يعد نمط سيكولوجي أو سلوكي ينتج عن الشعور بالضيق أو العجز الذي يصيب الفرد ولا يعد جزءًا من النمو الطبيعي للمهارات العقلية أو الثقافية ، الإضطراب النفسي فهو مرض عقلي يتمّ تشخيصه من قبل أخصائي الصحة العقلية ، من خلال تشويش تفكير المريض، وإخراج مزاجيته، وزيادة شعوره بالألم، أو الموت، أو فقدان الحرية، أو العجز، ولإثبات الإصابة يجب أن تكون ردة فعل المريض أكثر حدةً من الاستجابة المتوقعة .
لا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات من انتشار الاضطرابات النفسية ، بأنواعها المختلفة ، ولا يقتصر انتشار الاضطرابات النفسية ضمن فئة اجتماعية بذاتها ، فهى موجودة لدى كل الفئات الاجتماعية. ويمكن القول بأن أحداث العنف الراهنة التى تنتشر فى مختلف المجتمعات تقف حجر عثرة فى وجه الصحة النفسية والإجرءات الوقائية .
تختلف علامات وأعراض الاضطرابات النفسية بالإعتماد على نوع الإضطراب، والظروف المحيطة وعوامل أخرى ، وتؤثر هذه الأعراض على المشاعر، والأفكار، والسلوكيات مثل : الشعور بالحزن ، تشوش التفكير، وإنخفاض القدرة على التركيز، الشعور بالذنب الشديد ، والخوف المفرط ، الإنسحاب من الأنشطة، والإبتعاد عن الأصدقاء ، إنخفاض طاقة الجسم ، والتعب الشديد ، التفكير في الإنتحار ، عدم القدرة على التعامل مع المشاكل اليومية أو الإجهاد ، الهلوسة والأوهام ، تغييرات في عادات الأكل ، الغضب المفرط ، أو العداء، أو العنف وغيرها .
تشمل أنواع الاضطرابات النفسيّة : الإضطرابات النفسيّة العصابيّة وهي الإضطرابات التي تحدث في الشخصيّة ، وتظهرعلى هيئة أعراض جسميّة ونفسيّة مختلفة مثل التردد المفرط، الخوف، القلق، الوسواس، الأفكار السلبيّة المتسلطة، الشكوك التي لا أساس لها ، ومن أعراض هذه الاضطرابات حدوث شلل في أحد الأعضاء كاليد والساق بالإضافة إلى تعطّل في حاسة من الحواس كالسمع والبصر دون أن يكون هناك سبب عضوي، ومن الأمثلة على هذا النوع الوسواس القهري والهستيريا ، الإضطرابات النفسيّة الذهانيّة وهي إضطرابات خطيرة تحدث في الشخصيّة بأكملها وتتمثل في حدوث اختلال شديد في التفكير والقوى العقليّة الطبيعيّة، مع عدم القدرة على إدراك الواقع إدراكاً صحيحاً ما يسبّب مشاكل في حياة الشخص من ناحية اجتماعية وأسريّة ومهنيّة.
كما نؤكد أن هناك العديد من القضايا الخفية لا يعلمها الرأي العام ، أن الإضطرابات النفسية تعتبر أكثر خطورة في المجتمع ، ويتعرض ملايين البشر يوميا لخطر المشاكل النفسية. وهى حالات صحية تضر بالصحة النفسية للشخص المصاب مما يؤدي إلى عجزه أو وفاته ، وتحدث المشاكل النفسية نتيجة لتفاعل عوامل وراثية وبيولوجية وبيئية سلبية تُسهم في تشكيل الصفات الشخصية للفرد .
فعلينا جميعاً أن نعمل علي تفعيل دور الأسرة من خلال توفير التغذية السليمة والحفاظ على الصحة العامة للأبناء ، وغرس القيم الدينية والروحية البعيدة عن التعصب والتزمت ، وإرساء قواعد الحب والود والوئام بين أفراد الأسرة وغمر الطفل بمشاعر ، ومشاركة الأب للأم في القيام بأعباء الحياة الأسرية ، وتجنب الشجار العائلي سواء بين الزوجين أو بين الزوجين والأبناء ، والمساواة في المعاملة وعدم التفرقة بين الأبناء .
ويجب تفعيل دور الإعلام عن طريق إعطاء كل ذي حق حقه وتفعيل منظومة الحقوق والواجبات بشكل تطبيقي وليس إشعاري ، و توفير حياة كريمة للمواطنين قادرة على تلبية احتياجاتهم من خلال إشباع الحاجات الأساسية للفرد ، كما يجب تفعيل دور المؤسسات التربوية ” المدرارس و الجامعات ” من خلال توعية الأفراد من الإضطرابات النفسية .