porno.com
الرئيسية » أخبار » صرخةُ الرجولة المفقودة بين أمجادِ الأمس وجراحِ غزة

صرخةُ الرجولة المفقودة بين أمجادِ الأمس وجراحِ غزة

#الدولة_الآن

 

تقرير : عبدالرحمن محمد

لطالما كانت الرجولةُ عنوانًا للقوةِ والشرفِ والمروءة، فالمسلمون الأوائل عاشوا حياةً عنوانُها الإباءُ وغايتُها العزّ، كانوا يقاتلون من أجل الحقّ ويعيشون تحت رايةِ الشرفِ والكرامة، هكذا كانت بداياتُهم، حين كان “خُلقُ الرجولة” جزءًا من كيانهم، يرفعون هامة المجد عاليًا ويصدّون العدوّ بكل شجاعةٍ وثبات.

اليوم، تغيّرت الدنيا وتبدّل حالُ الناس، فالقيمُ التي كانت متجذرةً في النفوس بدأت تتلاشى، وأصبح العالم يعيش في زمنٍ تاهت فيه معاني الرجولة، وفي ظلّ هذه الأجواء، نجد أهلَ غزة يقاومون الظلمَ والقهرَ تحت أنقاض مدينتهم، يقفون شامخين رغم الحصار، يواجهون بطشَ عدوٍّ لا يرحم، ويثبتون للعالم أنّ الرجولة لا تزال تنبضُ في قلوبِ الأحرار.

كيف لنا أن ننسى تلك الروح التي كان يتغنّى بها المسلمون الأوائل؟ كيف لنا أن نرى غزة اليوم تصرخ وتنادي ولا نجيبُها؟ إنّ ما يمرّ به أهلها من آلامٍ ودماءٍ يروي أرضَهم الطاهرة هو انعكاسٌ صادقٌ لمعاني الرجولة التي افتقدها العالم، كأنّها تذكّرنا بزمانٍ مضى، كان فيه الحقّ والعدل هما العنوان.

غزة اليوم ليست مجرد أرضٍ تُحاصر، بل هي صرخةُ الإنسانية في وجهِ العالم، رجالها ونساؤها وأطفالها يصمدون أمامَ القنابلِ والحصار، يصرخون بآلامهم وشجاعتهم، كأنّهم يُعيدون كتابةَ التاريخ ويُحاكون بأسلافهم ممن حملوا راية الرجولةِ والفداء، هم الشرفاء الذين يخوضون معركةَ البقاء ضدّ كل الصعاب، يرسمون في كل خطوةٍ آيةً من آياتِ الإباء.

لقد أضحى العالمُ صامتًا وكأنّ قضيّةَ غزة لا تعنيه، لكن في قلوبِ رجالِها ونسائها، لا يزالُ نداءُ الحرية ينبضُ بأعلى صوتٍ، يذكرنا بأنّ الرجولة ليست مجرّد كلمةٍ أو شعار، بل هي حياةٌ تُجسّد التضحياتِ وتروي قصصَ الصمود والكرامة.

فلسطين، تلك الأرضُ التي أنجبت أجيالاً من الأبطال، لا تزالُ تُعلّم العالمَ أنّ الرجولةَ هي ذلك المزيجُ العجيب من القوةِ والرحمة، من الإصرارِ على الحقّ والتفاني من أجله، وأهلُ غزة اليوم يقدّمون لنا درسًا بليغًا في أنّ الإنسان يمكنه الوقوف حتى في أحلك الظروف.

لعلّ التغريدة التي خطّها “أحمد أمين” كانت صرخةً ضدّ النسيان، دعوةً لاسترجاع القيم، ونورًا يُضيء لنا الدرب في زمنٍ أضاعت فيه الشعوب معاني الرجولة، فعسى أن تكون معاناة غزة اليوم تذكيرًا بأنّ الإنسان لا يُقاس بكلامه، بل بمواقفه وبطولاته.

قد تكون غزة اليوم هي المرآة التي نحتاجُها لنرى فيها ضعفَنا وصمتَنا، لعلّ صرخاتها تذكّر العالم بمعاني الرجولة التي تاهت، فتلك الأرضُ لا تزال تقف شامخةً لتُعلّمنا أن الإنسانية لا تندثر مادامت قلوبٌ شجاعةٌ مستعدةٌ للتضحية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نائب وزير الإسكان يعقد أولى اجتماعات اللجنة التنسيقية العليا

#الدولة_الآن تقرير: إيمان أحمد عقد الدكتور “سيد إسماعيل” نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الاجتماع ...

youporn