حكاية المسحراتي

تقرير: حنين صالح

هناك العديد من الطقوس المميزه المحببة إلينا في شهر رمضان المبارك ، ومن أبرزها المسحراتي الذي يعد من أهم ما وجد لدى الشعوب العربية ، ولا يكتمل شهر رمضان إلا بذكره أنه كان من قبل موعد السحور بساعتين يدور بى طبلته في شوارع القرى والمدن لى يوقظ النائمين.

ذكر أنه كان أول مسحراتى على مر التاريخ الإسلامي في ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصحابي الجليل “بلال بن رباح” ، وقد تميز بصوته العذب لذا طلب منه هو ومعه “ابن ام كلثوم” إن يوقظوا المسلمين للسحور عن طريق آذان أول يأذونه”بلال” لبدأ الطعام ، و آذان ثاني يؤذنه”ابن ام كلثوم” ليمتنعوا عن الطعام .

وقد تشكلت مهنة المسحراتي برسمية في عهد “الحاكم بأمر الله الفاطمي” ، بأمره للناس بالنوم مبكراً ، بعد صلاة التراويح وكان يجعل جنوده يمرون على البيوت لى إيقاظ الناس لتناول السحور، وفي عصر الدولة العباسية كان أول والى لها على مصر”عتبة بن إسحاق”، كان يخرج إلى الناس بنفسه لى إيقاظهم وردد ( يا عباد الله تسحروا ، فإن في السحور بركة)، وقد تطوع بنفسه لفعل ذلك لأنه وجد عدم الإنتباه لهذا الوقت المهم مع عدم تواجد أحد يقوم بهذه المهمة.

طورت ظاهرة المسحراتي باستخدام الطلبة التى سميت وقتها (بازة) ،مع ذكره لى أسامى الأطفال وبعض العبارات الشعبية على يد المصريين ، وهم أول من أيقظ المسلمين على الطبلة ، أما البلدان العربية الأخرى كاليمن والمغرب كانوا يدقون الابواب بالنبابيت ، والشام كانوا يتجولوا حول البيوت مع عزفهم على العيدان والطنابير وإنشاد اناشيد خاصه برمضان.

كما أن المسحراتي لا يأخذ اجره حتى أول يوم العيد ، فيذهب للبيوت ويدق على طبلته نهاراً ، فيعطونه الناس الأموال والهادايا والحلوى مع عبارات التهنئة بالعيد ، وقد انتقلت عادة المسحراتي إلى العديد من الدول الأخرى.

لكن في وقتنا الحالي مع جميع وسائل التنبيه الحديثة ، تم التخلى عن مهنة المسحراتي وتأثيره الذي كان يشعرنا بلذة السحور ، وبهجة هذا الشهر الكريم من اناشيده القيمة.