porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » الطبيب النفسي “أيمن عبدالحليم حبوه” في حوار لـ “الدولة الآن”:

الطبيب النفسي “أيمن عبدالحليم حبوه” في حوار لـ “الدولة الآن”:

#الدولة_الآن

الطب النفسي ليس للرفاهية فهو ضرورة ملحة على الجميع، ولا فرق بين الطبيب والمسلم وغير المسلم

المعالج الروحاني دجال لا يصلح لتوفير العلاج اللازم للمريض النفسي

حوار: حماده خميس

الصحة النفسية قِوامُ أي سلوك بشري، فهي تمنحه حياةً إجتماعية سليمة وعيشةً هنيةً ومثمرة، كما يؤدي انخفاضها و التبرئ منها إلي فقدان الشخص لذاته وكرامته ومقدراته على العمل في الحياة اليومية، إلا أن الأمراض الناتجة عن فقدانها مثار حرج لأصحابها مما يدفعهم إلى الإنعزال عن المجتمع لإخفاء معاناتهم.

وللحديث عن الصحة النفسية والمرضي النفسيين بشكل علمي ومدروس ، تنقل لكم جريدة (الدولة الآن) ، حوار خاص مع أخصائي الطب النفسي والمخ والأعصاب وطب نفس الأطفال وعلاج الإدمان والإستشارات الأسرية والجنسية بمستشفى المعمورة الدكتور “أيمن عبدالحليم حبوه” ، وهو من الأشخاص الذين وهبوا حياتهم وأخلصوا في عملهم لشفاء المرضي وإلى نص الحوار:

* بدايةً .. ماهي الصفات التي لابد وأن يتصف بها كلاً من المرشد والطبيب النفسي؟

أجاب الدكتور “أيمن” موضحاً، أن هناك فرق وتداخل كبير بين الإرشاد النفسي والطب النفسي، فالطبيب النفسي لابد وأن يكون دارساً ومتخصصاً في مجاله ودائما ما يتعامل مع حالات ومرضي ، فضلاً عن أنه تخصصاً دقيقاً من الأمراض النفسية والعصبية، أما عن المرشد النفسي فهو ليس طبيباً ولكنه شخص مؤهلاً لهذا الأمر على أن يكون حاصلاً على كلية الآداب ومتخصصاً في علم النفس السريري (الإكلينيكي) .

* متي ينبغي على المريض أن يلجأ إلى الطبيب النفسي؟

أكد “حبوه” أن الطب النفسي ليس للرفاهية فهو ضرورة ملحة وعلى الجميع أن يلجأ إليه في حالة الشعور بالمرض ، كتغير في المشاعر والأفكار والسلوك الأساسية داخل المجتمع ويتم ذلك بناءً على مقارنةٍ بينه وبين الإنسان الطبيعي ، كأن يتخيل للمريض أن النجوم تسير خلفه وأنه الإله أو أنه المهدي المنتظر ، فضلاً عن أنه قد يشعر بالتوتر والغضب والإعتداء على الآخرين بالضرب، هنا لابد وأن يلجأ إلى الطبيب النفسي لتحسن حالته الصحية.

* هل لا يزال المجتمع المصري يرى المرض النفسي وصمة عار؟

تابع الطبيب، أن الوصمة «Stigma» مازالت في كل دول العالم بما في ذلك مصر يتخذها مفراً له من الخضوع للعلاج النفسي، كما أن المريض لازال يشعر بالخوف والعار من التوجه إلى الطبيب النفسي حتي الآن، ولكن مع ظهور وإنتشار مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي أدرك البعض حقيقة الأمر.

*يرفض بعض الأهالي عرض أبنائهم على أطباء نفسيين، بدعوى أن مشاكلهم ستزول تلقائياً مع مرور الوقت، ماذا تنصحهم بهذا الخصوص؟

أكد “أيمن” بأن للأسرة دور مهم في متابعة مشاعر وأفكار وسلوك حالات أبنائهم ، فإن وجد ما يدعوا للشك في تغيّر حالاتهم ينبغي وأن يتم عرضه على الفور على الطبيب النفسي ، وذلك لأنه في حالة تأخر المريض عن الخضوع للعلاج قد يؤدى ذلك إلي صعوبة في صرف وتوفير العلاج اللازم ، كما قد يتوجه المريض إلى أهل الدين والعاملين في الدجل والنصب لطلب الشفاء بدلاً من أهل التخصص، وكان قد ثبت بما لايدع مجالاً للشك من أهل الدين والعلم أنه لا يوجد في الوقت الحالي ما يمكنه من القدرة على عمل سحر لإنسان، بعيداً عن الإعتقاد الديني الذي أنزل الله عز وجل به علينا في كتابة العزيز.

