراض الضغط والسكر والقولون.. إلخ.
ومن الآثار الأمنية، انتشار سلوك الجريمة والسرقات والاغتصاب وجنوح الأحداث كنتيجة حتمية لما اعترى جدران الأسرة من تصدعات رهيبة بسبب العنف الأسري، و تمزق الروابط الاجتماعية وتدمير العلاقات الأسرية، وبالتالي تهديد كيان المجتمع بأسره إذا استقلت هذه الظاهرة توسعت آثارها وامتدت مخاطرها.
شهدت الآوان الآخيره العديد من القضايا والأحداث تداول مقطع فيديو علي مواقع التواصل الإجتماعي
موت إمرأة تعرضت لضربا مبرحا من زوجها في احد شوارع الصين دون أن يتدخل احد من الماره لمساعدتها مما أدي إلي وفاتهاوهذه الواقعه أقامت ضجه كبيره وجددت التساؤلات المتعلقه بالعنف الأسري .
كما أوضحت صحيفه إسرائيليه زياده البلاغات المقدمه لوزاره الرخاء الاجتماعي أن في هذا العام تلقت “6615” بلاغا ل التعرض للعنف الاسري ، اثناء مايشهده العالم من تفشي وباء كورونا .
حيث رصدت عدسة جريده الدوله الآن آراء بعض المواطنين حول هذه الواقعه ، أوضحت “أسماء.م” ان العنف ليس حلاً للتخلص من المشاكل الأسريه مشاكل الحياه المختلفه ومن المشاكل الاجتماعيه عدم التفاهم بين الزوجين يسبب العنف سواء كان بالفعل او بالقول ،والمشاكل الحياتيه مثل كثرة المتطلبات والإحتياجات التي تحتاجها الأسره مقابل وجود أزمات إقتصاديه مما يجعل الأب فاقداً للسيطرهة ويدفعه إلي القيام بالعنف ضد اسرته، مشيراً “عبدالرحمن.م”أن الظروف المعيشة او الفقر او البيئه المحيطة بالشخص هي السبب المؤدي إلي العنف ، وقال ايضا أن الوازع الديني له اثر كبيير في هذه المشكله فإذا كان الشخص المعتدي يعرف تعاليم الاسلام كما يجب فعليه ان يكون رحيماً مع جميع المخلوقات لما قام بفعل مثل هذه الجرائم من الضرب او السب وغيرها .
علينا جميعا أن نبدأ بأنفسنا ونمنع وقوع مثل هذه الحوادث و نتقي الله في كل شئ ، كما علي الدوله وضع قوانين رادعه لمثل هذه الجرائم التي تدمر الكثير من الأسر .
هناك العديد من الحلول للحد من مشكله العنف الأسري:
* للإعلام ومكوناته.. دور مهم في توجيه السلوكيات وتقويمها ويبرز دور هذا النسق في :
« تخصيص قنوات إعلامية تساعد الأسرة في تخطي العنف الأسري.
« الاستفادة من الفواصل الإعلانية لبث رسائل توعوية وتنويرية حول مخاطر وآثار هذا الداء الخطير على وعي وسلوك الأسرة.
« نشر الثقافة الأسرية حول احترام الجنس الآخر مع تعريف الرجل بحقوق المرأة وتكريس الاحترام المتبادل, وإشاعة لغة الحوار الأسري.
« تدريب الأسرة على كيفية مواجهة المشكلات مع توعية الأمهات بضرورة مراعاة المراحل العمرية للطفل من خلال البرامج الموجهة.
* قيام المؤسسات الدينية بدور فاعل في تكريس مفهوم الوعظ والإرشاد من خلال خطب الجمعة والاستفادة من الانفتاح الإعلامي والاتصالي؛ فهذا لا شك عامل هام لحماية مكونات المجتمع الأسرية .
* فتح مكاتب استشارية أسريه (نفسية واجتماعية) في الأحياء كما يحدث في الدول المتقدمة.
* وضع خطة إستراتيجية وطنية متكاملة مكونة من الجهات المعنية لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة بمشاركة أكاديمية من المؤسسات التعليمية.
* نشر الوعي الأسري وأهمية التوافق والتفاهم بين الوالدين وأهمية دورها في قيام الأسرة وسلامتها وكذلك استخدام أساليب التنشئة الاجتماعية السلمية ومضامينها المناسبة.
* قيام المؤسسات التعليمية بمختلف وسائلها وقنواتها بدور التوعية والإرشاد عبر المناهج الدراسية والبرامج الثقافية والإذاعية.. لتوضيح الآثار السلبية من جراء انتشار هذه القضية المستفحلة كإحدى المشكلات والأمراض الاجتماعية وأثارها على التنمية الوطنية
السلام الأسري 2021-07-04