شتان مابين المضروب والمطلوب..!

كتب: هشام عامر

ذات يوم في مساء ملئ بالنسيم العابر لأجواء تعجّ بالشوق للقراءه، وأنا كعادتي لا أحبّذها إلا مع فنجان من القهوة يزيد من همتي في الاستيعاب للمقروء، ولكن ذاك المساء وجدت ما لدي من البُن قد نفد، ذهبت مُسرعاً للشراء من أحد المحلات بالجوار من المنزل في أحد شوارع حدائق القبة الجميلة، ولا أخفيكم سرّاً إتخذتها فرصة لأشم رائحة هواء الليل الطيب، وأسمع حفحفة أوراق الشجر الأخضر.

وبعد التحية والسلام مع ساهر الليل صاحب الوجه البشوش “بيّاع المحل”، سألته عن ما أريد فأخبرني بأن لدية ” بن عبد المعبود”، وهو علامة تجاريه مرموقة في الأسواق، فأنا كثيراً ما سمعتُ عنها، ثم أخذته كي أُكمل ما كنت أنوي، ألا هو الإستمتاع بالقراءة مع قهوة تُطيب الخاطر.

وفي سياق متصل، وبعد وصول سريع، وتجهيزاً ممتع لسيدة المزاج الأول، جلست متمعناً في كتابي الذي أقرأ، ومع أول رشفة كانت الصدمة السيئه، والذهول من ذاك عبد المعبود، وما أدراك بعبد المعبود، لم تكن قهوة يا قُرائي بل كان دواء أو ما شابه ذلك!، وفي صباح اليوم التالي سألت أحد الأصدقاء عن ذلك أخبرني بأن تلك العلامه قد ضربت، أي تم تقليدها وتوزيع المُقلد منها في الأسواق علي أنها هي العلامة الأصلية.

وبعد البحث والتقصي، علمت آنفاً أن مدير الشركة قام برفع دعوة قضائية في شهر سابق من عام “٢٠٢١” ضد مقلديّ العلامة التجارية، وطالت المناوشات القانونية في ذلك الأمر، ولكن نحن الآن في عام “٢٠٢٣” وبعد مرور عامين علي هذه القضية نجد أنه مازال المضروب موجود، وللأسف ليس المضروب مطلوب، وكم من مسكين وقع في هذا الفخّ مثلي وأُفسدت عليه سهراته!