كتبت : أسماء البردينى
قال الله تعالى في كتابه الكريم: “إنَّا أنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ” سورة يوسف
وقد قال “إرنست رينان الفرنسي”: اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة.
كتتويج للغة العربيّة وإبرازًا لأهميتها ودورها في حفظ التاريخ ونقل العلوم من الحضارات المختلفة إلى العصر الحديث تم تحديد يوم للاحتفال باللغة العربية من قِبل منظمة اليونسكو على غرار اللغات العالمية الأخرى كالإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية والصينية وبدأ هذا التخليد في العام 2012م واختير اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل سنة يوما عالميا للغة العربية.
واكتسبت اللغة العربية أهميتها الأولى كونها لغة القرآن، وهي اللغة التي اختارها الله عز وجل ليقيم الحجة على الكفار من قريش، فكانت معجزة خالدة تحتوي على البيان الكثير ، وهي تشتمل على معانٍ ومصطلحات وصور وجماليات كثيرة، لكن مع تعدد اللغات في العالم وتعدد الشعوب واجهت هذه اللغة العديد من المشكلات، ومن أهم هذه المشكلات إهمالها و استخدام اللهجةِ العاميةِ بدلاً من اللغةِ العربية الفصحى،تحريف كلمات ومفردات اللغة الفصحى؛ لتصبح قريبة إلى العامية، ازدياد الأخطاء الإعرابية في الكتابة، والمحادثة،استخدام بعض كلمات اللغة الأجنبية أثناء التحدث بالعربية، جعل الأولوية في الدراسة للغات الأجنبية، كبديل للغة العربية.
وتعد العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية متحدثين، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من “422” مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة، وهي من بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشارًا ونموًا متفوقة على الفرنسية والروسية.
اللغة العربية ذات أهمية كبيرة لدى المسلمين، فهي لغة القرآن، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. والعربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، كمؤلفات دوناش بن لبرط وابن حيوج في النحو وسعيد الفيومي وموسى بن ميمون في الفلسفة ويهوذا اللاوي في الشعر وإسحاق الفاسي في تفسير التوراة، فكان لها بالغ الأثر في اللغة والدين والأدب اليهودي.
وتتميز العربية بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة، فيها خاصية الترادف، والأضداد، والمشتركات اللفظية، وتتميز كذلك بظاهرة المجاز، والطباق، والجناس، والمقابلة والسجع، والتشبيه، وبفنون اللفظ كالبلاغة الفصاحة وما تحويه من محسنات.
ويقول الشاعر حافظ إبراهيم فى قصيدة اللغة العربية :
أنا البحر في أحشائه الدر كامن……. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي