في عالم مليء بالصراعات، تعتبر الحرب الاعلامية واحدة من أقوى الاسلحة التي يمكن إستخدامها لتشكيل الرأي العام وتوجيهه في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث تعتمد إسرائيل بشكل كبير على أساليب التضليل والكذب لتبرير افعالها العسكريه والسياسيه ضد الفلسطينيين .
لا شيء ينبغي ان يكون مفاجئا فثقافة الكذب سائدة منذ ما قبل قيام هذا الإحتلال عام “1948”، حيث روجت الحركه الصهيونية لكذبة، أن فلسطين أرض فارغه،الي غير ذلك الكثير والكثير من الكذب الذي راح ضحيته ملايين الشهداء و الابرياء.
دائماً ما إستخدم هذا الإحتلال أساليب محكمة للكذب والتضليل الاعلامي،منها إستخدام وسائل الاعلام لنشر أخبار كاذبة حول إستعداده لإجتياح القطاع برياً، هذا التضليل أدى الى تحركات غير محسوبة من قبل المقاومة الفلسطينيه،الامر الذي استغله هذا الكيان الصهيوني الغاشم وقام بإستهدافهم، أيضا هذه الاخبار الكاذبة تهدف الى خلق حاله من الفوضى والارتباك بين صفوف الفلسطينيين .
كما تم إستخدام مقاطع فيديو مضللة تظهر عناصر حماس من يطلقون الصواريخ من مناطق مكتظة بالمدنيين، والهدف من هذه الفيديوهات هو تبرير الهجمات الصهيونية على تلك المناطق وإظهار أن المقاومة الفلسطينية تستخدم المدنيين كدروع بشرية لما يبرر الهجمات العنيفة على المناطق العسكرية.
كذلك يسعي هذا الإحتلال الي كسب الدعم الدولي، من خلال حملات التضليل الاعلامي، وكسب دعم المجتمع الدولي من خلال تقديم نفسها كدولة تدافع عن نفسها ضد الارهاب وتحاول الحصول على دعم سياسي وعسكري من الدول الكبرى ، وإضعاف الروح المعنويه للفلسطينيين من خلال نشر الخوف والارتباك بينهم مما يساعدهم في تقليل فعالية المقاومة وزيادة سيطرة الإحتلال على الاراضي الفلسطينية.
أيضا يعمل هذا الكيان في حربه علي التلاعب بالإعلام العالمي، حيث يعتمد على شبكة واسعة من الصحفيين والمحللين الذين ينشرون الروايات الإسرائيلية ،دون التحقق منها بشكل كاف،وكذلك إخفاء الحقائق والعمل على تقليل حجم الخسائر البشرية الفلسطينية في تقاريره الرسمية، بهدف تقليل التعاطف الدولي مع الفلسطينيين وتسليط الضوء على شرعية أفعاله العسكريه.
ويعتمد الاحتلال على إظهار نفسه بأنه هو الطرف المسالم في جميع الاحوال، رافعاً شعار “ندافع من أجل وطننا”، في تبرير واضح للممارسات الدموية في غزة ،وتحضيراً للسناريو الاسوء ضد الفلسطينيين، وتشويه نضال المقاومه للحصول على الحريه، وهو الحق الذي تكفله المواثيق والقوانين الدولية.
الاحداث المتراكمة منذ اكثر من “100” عام أوصلت الوضع في أرض فلسطين التاريخية ،الى ما نراه اليوم من ظلم وإستبداد وقمع وسفك في دماء الصغير قبل الكبير، لإحداث التحول الديموغرافي المرغوب به، الذي طالما حلم به الكيان الصهيوني في تحقيقه لصالحه، عبر موجاتة المتتالية من عمليات تهجير اليهود الى فلسطين ولكن خطته باءت وستبوء بالفشل دائماً.
فواجب على المجتمع الدولي مواجهة التضليل الاعلامي الذي تمارسه إسرائيل ،وذلك بالتوعية والتثقيف ونشر الحقائق وتوعية الجمهور العالمي حول الوضع الحقيقي في فلسطين الامر الذي يساعد في مواجهه الروايات المضللة.
سن تشريعات وقوانين تجرَّم نشر المعلومات المضللة ،وتفرض عقوبات على الدول التي تمارس هذا النوع من التضليل، وكذلك الضغط الدبلوماسي على هذا الاحتلال، من خلال القنوات الدبلوماسية ،والمطالبة بالشفافية والمساءلة عن افعالها، ودعم المنظمات الحقوقيه التي تعمل على توثيق الانتهاكات ونشر التقارير المستقلة ،الامر الذي يمكن ان يكون له تاثير كبير في كشف الحقائق.