الصراع بين الصين وتايوان يعود مرة ثانية..فما السبب ؟
في أخبار, تحقيقات وحوارات, منوعات
432 زيارة
“بيلوسي” في زيارة مفاجئة لتايوان..والصين توجة “ضربات دقيقة “ردا علي الزيارة
تقرير: دنيا عادل
عاد الصراع بين الصين وتايوان إلي الواجهه مرة أخري، ولكنه بشدة وخاصة عندما أعلنت “نانسي بيلوسي”رئيسة مجلس النواب الأمريكي ، عن عزمها علي زيارة لجزيرة تايوان المتنازل عليها مع الصين، حيث أن تايوان تريد الإستقلال عن الصين والتمتع بحكم ذاتي منفرد بعيدا عن بكين ، وتدعمها في ذلك القرار الولايات المتحدة.
يمكن جوهر الصراع بين الصين وتايوان في حقيقة ان بكين تري تايوان مقاطعة منشقة سيعاد ضمها إلي البر الصيني في نهاية المطاف، فيما يختلف الكثير من التايوانيين مع وجهه نظر بكين، فهم يرون أن لديهم أمه منفصلة سواء تم إعلان إستقلالها رسميا أم لا.
تشير العلاقات عبر مضيق تايوان ويسمي أحيانا العلاقات بين البر الرئيسي وتايوان، أو العلاقات بين تايوان والصين إلي العلاقة بين الكيانين السياسين التاليين، واللذين يفصل بينهما مضيق تايوان في غرب المحيط الهادي، وتعد تلك العلاقات بين البلدين معقدة ومثيرة للجدل، وذلك بسبب الخلاف حول الوضع السياسي لتايون بعد إنتقال إدارة تايوان من اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في عام”١٩٤٥”، وإنقسام الصين لاحقا إلي الكيانين السابقين عام “١٩٤٩” نتيجة الحرب الأهلية الصينية.
نقلت إدارة تايوان من إمبراطورية اليابان إلي جمهورية الصين ” ROC” في نهاية الحرب العالمية الثانية في عام”١٩٤٥”، وتراجعت حكومة جمهورية الصين بقيادة الكومينتانغ kmt إلي تايوان لإنشاء العاصمة المؤقتة في تابيية، وبالفعل أنشأها في عام”١٩٤٩” وذلك مع تحول الحرب الأهلية الصينية بشكل حاسم لصالح الحزب الشيوعي الصيني “CPC”، وفي الوقت نفسه قد أعلن الحزب الشيوعي الصيني عن تأسيس حكومة جمهورية الصين الشيعية “PRC”في بكيين، ولم يتم توقيع أي هدنة أو معاهدة سلام علي الإطلاق.
كانت العلاقات بين الحكومتين في بكين وتايبيية تتسم بمحدودية الإتصال والتوتر وعدم الإستقرار، وقد إستمرت الصراعات العسكرية في السنوات الأولي، بينما كانت الحكومتان تتتافس دبلوماسيا علي أن تكونا الحكومة الشرعية للصين، وحاولت المسألة المتعلقة بالوضع السياسي والقانوني لتايوان التركيز إلي الإختيار من التوحيد السياسي مع الصين أو الإستقلال التايواني القانوني بعد إضفاء الطابع الديمقراطي علي تايوان، وزادات التبادلات الغير الحكومية والشبة الحكومية بين الجانبين ، وفي عام “٢٠٠٨” بدأت المفاوضات لإعادة الروابط الثلاثة بين الجانبين ، والمتمثلة في البريد ، النقل، التجارة والتي إنقطعت منذ عام “١٩٤٩”.
أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي ، التي وصلت تايوان في زيارة مثيرة للجدل ، الثلاثاء الماضي، علي أنها قدمت إلي هناك للوفاء بتعهد قديم، وأن تلك الزيارة توجة رسالة لا لبس فيها بشأن الوقوف إلي جانب الجزيرة، بالإضافة إلي أنها لا تتعارض مع سياسة الصين الواحدة ، مشيرة في مقال رأي نشر بصحيفة واشنطن بوست إلي قانون العلاقات مع تايوان، وذلك بعنوان “لماذا أقود وفدا من الكونغرس إلي تايوان ؟”، والذي أقرة الكونغرس قبل “٤٣”عام، ورفضت واشنطن بموجبة الإعتراف بالسيادة الصينية علي تايوان، ونظم العلاقات مع الجزيرة.
