على مر الازمان نرى المقاومون و المناضلين المدافعين عن ارضهم و وطنهم، دافعين لذلك دمائهم و اموالهم، باذلين قصار جهدهم فى تحرير اراضى وطنهم لتسمو و ترتقى بين باقى البلدان.
أم المصريين، لقب يُطلق على السيدة “صفية زغلول” زوجة الزعيم الوطني “سعد زغلول”. تُعتبر هذه السيدة رمزًا من رموز النضال الوطني والمرأة المصرية في القرن العشرين، تجسد قصة حياتها نضال المرأة في مختلف المجالات، وتعتبر مثالًا يحتذى به في التضحيات من أجل وطنها.
ولدت “صفية زغلول” في “23” مارس “1871”، في قرية بني عامر بمحافظة الغربية في مصر، كانت تنتمي لعائلة ميسورة الحال وتلقت تعليمها في كتّاب القرية ثم انتقلت إلى التعليم في مدرسة في القاهرة، كانت والدتها تشجعها على التعلم، مما ساهم في تطورها الفكري والثقافي.
تزوجت “صفية زغلول” من “سعد زغلول” عام “1895”، وسرعان ما أصبح لها دور بارز في الحياة السياسية المصرية، ساهمت في الحركة الوطنية ضد الاستعمار البريطاني، ودعمت زوجها في جهوده لتحرير البلاد، كانت لها رؤية شديدة الوضوح حول حقوق المرأة وأهمية مشاركتها في القضايا الوطنية.
لقب “أم المصريين” جاء نتيجة لدورها المحوري في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، ساهمت في إشعال روح المقاومة الوطنية وألهمت الكثير من النساء المصريات للخروج إلى الشارع والمشاركة في التظاهرات، اعتبرت رمزًا للحرية والكرامة للمصريين، مما جعلها تحظى بهذا اللقب المحبوب.
حققت “صفية زغلول” العديد من الإنجازات، منها تأسيس جمعية السيدات المصريات لدعم الحركة الوطنية والعمل على قضايا التعليم وصحة المرأة. كما ساهمت في نشر الوعي السياسي بين النساء وعلى المستوى الداخلي والخارجي، كانت من المشاركين في المؤتمرات الدولية التي تتعلق بقضايا حقوق المرأة.
توفيت أم المصريين في “12” مايو “1946”. ترافق وفاتها مع حالة من الحزن العميق في أوساط المجتمع المصري؛ حيث فقد الناس امرأة كانت لها بصمات واضحة في تاريخ وطنها. وقد وُريت الثرى في مقبرة العائلة.
ترك “صفية زغلول” أثرًا كبيرًا في تاريخ مصر، حيث لا تزال تُعتبر رمزًا للمرأة المصرية وقدرتها على التغيير، تُدرس قصتها في المناهج الدراسية وتُكرم في العديد من الفعاليات، مما يعكس قيمتها التاريخية والوطنية. إن إرادتها وإيمانها بحقوق المرأة ساهمتا في تعزيز مكانة النساء في المجتمع المصري الحديث.