أخر الأخبار
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » “النوموفوبيا” :حياتنا ومشاعرنا أصبحت إلكترونية

“النوموفوبيا” :حياتنا ومشاعرنا أصبحت إلكترونية

#الدولة_الآن

كتبت : أسماء البردينى
يأتي ذلك بعد أن اعتاد معظم الناس على حمل الهواتف في كل مكان يذهبون إليه في حجرة النوم ، وفي مكان العمل ، وأثناء سيرهم ، وأثناء استخدامهم المصعد وحتى أثناء دخولهم دورة المياه وبالتالي فإن فقدان الهاتف الجوال يعني فقدان واحد من أعز الأصدقاء الذي يقضي معه أكبر وقت من حياته، حيث أن هذا الفقدان يعني لهم عدم القدرة على التواصل مع الأصدقاء والانقطاع عن كل ما يحدث حولهم.
الـ “نوموفوبيا” مصطلح حديث يشير إلى إدمان الأطفال على نحو متزايد على استخدام الهواتف المحمولة. وأشارت دراسة إحصائية أجرتها مؤسسة “سكيور انفوي” إلى أن 66 في المائة من الشباب لديهم حالة النوموفوبيا التي نمت بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية،وقد أثبتت الدراسة أيضا أن نسبة الإناث اللاتي يخشين فقدان الهاتف أو نسيانه أعلى من نسبة الذكور.
وقال الدكتور “شوستر” إن المؤشرات المشتركة التي تدل على النوموفوبيا هي إدمان الناس على استخدام الإنترنت أو غيرها من أشكال التكنولوجيا مثل الكمبيوتر المحمول أو اللوحي وغيره. وأضاف: من الشائع بالنسبة للأشخاص الذين يعانون النوموفوبيا أن يختبروا أعراض الانسحاب، أي الحرمان من التكنولوجيا، كما يجد بعض الناس صعوبة في الابتعاد عن أجهزتهم الالكترونية.

قد تجد الشخص المصاب بالنوموفوبيا يتعذب أحيانا ولايمكن أن يطفئ الجهاز الخاص به ، كما يكون الخوف من الإستهلاك العالي لبطارية الجهاز ، كما يتفقد الشخص الهاتف دوما خوفا من تفويت رسالة نصية أو مكالمة فائتة أو إيميل لم يقرأ .
أشارت الدراسة أنه يمكن رصد المونوفوبيا من خلال مجموعة من التصرفات مثل أن يقوم الشخص بتفقد هاتفه المحمول أكثر من 30 مرة يومياً، أو أن يشعر بكل بساطة أنه يستحيل عليه الاستغناء عن هاتفه والعيش دونه.

هل تظن أن هذا الأمر وهذه الحالة هي حالة مفتعلة ولا تعني شيئا ؟ أنت مخطئ ! حينما يبتعد الانسان المصاب عن تقنية الموبايل فإنه يحس كـأنه ضائع ! يحس نفسه تائه ! تغيب عنه حالة الأمن , في هذه الحالة فإن الإنسان حينما يحس بأن أحدا ما يشغله عن هاتفه النقال أو التقنية التي يملكها فـإنه يحاول أن يبتعد عن هذا الشخص ! وهذا يؤدي طبعا الى محدودية التواصل الاجتماعي في الحياة الحقيقية , وهذا يعني تقليل الخروج من البيت , تقليل التواصل مع الناس , وأيضا يعني تقليل الارتباط بالعالم الخارجي !

في كاليفورنيا يقوم مركز MorningSide” “بالاستشارات للذين يعانون من مشاكل في الادمان على شيء ما , وأعترف بأن الكثير ممن يراجعونه يمتلكون هذه النوموفوبيا , وقالوا بـ أنه النوموفوبيا هو بالأصح إدمان على التقنية مثلها مثل الادمان على المخدرات أو السجائر أو أي شيء أخر .

ولكن هذا الإدمان ليس خطرا على الشخص وليس سم مهلك مثلا يذهب لـ رئتيك أو لـ قلبك , لكن يمكن القول بـ أنه سم للروابط الاجتماعية بين الأفراد , لكن لننظر للناحية السلبية لهذا الأمر وهو إن الإستسلام لهذه الحالة قد يؤدي الى الإستسلام لحالات إدمان آخرى, وذلك لأنه قدرة الجسم و العقل على التحكم بالنفس تصبح أضعف , وطبعا هنا يحرص ديننا الحنيف على عدم التعرض لذلك من خلال الحث على جهاد النفس .
حذرت دراسة طبية حديثة الآباء والأمهات من إهمال أساليب تعامل أطفالهم مع التكنولوجيا، وضرورة توجيههم بعيداً عن عادات الإدمان عليها، حتى لا يصابون بما يسمى علميا بمرض “نوموفوبيا” وهي حالة ناتجة من التعلق المتزايد للفرد بالتكنولوجيا أينما توجه ومع من كان مجتمعا.

ويوصي الخبراء بترشيد وتنظيم استخدام التكنولوجيا في المدارس، وحث الآباء والأمهات على الحد من الوقت الذي يقضيه أبناؤهم على الإنترنت أو على هواتفهم النقالة. وأكد “شوستر”: التكنولوجيا في حد ذاتها ليست أمرا سيئاً، إذ يمكن أن تكون أداة مفيدة جداً للتعليم في المدارس ولكن لا بد من تنظيمها. وأنصح الآباء والأمهات في المنزل أيضاً بمراقبة استخدام أطفالهم للتكنولوجيا والتأكد من أنهم لن يتحولوا إلى مدمنين على هواتفهم النقالة وأجهزة الكمبيوتر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صرخت مواطن لا يسمعها تاجر

#الدولة_الآن    بقلم : نورهان أبوالمعالي في ظل ‏الظروف الاقتصادية التي تعاني منها الطبقة الأدنى ...

youporn