كتبت : أسماء البردينى
المَثل العربي هو جملة تدل على موقف ما حدث في الماضي، تتكون من عدة كلمات تصف وضع أو موقف ما يحدث في الحاضر، أو بمعنى آخر تشبيه لموقف ما بحدث شهير بالماضي تناقلته الألسن عبر التاريخ، هذه الأمثال واحدة من أقدم العادات العربية التي مازالت تُستخدم حتى اليوم.
المصرى يستطيع أن يعبر عن أفعاله ومواقفه ويبررها حتى لو كانت بأقوال وأمثال محفورة في عقول كافة المصريين أيا كانت طبقتهم الإجتماعية والإقتصادية والثقافية، خاصة بهم وكأنها “سيم” بينهم لا يعلمها إلا من عاش فى مصر وتعامل بقرب مع أهلها.
“من حفر حفرة لأخيه وقع فيها”
من أشهر الأمثال العربية لما يدل عليه من قيمة إنسانية تحذر الإنسان وتعظه بأن لا يغدر بأخيه الإنسان لأن في ذلك مضرة لكليهما.
وعن قصة هذا المثل فيقال أن هناك أخان أحدهما تاجر كبير غنى، والآخر أعمى فقير، وكان الأخ الغني قد اعتاد أن يجلس بالقرب من باب دكانه يتسامر مع مجموعة من أصدقاءه التجار، وكان أخاه الفقير الأعمى يمر من أمامهم كل يوم، يضرب الأرض بعصاه، وعندما يلتفت التجار والناس يخجل أخاه الثري منه ومن حاله، وقرر أن يتخلص منه في ذات يوم، فاستدعى خدمه وطلب منهم أن يقوموا بحفر حفرة كبيرة عندما يسدل الليل ستاره، وعندما يمر الأعمى من باب الدكان في طريقه لصلاة الفجر يقع في الحفرة، ثم يأتي الخدم ويلقون عليه التراب ويدفنوه، وبالفعل قام الخدم بحفر الحفرة، وعندما حان وقت صلاة الفجر قام الرجل الغني وخرج من منزله ومر من أمام الدكان ناسيا أمر الحفرة، فوقع فيها، ولم يميزه الخدم في الظلام، وظنوا أنه الأخ الأعمى فسارعوا وطمروا الحفرة بالتراب وفي الصباح لم يأتي الرجل الغني لفتح الدكان، ووقف العمال والخدم في بابها ينتظرونه، وإذا بالرجل الأعمى يأتي من بعيد يضرب الأرض بعصاه، دهش الخدم ونظروا في وجوه بعضهم البعض، وقال أحدهم: “حفر حفرة لأخاه فوقع فيها”، ويقال أن هذه الجملة أصبحت مثلا عربيا يدل على أن الغدر والخيانة، والانتقام تلقي شرورها على صاحبها.