porno.com
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » أدب الطفل ………..يجمع النجوم ويضئ سماء أطفالنا.

أدب الطفل ………..يجمع النجوم ويضئ سماء أطفالنا.

#الدولة_الآن

كتبت : أسماء البردينى 

كان ياما كان ……..الجملة الشهيرة والتى تعلن بداية القصص أو الحكايات التي تحكيها الجدات للأطفال حين يتجمعون حولها في المساء لتبدأ بسرد القصص والأحداث، تجمع بعضها من ذاكرتها وتؤلف الآخر من خيالها وخبرتها في الحياة عن الأبطال والعوالم الخيالية وربما السحرة أو الحيوانات أو الأشياء العجيبة والتي تحمل أساساَ بسيطاً من التاريخ وبقية من خيال وأفكار مؤلف الحكايات التي تنتقل بهذه الطريقة من جيل إلى جيل.. لِتُغلف نهايتها بعبرة مفيدة.

وقد أثبتت الدراسات العلمية والنفسية أن القصة من أهم العوامل التي تساهم في بناء شخصية الطفل وتشكل ميوله ومعتقداته وأفكاره، فهي تنمي الخيال وتساعد بشكل كبير في حل المشكلات النفسية والسلوكية التي قد يعاني منها الطفل إن أحسن الأهل اختيار القصص المناسبة لهم، إضافة إلى أنها تطور عنده المحاكمة العقلية للأمور، وتساعد القصة في زرع القيم في وعي الطفل ومساعدته لاكتشاف نفسه وبناء أحلامه وطموحاته.

وتختلف القصة التي يحتاجها الطفل حسب الفئة العمرية والجنس وإن كان اختلافها حسب العمر أكثر أما من حيث الجنس، فالقصص التي تحبها الإناث تختلف عن القصص التي يحبها الذكور، فالإناث يملن إلى القصص العاطفية والرومانسية التي تنسجم مع الطبيعة لديهن أما الذكور فيميلون لقصص المغامرات والبطولات”

وعملاً بالمقولة “قراء اليوم، قوّاد الغد” فإن على الأهل أن يحسنوا اختيار ما سيقرؤه الطفل من قصص وكتب حتى العمر الذي يصبح فيه قادراً على اختيار ما يريد قراءته بنفسه دون غياب الإشراف التربوي، فليس كل ما يُنشَر يصلح للقراءة، وبسبب ازدياد المغريات حولهم من ألعاب إلكترونية ومواقع إنترنت وأفلام أنيميشن فإن مهمة إيجاد شيء يجذبهم ويثير اهتمامهم ويصرفهم عن التكنولوجيا سيكون أصعب، دون أن نتحدث عن مسؤولية دور النشر والمجلات في إيجاد وخلق ما يمكن أن يعجبهم ويجذبهم إليه، وعلى الأهل مسؤولية اختيار المناسب لأولادهم وتعويدهم على حضور الكتاب في المنزل كأمر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه، ويمكن تقسيم الأطفال حتى سن المراهقة لفئات نوضح من خلال كل فئة ما يناسبها من القصص…

من سن الولادة حتى سن ثلاث سنوات:
نعم من سن الولادة أو ما قبل الولادة حين يكون الطفل جنيناً في بطن أمه، فالطفل تتكون لديه حاسة السمع كأول الحواس ويمكنه من الشهر الخامس أن يبدأ بسماع أصوات عائلته ويمكن للأم أن تستغل هذا الأمر بجعله يسمع آيات قرآنية بشكل متكرر وتردد عليه كلمات محبة منها ومن العائلة أو تدندن له بعض الأغاني الطفولية الهادئة، فكل هذا يتم تخزينه في لا وعي الطفل ويؤثر على بناء شخصيته في المستقبل، تقول بعض الدراسات: إن الطفل حين يبلغ الشهر السابع فإن تعرضه لسماع معلومات منتظمة يجعل تفتحه الذهني أفضل في المستقبل. وقد بينت الكاتبة الفرنسية ”رولاند كوس” والتي تحدثت فيها عن أن الرضيع لا يختلف عن الكبير في علاقته بالكتاب، حيث إنها لاحظت عبر دراسات ميدانية أن الطفل يستطيع بناء صلة فذة مع الكتاب من المهد، وكأن الحديث الشريف ”اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد” ليس مجازاً على الإطلاق، فليس للقراءة وطلب العلم عمر معين، فقد يقرأ الطفل وهو في الحضانة، أي بإمكانه أن يقرأ حتى قبل أن يفك الحرف، فالكلمات تتحول في أذن الرضيع وهو في حضن أمه إلى ما يشبه الهزازة والانغام وهذا ما عرضته الكاتبة كوس في ثنايا كتابها ”من يقرأ صغيرا.. يقرأ طوال حياته” الصادر أخيرا عن دار ”البان ميشال ” في فرنسا.

ولذا فإبتداء من عمر السنة يمكن للأم أن تقص على طفلها حكاية قبل النوم مدتها لا تتجاوز الدقيقتين تكون جملها قصيرة وذات إيقاع محدد، أو بعض الأغنيات من أغاني المهد،وذلك أيضا لبناء لغة حوار مشتركة بينهما وهذا الطفل الصغير يعى ذلك جيدا وسيظهر عليه ذلك شيئا فشيئا.

