جحا وصديقة فى ورطة 

خرج التاجر ذات يوم مسافرا بتجارته …وفى الطريق شعر بالجوع فدخل مطعما ……وفى المطعم قدمت إليه دجاجة وبيضتان .وكان قد اتفق على أن يدفع الحساب عند عودته من سفره.
سافر الرجل ثم عاد بعد ثلاثة أشهر وتوجه إلى المطعم ،فأكل دجاجة وبيضتين ،وطلب حسابه القديم والجديد.
قال صاحب المطعم :إن الحساب كبير ….ولكننى سأكتفى بأخذ مائتى درهم حتى تصير زبونا دائما عندنا .
صاح التاجر :ماذا تقول ؟مائتى درهم ثمنا لدجاجتين وأربع بيضات .
قال صاحب المطعم :إن الدجاجة التى أكلتها منذ ثلاثة أشهر لو باضت كل يوم بيضة لخرج منها دجاج كثير وبعناه بمئات الدراهم.
قال التاجر :ليس هذا عدلا كيف تفترض بأن الدجاجة كانت ستأتى بدجاج كثير ؟..هذا احتيال .
فغضب صاحب المطعم واشتد الجدال بينهما .وقال أفضل أن نذهب للحاكم ….فهل لديك مانع؟
قال التاجر: لنذهب للحاكم فلست مذنبا.

فلما ذهبا للحاكم أنصف الحاكم صاحب المطعم لأنه يبعث إليه بألذ الطعام ………..وسأل التاجر :هل اتفقتما على الثمن منذ ثلاثة أشهر؟
قال التاجر :لا
قال الحاكم :كان يمكن أن يحصل من الدجاجة والبيضتين فى هذه المدة على مئات من البيض والدجاج.
قال التاجر :__طبعا ……..هذا معقول لو كانت الدجاجة حية.
قال الحاكم : لقد ذبحت من أجلك طبعا.
قال التاجر :لقد كانت مذبوحة محمرة ،وكانت البيضتان مقلتين ..ولكن الحاكم أصر على إنصاف صاحب المطعم وتجاهل التاجر.
فطلب التاجر تأجيل الحكم إلى الغد،لأن عنده حجة سيقدمها.
فأجابه الحاكم إلى ذلك محذرا من عدم المجئ والمثول أمامه فى الغد.
أسرع التاجر إلى صديقه جحا وقص عليه القصة ،وطلب منه الدفاع عنه بخبرته وسعة حيلته فوافق جحا .
وفى صباح اليوم التالى حضر التاجر أمام الحاكم وقال : إن جحا سيقدم حجتى .فأنتظر الكل قدوم جحا الذى تأخر كثيرا .ولكنه جاء .
صاح الحاكم: لماذا تأخرت وتركتنا ننتظرك ؟
فقال جحا فى هدوء: لا تغضب ياسيدى الحاكم .فقبل حضورى إليك جاء شريكى فى الأرض التى سنزرعها قمحا وطلب البذور.
فانتظرت حتى سلقت له مقدارا من القمح وأعطيته إياه ليبذره فى الأرض.
فصاح الحاكم متهكما: ما أعجب ما أسمع !!هل سمعتم أن القمح يسلق ثم يبذر فينمو ؟
فقال جحا على الفور :وهل سمع أحد أن الدجاجة المحمرة والبيض المسلوق يتوالدان ويتكاثران ،ثم يطلب ثمنا لهما مائتا درهم من ذلك التاجر؟
فلم ينطق الحاكم وخرج التاجر مع جحا سعيدا بسعة حيلته وذكائه.