* ما رأيك في الأشخاص الذين يدّعون قدرتهم على العلاج الروحاني، وكيف ننظر إليهم؟

أضاف سيادته أن أي شخص يدّعى قدرته على العلاج الروحاني فهو دجال لا يصلح لتوفير العلاج اللازم للمريض النفسي ، أمَّا ما نشهده اليوم أن ما يقرب من “90٪” من السيدات المتزوجات يلجئون إلي العلاج الروحاني لتعرضهم لمشاكل أسرية ولكن يأتي ذلك بلا جدوي وحلول لمشاكلهم ، مؤكداً أن فضيلة الإمام الشيخ “الشعراوي” رحمه الله قد أنكر سابقاً في حوار له أن العلاج الروحاني ما هو إلا نصب ودجل لجلب المال ، لذلك علينا أن نكون على قدر كبير من الوعي والثقافة لعدم الوقوع في تلك الأخطاء.

* هل إنتشار الظاهرات المتنوعة من طلاق وإنتحار وإدمان في الشارع المصري لهما علاقة بانتشار المرضي النفسيين، وماذا عن ظاهرة التطرف؟

وضح “حبوه” أن ظاهرة الإنتحار عرض من أعراض المرض النفسي فهو سلوك مذموم يلجأ إليه الشخص، قد يكون مريضاً نفسياً أو شخصاً جاذباً للإنتباة على أمل أن ينقذه أحدهم من الموت ، أما عن المنتحر فهو ضحيةً للأعراض النفسية التي تعرض لها قبل سابق «الرغبة في فقدان الحياة»، أما عن ظاهرة التطرف سواء أكان في البعد عن الدين أو التشدد له فهو سلوك شاذ وعلامة للمرض النفسي، كما أن ما يقرب من “90٪” من الملحدين مرضي فالمرض النفسي سبباً رئيساً من أسباب التطرف.

* كم تبلغ نسبة المرضي النفسيين في مصر خلال الفترة الأخيرة؟ وهل تلك الحالات في إزدياد ؟ وما سبب ذلك؟

أعرب الدكتور أن المؤسسة العامة للصحة النفسية والتابعة لوزارة الصحة والسكان هي المسؤولة عن كشف تلك الإحصائيات ، كما أن هناك إحصائيات عالمية لكل مرضٍ مستقلاً بذاته كمرض الفصام الذي تصل نسبته إلى “1٪” عالمياً ، أما عن مصر فقد تشهد نسبة عالية من المرضي أعلاها القلق والتوتر ثم الإكتئاب و الفصام، وذلك لأسباب مختلفة كالأسباب الثقافية والضغوط المادية.

جديراً بالذكر، أنه من الضروري إرتفاع حصيلة الضحايا داخل المجتمع المصري بالتزامن مع إرتفاع الزيادة السكانية، فضلاً عن أن أزمة وباء كورونا التي كانت لها الأثر في نفوس المرضي والتي بدورها تسببت في إصابة ما يقرب من “ثلاثة أرباع” مصاباً نفسياً ، بالإضافة إلى التغيرات التي حدثت بالفعل من الدراما الهابطة والتعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي لدي الفتيات على وجه الخصوص وغيرهما نتح عنهما إختلال في السلوكيات والمشاعر لدي المواطنين.

* تفيد إحدى الدراسات، أن واحداً من كل “أربعة” أشخاص عانى أو سيعاني من إضطراباتٍ نفسية خلال حياته، ما مدى صحة هذه المعلومة؟ وهل هناك فارق في النسبة بين الرجال والنساء؟

كشف “عبدالحليم حبوه” أن نسبة القلق والتوتر النفسي عالية داخل المجتمع ، وقد تتجاوز فعلياً النسبة عن المشار إليها، وذلك يرجع إلى الأسباب التي ذكرتها من قبل كالزيادة السكانية العالية والإهمال الأسري وعدم إلقاء الضوء على أهمية العلاج النفسي داخل المجتمع، موضحاً أنه يعود ذلك الفرق بين الجنسين على نوعية المرض، كإرتفاع نسبة القلق والتوتر والإضطرابات المزاجية بشكل كبير عن للنساء ، أما عن الأمراض الذهنية قد تكون متوافقة مع الجانبين .

* هل تعاني مصر من ضعف الإمكانيات في المجال مقارنة بالخارج؟ وماهي آخر التطورات التي تري أن توصلت إليها مصر؟

وضح الدكتور “أيمن حبوه” أن علاج الطب النفسي يواجه إرتفاعاً كبيراً في تكلفته الإقتصادية للمريض على عكس الخارج ، مؤكداً على أن مستشفيات الأمانة العامة المتمثلة في الدولة تسعى جاهدة لتوفير تلك الأدوية المناسبة للمريض بشكل في متناول الجميع .

* هل هناك كتب وبرامج تنصح بها للقراء من أجل الإستفادة منها؟ وهل مرت بكم حالات تأثرت بها أو توقفت عندها؟

نوه الدكتور على ضرورة مشاهدة البرامج والمسلسلات الهادفة على عكس ما يعرض على الساحة اليوم من استباحة لحرمات الآخرين، بالإضافة إلى قراءة الكتب الثقافية والروايات وهذا يرجع إلي أذواق القارئ بعينه ، أما عن الشق الثاني فـ على الطبيب النفسي وغيره من مختلف التخصصات ألا يتعامل بمشاعره تجاه المريض وذلك لقدرته على إتمام معالجته وتوفير العلاج اللازم له .

* هل هناك علاقة بين المرض العضوي والمرض النفسي؟

أكد الدكتور “عبدالحليم” أن المرض النفسي والعضوي بينهما علاقة قوية ولا يمكن أن ينفصلا عن بعضهما ، فالأمراض العضوية قد تتسبب في حدوث أمراض نفسية مزمنة لدي المريض كمريض القلب والجلطة والصداع والقولون العصبي ، فالعلاج الأساسي الذي لابد وأن يخضع له المريض هو العلاج العضوي ، وقد يتوهم المريض بعض الأمراض النفسية فقط مما يدفعه إلى سؤال الطبيب النفسي لتلقي العلاج اللازم.

* ما رأيك في فكرة إجراء إختبارات للمقبلين على الزواج قبل عقد القران؟

أيد “حبوه” فكرة تقييم المقبلين على الزواج نفسياً ، على الرغم من أنهما يصلحان للزواج فالمرض النفسي لا يمنع من الزواج ، ولكن لابد من مصارحة المجتمع وطرح تلك الفكرة في أذهان الطرف الآخر لمعرفة التطور الذي سيتم بعد عقد القران والحد من نسبة الطلاق التي أصبحت تتجول في الشارع المصري بشكل كبير، فضلاً عن أن هناك أمراض نفسية تورَّث وتنتقل جينياً وفي تلك الحالة يُمنع المريض من الإنجاب لعدم إلحاق الضرر بالأبناء.

* قال تعالي {وَنُنَزًلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ..} ، لذا هل هناك فرق في خضوع المريض النفسي للطبيب المسلم وغير المسلم؟

بيَّن الدكتور أن الطب لا يعالج بالدين كما أننا تعلمنا الطب النفسي من الغرب فكُتب الطب النفسي من أمراض وعلاجٍ كُتب غربية، فلا يشترط على الطبيب النفسي أن يكون مسلماً «الطبيب لا دين له» في علاج المريض ، موضحاً أن الله عز وجل قد ذكر كلمة «شفاءّ» في الآية الكريمة بصيغة النكرة والنكرة في اللغة العربية تفيد الشمول والعموم، كما أن جميع المفسرين قد أجمعوا على أن مقصد الآية الكريمة هو شفاء القلوب كسماع “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه للقرآن الذي كان سبباً في هدايته وشهادة الجن بمعجزة القرآن الكريم في قول الله عز وجل {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنَاً عَجَبَاً ۝ يَهْدِى إِلَى الْرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ..} ، أما إذا قصَرْنا الشفاء هنا على الأمراض النفسية فهو تحدي مع كلام الله وهذا ما يرفضه ديننا الإسلامي الحنيف.

* أخيراً .. ماهي نصيحتكم للقراء في نهاية هذا الحوار المثمر؟

ختاماً ، على الأسرة دور كبير لبناء جيل كامل لديه القدرة على تحمل المسئولية وتجاوز الصعوبات ، كما يتوجب على أي شخص يشعر بتغيرٍ في مشاعرة وأفكاره وسلوكه كالقلق والخوف والحزن وعدم القدرة على النوم الكافي والإعتداء على الغير على غير الطبيعي ؛ أن يلجأ إلي الطبيب النفسي ، وعدم اللجوء إلى أهل الدين لأنهم ليس أهلاً للتخصص ، فضلاً عن عدم اللجوء إلى أهل الدجل والنصب والتنمية البشرية ، وذلك لأن هناك رقابة صارمة على الطبيب النفسي تمنعه من الوقوع في الخطأ على عكس ما ذَكرتُ لأنه ليس مؤهلاً لهذا الأمر فالإحتياج للعلاج ضرورة للقدرة على العيش في سلام دائم.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اسطورة رجل الثلوج.. ما بين الحقيقة والخيال

#الدولة_الآن تقرير: حنين صالح قد شاع لنا في بعض الدول الثلجية فكرة صنع رجل الجليد ...

youporn