هشام عامر يكتب.. مرحباً ربيع المُحبّين.. شهر “الثلاثة” الأجلاء

ها قد أهلَّ علينا ربيع الأول: ربيع الأنوار، ربيع القلوب، شهر مولد الحبيب المصطفى المختار، من انفلقت من نوره جميع الأنوار، واستضاءت بنور جبينه الأقمار، وأشرقت بضياء طلعته شمس النهار، سيدنا ومولانا محمد زين المرسلين الأخيار، صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار ما تعاقب الليل والنهار.

نحن علي أبواب شهر كريم ومُبارك، حيث أعلنت دار الإفتاء المصرية بالأمس، بأن اليوم الثلاثاء هو أول أيام شهر ربيع الأول، الشهر الذي ولد فيه نور الهدي، الذي كان هداية للعالم أجمع، وهَديَاً مضيئاً منيراً لأمة الإسلام خاصّة.

هذا حيث يقول الشاعر، مادحاً في مثل هذه، الأيام الكريمة المباركة:

“أهلاً ربيعُ فقد كُسِيتَ جَمالَا

منْ نورِ أحمدَ مُشرِقا يَتَلالا

يا كوْنَنا أبشِرْ بخيرِ مُحمَّدٍ

يَسقي القلوبَ هِدايةً وكَمالا”

فقد إكتسي الربيع بجمال مولد الحبيب المصطفي، وأشرق من نوره صلي الله عليه وسلم.

ومن الجدير بالذكر، بأن ذلك الشهر المبارك وقع فيه أعظم “ثلاثة” أحداث في تاريخ الإسلام، وكان أولها هو ميلاد الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتحديداً في يوم الإثنين “١٢” من ربيع الأول، وبميلاده الكريم جائت الهداية، والنور، والرحمة، حيث يقول تعالي ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

وفي سياق متصل، كان بعد ذلك الحدث الثاني في نفس ذات الشهر ، وهو هجرة النبي الكريم (ص) وأصحابه، من مكة إلي يثرب التي سميت بالمدينة بعد ذلك، وهذا بسبب العذاب الذي كانوا يلاقونه من كفار قريش، كما تعدّ الهجرة حدثاً تاريخياً، وذكري ذات مكانة عالية لدي جميع المسلمين.

أتي بعد ذلك، الحدث المؤلم، واليوم الذي لم يُري في تاريخ الإسلام أظلم منه، وهو يوم وفاة الرسول المصطفى صلي عليه وسلم، فقد توفّي حين اشتد الضحى من يوم الإثنين “١٢” من ربيع الأول في السنة الـ”١١” من الهجرة، وكان ختام رحلة خير الأنام في هذا الشهر الكريم.