تسعى مصر الي مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية في جميع المجالات الحديثة، حيث تعتبر مصر رائدة التطور في القارة السمراء وعلي غرار ذلك تعد الاذاعة المصرية من أولي الإذاعات العربية والإفريقية في العالم، التي ساهمت في الكثير من حركات الاستقلال الوطني والعربي ونشر الثقافات.
الاذاعة رمز للاتصال الذي يهدف إلي إبداء الرأي ونشر المعرفة والثقافة لتكانت الإذاعة المصرية هي حجر الأساس لذلك الاتصال وعلي غرير ذلك بدأت عمليات الاتصال لإنشاء الإذاعات في الوطن العربي،حيث نشأة علي فترات مختلفة وأوضاع متقاربة تنادي وتندد بالحريات ،بدأت بمبادرات فردية من أفراد مهتمين بهندسة الراديوفي بعض الدول العربية، وبعضها علي يد القوي الإستعمارية لأغراض وأهداف عسكرية وإستراتيجية للوصول إلي مرادهم في نقل الأخبار ودول لم تظهر بها الإذاعات إلا بعد الاستقلال.
يماثل اليوم نشأة الاذاعة في مصر حيث بدء البث الإذاعي لأول مرة بكلمة “احمد سالم” «هنا القاهره» في “31 مايو 1934″م ليكون اليوم هو عيدا للإذاعة المصرية،هنا القاهره عبارة حماسية تحمل الانتماء للوطن ليتم اعتمادها كعبارة رسمية لبدء ارسال كل الإذاعات المصرية.
تعد الإذاعة المصرية من اول الاذاعات العربية التي قامت علي ايدي الأفراد أولاً عام “1926م”عندماحصل هواة اللاسلكي في ذلك الوقت علي تصريح من وزارة المواصلات لإنشاء محطات إذاعية أهلية،بدأت المحطات الإذاعية بالظهور في كلا من القاهرة والإسكندرية ،وكانت تلك المحطات الإذاعية بعضها يذاع باللغة العربية وبعضها يذاع باللغة الانجليزية،حتي تترك المحطات الأهلية مكانها عام”1932م”للمحطات الحكوميةالتي بدأت إرسالها عام”1934م”.
بدء البث الإذاعي للحكومة المصرية في “31مايو 1934م”، وانطلق اول بث اذاعي علي يد “أحمد سالم ” وجملته الشهيرة (هنا القاهرة ) التي اشتهرت بها الإذاعة المصرية حتي يومنا الحالي ،شهد اليوم الأول للإذاعة المصرية بث دام “ست ساعات ” وظهور لكلا من “ام كلثوم “و “عبد الوهاب ” والمونولوجيست “محمد عبد القدوس ” والشاعر “علي الجارم “و”صالح عبد الحي” والموسيقيان “مدحت عاصم ” و”سامي الشوا ” ، وفي الساعة “السادسة وخمسة وأربعين دقيقة” انطلق المذيع “أحمد سالم ” مفتتحا البث الإذاعي بجملته الشهيرة «هنا القاهرة…. سيداتي وسادتي أولي سهرات الإذاعة المصرية في أول يوماً من عمرها تحييها الانسه “ام كلثوم “».
بدأ العدوان الثلاثي علي مصر عقب ظهر الثاني من نوفمبر عام “1956م” بقصف الإذاعة المصرية، لينتقل البث الإذاعي بعد قرار المذيع السوري “عبد الهادي بكار ” في إطار القومية العربية أن يتضامن مع الدولة المصرية، وان يغير من النشرة ليقول «من دمشق… هنا القاهرة» بدلا من «إذاعة الجمهورية العربية السورية من دمشق ».
وكان من اوائل المذيعين”احمد سالم “و”محمد فتحى ” الذي عرف بلقب كروان الإذاعة المصرية و “أحمد سعيد”، ليضعوا حجر الأساس للعمل بها.
شهد الراديو جزء من الحياة لدي الاسر المصرية فقد كانت تتجمع حوله الاسرة لمتابعة برامجها، كما ندد الراديو والاذاعات المصرية بالقوميات وحقوق الشعوب العربية في الإستقلال عن الإستعمار، ومع تطور التكنولوجيا وظهور التلفزيون والانترنت لم يندسر الراديو ومازال يحافظ علي مكانته داخل اروقة التكنولوجيا.