porno.com
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » تحقيق السلامة العاطفية للأبناء مع بناء السلوكيات الإيجابية”موسوعة الأم والطفل”

تحقيق السلامة العاطفية للأبناء مع بناء السلوكيات الإيجابية”موسوعة الأم والطفل”

#الدولة_الآن

 كتبت /هدير الحسيني

لقد تحدثنا في المقال السابق عن أهم قاعدة من قواعد بناء علاقة إيجابية بين الآباء والأبناء وهي قاعدة( 80_20 ) ، وقد اكتشفنا كيف تؤثر أفعالنا علي مشاعر أبنائنا ولاحظنا بأن الأفعال والأحاديث الإيجابية للآباء تمحو المشاعر السلبية لدي الأبناء ، واليوم سوف نتحدث عن إحدي القواعد الهامة لإقامة علاقة محببة بين الآباء والأبناء وهي قاعدة( 50 – 50 ):
تحكي الموسوعة بأنه يوجد نوعين من الإهتمام الذين يهتمون بهِ الوالدين بأبنائهم فهناك إهتماماً إيجابياً تلقائياً وأيضاً هناك إهتماماً إيجابياً مُكتسب ، والإهتمام الإيجابي المُكتسب يُسمي بالحب الشرطي أو الدعم الإيجابي ولكن في الحقيقة الذي يُساعد في تنمية نفسية الأبناء بشكل سليم وصحيح هو( الحب الغير شرطي).
من منا لا يُحب أن يجد أشخاصاً يُحبونهم من غير شروط من منا لا يتمني أن يجد أشخاصاً يتقبلونُهم بلا قيود ، فبالطبع جميعنا يُريد هذا جميعنا يحلم بهذا لأننا لم نجد أروع من مشاعر الحب بل لم نجد أروع من مشاعر الحب المطلق حب التَقبُل بما فينا من عيوب ، فالطفل يُحب بهذا الحب لأنه لا يعرف إلا الصدق ، لا يعرف إلا الحب لا يعرف إلا إنكَ إنساناً لا بد أن يُحب ويُحترم يعرف إنكَ لا بد أن تُقبل كما أنت لأنكَ من صنع الله المبدع .
بالتأكيد أن الطفل عندما يجد من يمزح معه وعندما يجد من يعامله بلين فأنه يريد أن يبقي مع هذا الشخص كثيراً لأنه يحبه كثيراً ، ولكن ليس معني ذلك أنه يكره الأشخاص الذين يُعامله بعكس ذلك أو الذين يتجاهلون وجوده فأن الطفل يُحبك كما أنت لكنه يكره سلوكك السئ وتجاهُلك له ، ولكنه ينتظر منكَ أن يتغير سلوكك هذا وتبتسم له وتعامله بلين فأنكَ عندما تجد طفلاً يبتسم لك ويُحدثكَ بأحاديثه البريئة حينها سوف تشعُر بسعادة ليست بعدها سعادة لأنه خُلق بريئاً نقياً ، فالطفل بهذا يُعلمنا درساً إننا يجب أن نُحب الأشخاص كما هم فلا يصح أننا نكره خلق الله وإبداعه في مخلوقاته فلقد خلقنا الله عز وجل أبرياء وأنقياء إنما سلوكياتنا ومعاملاتنا فنحن نكتسبها وفي إستطاعتنا أن نُغيرها للأفضل.
فعليكَ أن تُحب أبنائك بلا قيود وشروط بل لا تكتفي فقط بمشاعر الحب بل عليكَ أن تُظهر هذا الحب لأبنائك بكل كلمات الحب والتقدير مثل( أنا أحبك ، أنت عظيمُ جداً ، أنت أروع طفل ) ، وغيرها من هذة الكلمات المحببة للطفل بل لا تكون محببة للطفل فقط بل كل إنساناً يُريد أن يسمع بمثل هذة الكلمات الإيجابية لرفع روحه المعنوية ، كما عليكَ أن تقوم باللعب والمزح معه وتعبر عن حبكَ لأبنائك بالإحتضان من غير سبب وأن تهتم وتنصت لهم وتتعاطف معهم وأن تُشاركهم في نشاطاً محبب لهم ، فكل هذا وأكثر لا يُريده الأبناء فقط ، بل نجد أنه يُريده الآباء أكثر لأننا في هذا الوقت نستمتع بوقتنا ونشُعر فيها بسعادة حقيقية ، وأيضاً لا مانع أن تُعبر عن حبك لأبنائك بالطرق المادية مثل شراء هديةً لهم أو شراء حلوي يحبُونها.
فإنكَ عندما تُحب أبنائك من غير شروط وتُعبر لهم بهذا الحب فبذلك أيضاً تُعلمهم الكثير من السلوكيات المرغوب فيها ، وأيضاً هناك ما يُسمي بالحب الشرطي ولكن الأفضل أن نقول وكما نجد في أساليب تعديل سلوك الطفل ما يُسمي (بأسلوب التعزيز).
فالتعزيز هي أحد الأساليب الجيدة لتنمية سلوكيات الطفل الإيجابية وتقليل من السلوكيات السلبية لدي الطفل ، وأشكال التعزيز هناك تعزيز معنوي وتعزيز مادي وكلاً من الشكلين نجد كثيراً من الآباء والمربين يعرفون كيف يعززون بهِ الأبناء .
كما يوجد نوعين للتعزيز فهناك تعزيزاً إيجابياً وهناك تعزيزاً سلبياً وهذا يُعني إنكَ عندما تجد طفلك يفعل شيئاً إيجابياً بمثل ترتيبه لغرفته بمفرده فعليكَ أن تُعزز هذا السلوك لديه مثل قولك له أن هذا السلوك رائع وجميلاً منكَ ، بعكس التعزيز السلبي فعندما تُعزز سلوكاً سلبياً لدي الطفل فعليكَ أن تقول له وتُفهمه أن هذا السلوك أكرهه فيك ولكني أحبكُ كثيراً وإنني كنتُ سعيداً جداً عندما فعلت سلوكاً جيداً بالأمس.
فعندما تفعل هذا فبذلك تُنمي لدي طفلك السلوكيات الإيجابية وأيضاً تُشعر طفلك بالأمان الداخلي ، لكن عندما يُشعر طفلك بإنكَ تُحبه وتمدحه فقط عندما يفعل سلوكاً إيجابياً من الممكن أن يتشكل لديهِ السلوك المرغوب فيه ولكن تهدم لديهِ الأمان وعدم الإطمئنان وتُشعره بأنكَ لا تُحبه وأن والديهِ يتلاعبان بهِ .
فهذة القاعدة تحتاج من الوالدين أن يمتلكون الحكمة والبراعة ليعرفون كيف يستخدموها إستخداماً جيداً ويعرفون كيف يدمجون الحب الغير شرطي وبين الحب الشرطي أو أسلوب التعزيز ، لكي نبني في أبنائنا السلوكيات المرغوب فيها وأيضاً نحقق لهم السلامة العاطفية داخلهم فهذة آليات سوف نعرفها غداً إن شاء الله .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تكتسب الذكاء الاجتماعي (العاطفى)

#الدولة_الآن تقرير: حنين صالح إن الذكاء العاطفي يعنى قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه وضبطها ...

youporn