من عمر الثلاث سنوات حتى خمس سنوات:
يبدأ الطفل في هذا العمر بإدراك الأشياء من حوله وفهم التفصيلات فيه ومن الضروري أن تكون القصة ممتعة، لا تتجاوز خمس دقائق، مؤلفة من صفحات فيها رسوم ملونة وجذابة وسطر واحد أو جملة واحدة في كل صفحة ويُستحسن أن تدور القصص والحكايات عن أشياء يعرفها الطفل مثل عائلته والحيوانات الأليفة والرحمة بها والاعتناء بالطبيعة ولا بأس من إعادة القصص التي قد تجذب الطفل وتثير انتباهه،ويمكن للأم فى هذه السن أن تطلب من طفلها حكاية قصة لها وتشجعه على ذلك وتساعده إذا لم يستجمع كلماتها وتشجعه أيضا على استكمال القصة .

من 6 – 8 سنوات:
يمكن لبعض الأطفال في هذا العمر أن يقرؤوا بأنفسهم إذا كانت القصة مؤلفة من كلمات بسيطة، ولكن من الضروري أن تستمر الأم بقراءة القصص له بين فترة وأخرى لتؤكد دعمها العاطفي له وتواصلها معه.
تكون القصة في هذا العمر بأسلوب بسيطة وحبكة بسيطة وكلمات واضحة وسهلة وشخصيات قليلة وكل مافيها مرتبط مباشرة بالفكرة الرئيسية، يحب الأطفال الخيال والمرح في هذا العمر ويبدي اهتماماً بالقصص الهزلية، والطفل حين يستمع إلى ما يُضحكه يخف التوتر لديه ويشعر بالامتنان لمن يُضحكه.
ومن الضروري انتقاء قصة فيها صور له فهي تنمي خياله أكثر ودون أن تحوي أفكار مبهمة يمكن أن تثير ارتباكه.
في هذا العمر يحب الأولاد سماع القصص المألوفة رغم مللنا منها مثل ليلى ذات الرداء الأحمر والأرنب والسلحفاة لما فيها من خيال ومتعة وشخصيات بسيطة لا تشوش ذهنه، ومن الضروري أن تحمل القصص عبرة وقيمة أن يتعلم منها سلوك إيجابي مثل آداب الزيارات والطريق والتعامل مع الأخوة والأقارب بأسلوب غير مباشر منفر لهم.

من سن 9 لـ 13 سنة:
يرغب الأولاد في هذا العمر بالقصص المثيرة والأحداث الشيقة والحركة والأكشن (مثل قصص المغامرين الخمسة) والمحاطة بقالب جذاب وتركز هذه القصص غالبا على اهتمامات الجنسين ومشاكلهم الشخصية، يمكن للأطفال في هذا السن قراءة سير الأنبياء الكرام والصحابة والسيرة النبوية الشريفة ومناقشتها مع الأهل لاستخراج العبر منها وأيضاً سير العلماء والعظماء في التاريخ وما يميز كل واحد منهم.

من سن الثالثة عشرة إلى الخامسة عشر:
تكون القصة موضوعية تُروى من وجهة نظر البطل حيث يمر كل شيء عبر مشاعره الشخصية وحواسه ويجب أن تكون القصة مما يثير حماسه ومشاعره وتعاطفه ويصل في النهاية إلى نتيجة واضحة وهدف نفسي تضيف له وتساهم في تكوين أفكاره.
من أجمل ما يمكن قراءته ابتداء من هذا السن سلاسل ما وراء الطبيعة وفانتازيا وسافاري للدكتور أحمد خالد توفيق ورجل المستحيل وملف المستقبل للدكتور نبيل فاروق وسلسلة هاري بوتر.

من سن 16 إلى الثامنة عشر:
هنا لم يعد طفلاً بل صار مراهقاً على أبواب الشباب ويحب في هذا السن قراءة ما يقرؤه الكبار، يمكن له أن يقرأ بعض الروايات والكتب التي يقرؤها الكبار والتي تحمل قيمة معينة وتناسب شخصيته مثل رواية الخيميائي وبعض الروايات العالمية أو كتب الشعر إذا كان يميل للشعر، ونلاحظ أن المراهق في هذه المرحلة يبدأ بالكتابة خصوصاً إذا كان قد اعتاد القراءة منذ طفولته فتبدأ كل تلك المهارات التي اكتسبها النفسية واللغوية تخرج على شكل نصوص او قصص قصيرة تُعبر غالباً عنه وعن أحلامه، قد يحب البعض قراءة كتب التنمية البشرية البسيطة التي تدفعه وتساعد في تحفيزه وفهم نفسه أكثر وتشكل له حافزاً للعمل أكثر وبناء طموحات كبيرة ومعرفة كيفية تحديد أهدافه وتنظيم وقته والاستفادة من طاقاته.
و من المهم جداً في هذا العمر مناقشة ما يقرأ مع الأهل لفهم ما وصل له وما الأفكار التي تشكلت لديه من هذه الرواية وكيفية تعاطفه مع الشخصيات وفهمه لها بحيث تساعد الأهل على فهم المراهق أكثر ومعرفة طريقة تفكيره تجاه الآخرين.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تكتسب الذكاء الاجتماعي (العاطفى)

#الدولة_الآن تقرير: حنين صالح إن الذكاء العاطفي يعنى قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه وضبطها ...

youporn