أوضحت الرئيسة بأن هذا القانون وفر الإطار اللازم لعلاقة إقتصادية ودبلوماسية من شأنها ان تزدهر بسرعة لتصبح شراكة رئيسية ، حيث أنه عمل علي تعزيز صداقة عميقة منجذرة في المصالح والقيم المشتركة، وتقرير المصير والحكم الذاتي، والديمقراطية والحرية ،وكرامة الإنسان وحقوق الإنسان، لافته إلي أنها تعهدت رسميا بدعم الدفاع عن تايوان، وأن أي جهد لتحديد مستقبل تايوان بطرق أخري غير الرسائل السليمة ماهو إلا تهديد للسلام والأمن في منطقة غرب المحيط الهادي ومثير للقلق الشديد.
في هذا الصدد ، ذكرت “نانسي” ،بأنه يجب علي أميركا أن تتذكر ذلك العهد، ويجب أن نقف بجانب تايوان جزيرة الصمود ، مضيفه بأن الديمقراطية في تايوان باتت مهددة، حيث أنه في السنوات الأخيرة كثفت بكين التوترات بشكل كبير من خلال أشكال عسكرية متعددة، وهذا مما دفع وزارة الدفاع الأميريكية إلي إستنتاج أن الجيش الصيني يستعد لضم تايوان بالقوة.
ومنذ إعلان “بيلوسي”عن زيارتها لجزيرة تايوان لم تهدأ الأوضاع بين الصين والولايات المتحدة، فقد تفاقم الصراع بين الدولتين الأكبر في العالم حتي وصل إلى التهديد العسكري المباشر والتلويج بحرب عسكرية، وبالرغم من هذا كله إلا أن بعض الجمهوريين والديمقراطيين يرون أن تلك الزيارة ضرورية، ويصرون علي ان الصين لا تستطيع أن تملي ان يجب أن يذهب السياسيون الأميركيون.
بين “إيلي راتنر” مساعد وزير الدفاع لشؤون المحيطين الهندي والهادي ، بأن هناك زيارة حادة في عدائية سفن وطائرات الجيش الصيني، وان الصين تختبر حدود عزيمة أمريكا ، قائلا بأن الجدل الذي تمحور حول الزيارة يأتي بعد ان قال المشرعون بأن الولايات المتحدة يجب ان تنهي سياسة الغموض الإستراتيجي.
ومن حانبه، أشار”جو بايدن” الرئيس الأمريكي، بأن تلك الزيارة لتايوان ليست فكرة جيدة بنظر الجيش الأمريكي، وان “بيلوسي”تعتبر من أركان الدولة الأساسية في الولايات المتحدة وبالتالي فإن أي زيارة لها لتايوان ستثير حتما غضب الصين ، مبيا بأن “نانسي”لم تتولي اي منصب في السلطة التنفيذية ، ولكنها ستصبح في تلك الحالة أكبر شخصية في المؤسسة الأمريكية تزور رسميا الجزيرة منذ “٢٥”عام.
على الجانب الصيني، فقد بدء الجيش الصيني باجراء مناورات عسكريه بالذخيرة الحيه حول تايوان، كرد فعل على زياره رئيسة مجلس النواب الامريكي “نانسي بيلوسي” الى الجزيره المتمتعه بالحكم الذاتي ، حيث أنه اعلنت بكيين عن أنها وجهت”ضربات دقيقة”لمنطقة شرق مضيق تايوان، أمس الخميس الموافق “الرابع”من أغسطس الجاري، وتحقيق النتائج المرجوة.
اكدت بكين على ان المناورات العسكريه بالذخيرة الحيه ستكون في “سته” مناطق حول تايوان، على ان تستمر لمده تصل ل”ثلاث” ايام حتى يوم حتى يوم الاحد الموافق “السابع” من اغسطس، مشدده على السفن والطائرات كافه من دخول تلك المناطق، ويبدو ان بعض المناطق التي ذكرتها بكين تقع داخل المنطقة الإقليمية التابوانية، واقرب نقطة فيها تبعد اقل من “١٦.٢”كم عن جزيرة تايوان.
ختاما، وبعد إنتهاء الزيارة ، أعلنت القيادة الشرقية للجيش الصيني أنها ستبدء مناورات عسكرية حول الجزيرة فورا، وذلك علي هامش ردها علي موجة الغضب الواسعة إزاء رد الصين علي زيارة رئيسة مجلس النواب إلي الجزيرة.
2022-08-06