الإنتحار ملجأ الجبناء .. أغرب حالات الإنتحار داخل المجتمع المصري

تحقيق: حماده خميس
(ليس هناك كذبة أكبر من الحياة نفسها)، كلمة يلجأ إليها العديد من الشباب الذي تمكن اليأس من حياتهم في مجتمعنا المصري بل والعربي والعالمي، لتتحول حياتهم إلي عالم غامض يكسوه السواد الأعظم الذي لم ير منه نور قط، مما يجعلهم يقبلون على إنهاء حياتهم بأبشع الطرق أملاً في التخلص من متاعب الدنيا.

فإذا نظرنا في حال هؤلاء الضحايا، سوف نجد أن سبب إقبالهم على الإنتحار واحد كالشعور بعدم إمكانية التعامل مع الحياة أو الشعور باليأس، مما يجعل الضحية معزولاً إجتماعياً فيلجأ إلى إنهاء حياته، وبناءً على ما سبق سوف نكشف لكم أسراراً وقضايا حدثت بالفعل على أرض الواقع حول تلك الظاهرة، كما سنعرض لكم آراء بعض المختصين والمواطنين حول تلك الجريمة التي أصبحت تتجول في شوارعنا بشكل كبير.

حيث شهدت مصر في الآونه الأخيرة العديد من حالات الإنتحار التي أثارت جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أولهما مصرع شاب يدعي “أ.م” يبلغ من العمر “35” عاماً ، إثر سقوطه من الطابق”الخامس” بمنطقة مصر القديمة، وبالفحص وسؤال أسرة المجني عليه تبين بأنه لا يوجد أي شبهة جنائية، فضلاً عن أنه كان مرتدياً كامل ملابسه أثناء الحادث.

كما شهدت منطقة أرض اللواء حادثاً بشعاً، إثر العثور على شخص يبلغ من العمر “40” عاماً مذبوحاً داخل شقته بالعجوزة، وبالتحريات تبين بأن المتوفي مقيم مع شقيقتين وهو مسئول عن الإنفاق عليهما، فضلاً عن أنه ترك عمله منذ شهرين ولا يجد ما ينفق به على شقيقتيه، مما جعله يقبل على الإنتحار بذبح نفسه.

حيث رصدت عدسة جريدة (الدولة الآن) أراء بعض المواطنين والمختصين في العلم النفس حول إنتشار تلك الظاهرة، وبسؤال الدكتور “محمد عبدالفتاح” المتخصص في علم النفس أفاد بأن الإحصائيات والبيانات المتوفرة تؤكد أن “90٪” تقريباً من الأشخاص الذين يحاولون الإنتحار يعانون من مشاكل نفسية، مضيفاً أن علماء النفس أكدوا أن المنتحر لحظة إنتحاره يعيش حالة واحدة من”ثلاث” حالات، والتي تكون هي مصدر قوته وتمكنه من الإستمرار والمضي قدماً نحو حتفة، تلك الحالات هو الإنتقام والإستسلام والعدوانية.

وبسؤال بعض المواطنين عن أسباب الإنتحار، أجاب الشاب “سيد.م” قائلاً: أن السبب والمحور الرئيسي لهذه الأزمة هو البعد عن الدين وضعف الإيمان بالله سبحانه وتعالى، مستدلاً بقول الله تعالي (ولقد خلقنا الإنسان في كبد) أي تعب ومشقة، فلابد وأن يصبر والمبتلي ويحتسب أجره على الله، مختتماً حديثة بأن الإنتحار ليس الوسيلة الوحيدة للهروب مع عناء الدنيا ومشقاتها.

كما أضاف الشاب “محمد.ف” بأنه قد يكون السبب الرئيسي وراء كل ذلك هو الفقر وقلة المال الذي يجعل المنتحر يقبل على التخلص من متاعب الدنيا، فضلاً عن أنه يدين كل من يقبل على إنهاء حياته ، مضيفاً الشاب “أحمد.ا” أن تلك الأزمة التي تمر بها البلاد العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص، جعلنا نشعر الخوف والقلق على الأجيال القادمة التي لم تتحمل تلك المتاعب والتي تكن موضع إختبار من الله عز وجل.

ومن هنا وبناءً على ماسبق من آراء بعض المختصين والمواطنين، فإننا نري أن للإنتحار أسباب عديدة والإقبال عليه يهدد حياة الأسر داخل كل مجتمع، فإن من تلك الأسباب الشعور باليأس وإهمال الأبناء الذي يجعلهم يقبلون على تعاطى المخدرات بشتي أنواعها، فضلاً عن الأمراض النفسية كالإكتئاب والصدمة والإضطراب ثنائي القطب مما يجعل الضحية فريسة سهلة لإنهاء حياته.

وختاماً، فإن الدولة تسعي جاهدة بشتي الطرق للتخلص من تلك الظاهرة، ومن ثم فعليها أيضاً متابعة الدراما المصرية التي سقطت من عباءتها القديمة وأصبحت تروج للإنتحار بل ولـتعاطي المواد المخدرة وانتشار الرزيله، أيضاً لرجال الدين الدور الأكبر في تغيير عقول الشباب إلي الأفضل وتوعيتهم وإلقاء الضوء على ما ينتظرهم بعد الصبر على كل تلك المصائب، كما أن للأسرة دور كبير لا يجب علينا أن نغفله، فهم أول مربٍ ومدرسةٍ ومنشئٍ لأبنائهم، ومنهم يقتدي الأبناء منذ أن يصبحوا في المهد، فلابد وأن يحسنوا تربية أبنائهم حتي يَنْموا جيلاً قادراً على تحدي الصعاب وجعل الآخرة هي أكبر همه، فقد يقول الله عز وجل (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين).