التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يتصدر التريند من جديد.. ومطالب بإدراجة بالبطاقة الشخصية للمواطن
في أخبار, تحقيقات وحوارات
304 زيارة
كتبت : نورهان ابو المعالي
من جديد يعود الجدل بشأن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، ويتجدد النقاش حول رفض الشرع أو قبولة، وتتنوع الآراء ما بين ما ينظر للأمر على فعل خيرى وصدقة بعد الوفاه
ورأى آخر يقول بأن الجسد ليس ملكا لصاحبة ليتصرف فيه كيفما شاء ، ورأى ثالث يرفض الأمر على وجه الإطلاق ، وترصد لكم الدوله الان أبرز الأحداث التى
حولت مجرى الأنظار إلى القضية من جديد ووضعتها
على ساحة التريند .
بدأ الأمر فى الأيام الماضيه عندما وثقت ” دينا رضا ” سيدة مصرية توكيلا رسميا للتبرع بأعضائها بعد الوفاة ، مشيره أن فكرة التبرع بالأعضاء بعد الموت هي فكرة بديهة كانت تسمع بها منذ صغرها في أمريكا، وعلقت “دينا ” على الأمر قائلة “الفكرة بسيطة خالص ، انا مش بطلب من حد أنه يديني حاجة هو محتاجها ،أنا بس بقوله لو سمحت وانت ماشي سيب الحاجات اللي انت مش محتاجها لحد محتاجها”.
وبعد إعلان “دينا ” عن التوكيل بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة ، تصدرت الفنانة”إلهام شاهين”عناوين الأخبار، بعد تصريحها حول موافقتها علي التبرع بأعضائها بعد وفاتها عبر فيديو متداول لها ، حيث اقترحت خلال مقطع الفيديو أن يتم تسجيل التبرع بالأعضاء عقب الوفاة فى بطاقات الرقم القومي في خانة “أرغب”او “لاارغب”.
فى واقع الامريعد ماقالته “إلهام شاهين” فى هذا المقطع لم يكن جديدا علي ساحة الصراع بين فريقي الرفض والقبول في مصر ، فتلك القضية التي أثيرت في تسعينات القرن الماضي بين علماء الأزهر الذين أباحوا التبرع وليس البيع، وقد رفضها الإمام”محمد متولي الشعراوي”، مؤكدا علي أن جسد الإنسان ليس ملكة ولا يحق له التصرف فيه، ونقل الأعضاء ماهو إلا إعتراض علي مشيئة الله وقدرة.
ويذكر ان “الهام “كشفت في وقت سابق أنها استشارت عددا من رجال الدين بخصوص موضوع التبرع بالأعضاء،و أنهم أكدوا لها أن هذا الأمر “حلال” ،وأضافت قائله :”يا ريت كلنا نفعل هذا المشروع، ويكون لدينا بنك من الأعضاء البشرية، بدلا ما يأخذوا جزء من إنسان حي، ربنا يجازي الجميع خيرا، فهناك من يغسل كلى بيغسل يوم بعد يوم، وهناك من يحتاج كبد، وهناك من يحتاج رئة، وقرنية، فيه ناس هتترحم من الأدوية” .
وعند النظر للأمر من الناحية القانونية فإن اغلب الدول حاليا لديها قانون يشمل التبرع بالأعضاء وقانون زراعة الأعضاء يحتوي بداخله على فصل خاص الذي يتطرق إلى المتبرعين الأحياء، يقول المحامي والباحث القانوني المستشار” عبد الرازق مصطفى” إن “المادة “61 “من الدستور المصري الحالي، تحدثت عن كيفية التبرع بالأنسجة والأعضاء، وجاء فيها أن التبرع بالأنسجة والأعضاء هبه للحياة، ولكل إنسان الحق في التبرع بأعضاء جسده، أثناء حياته أو بعد مماته بموجب موافقة أو وصية موثقة”.
ويذكر ان أول متبرع بالأعضاء الحية في عملية زراعة ناجحة كان “رونالد لي هيريك “، الذي تبرع بكليته لأخيه التوأم المتطابق في عام “1954”،وفاز الجراح الرئيسي” جوزيف موراي” بجائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب في عام “1990” عن التقدم في زراعة الأعضاء.
قد يكون التبرع بالأعضاء بهدف البحوث العلمية أو لزراعتها لشخص آخر مريض من أكثر عمليات التبرع بالأعضاء شيوعًا وهى (الكلى،القلب،البنكرياس،الرئتين،الجلد،القرنية،الكبد،الأمعاء،العظام والنخاع)، وتحدث عمليات التبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة الطبيعية أو الموت دماغيًا، وذلك في خلال “24 “ساعة من توقف القلب.
وتعددت آراء العلماء في قضية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، حيث يقول بعض علماء الأزهر الشريف الآتي:
قال الدكتور “خالد عمران” أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية “يعتبر التبرع بالأعضاء بعد الوفاة من الصدقات،
وذلك تصديقًا على قول الله تعالى: “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”،وكذلك أكد الدكتور “مجدي عاشور” مستشار مفتي الجمهورية، على جواز التبرع بالأعضاء البشرية،لكن بشرط عدم اختلاط الأنساب، والتأكد من عدم الإضرار بالمتبرع وإفادة المنقول له،مشيرآ الي عدم
جواز بيع الأعضاء البشرية بمقابل مادي، حيث أن جسم الإنسان وأعضائه ليست سلعة يمكن شرائها.
وفي نفس السياق أضافت الدكتورة “آمنة نصير” أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، أنه يوجد العديد من الضوابط الشرعية للتبرع بالأعضاء، والتي منها موافقة المتبرع، وأن لا يؤثر على صحته، كما يجب أخذ الحيطة والدقة عند إجراء عملية النقل حتى لا تؤثر على المتبرع وتعم الفائدة على المتبرع له.
أما عن راي دار الإفتاء فأوضحت بجواز العلاج بنقل أو زراعة الأعضاء البشرية من شخص متوفي إلى شخص آخر مصاب،ولكن يجب توافر بعض الشروط لضمان عدم التلاعب بالحياة البشرية، ومن أهم هذه الشروط هو التحققمن الموت الكامل للمتبرع بالأعضاء البشرية، وذلك عن طريق توقف عملية التنفس ووظائف القلب
والمخ نهائيًا، والتأكد من أن روحه قد فارقت الحياة،وذلك من خلال استشارة أطباء متخصصين في تحديد حدوث الوفاة الأكيدة.
وعن تعليق وزارة الصحة والسكان حيال الأمر ، قال الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة عبر تصريحات تلفزيونية له ، انه يتم تدريب مجموعة من الأطباء على زراعة الرئة، مؤكدًا أنه سيتم دخول زراعة الرئة في مصر قريبا، قائلا كذلك أنه “حان الوقت لإعتماد التبرع بالأعضاء بعد الوفاة خاصة أن الأمر يطبق في السعودية وتركيا وإيران و درسنا اعتماد وثيقة رسمية للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة وسيتم طرح الأمر للحوار المجتمعي، و هناك بعض الحالات المرضية الصعبة تستلزم علاجها خارج مصر ضمن مشروع العلاج علي نفقة الدولة ولكن اللجان الطبية المتخصصة هي من تقرر ذلك.
ولم يقف الأمر عند الفنانة إلهام شاهين والسيدة المصرية فخلال الساعات الماضية أعلن أيضا طبيب صيدلي يدعى “عاطف” مقيم بالإسكندرية، توقيعه إقرارًا بمقر الشهر العقاري يفيد تبرعه بالأعضاء بعد الوفاة، مضيفًا إن فكرة تبرعه بأعضائه عقب وفاته دائما كانت تراوده منذ عامين، وكان يسعى دائما لتنفيذها قائلًا« كتبت وصية إني هتبرع بأعضائي بعد ما أموت وتعبت لمدة سنتين عشان أسجلها في الشهر العقاري».
مضيفا أن « التبرع بالأعضاء هو هدية لا تقدر بثمن ، والتي تعطي للشخص المحتاج لها بنية صادقة للمساعدة، والرغبة في مساعدة بدون مقابل فوري أو شخصي يعد هو الدافع الراجح لدي معظم الأشخاص الذين أبدوا إستعدادهم للتبرع بأعضاءهم بعد موتهم ،و قد يكون التبرع للبحوث، او قد يتم التبرع بالأعضاء والأنسجة المزروعة الأكثر شيوعًا والتي يمكن زرعها في شخص آخر».
2022-10-01