porno.com
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » عقوق الأباء للأبناء

عقوق الأباء للأبناء

#الدولة_الآن

بقلم / هدير الحسيني

كثيراً منا يسمع أن شاباً ضرب والده وفتاةً غير مُطيعة ولا تراعي والدتها نسمع أن الابن يقوم بطرد والدته لأن زوجته لا تُريدها أن تعيش معهما ، ولا يتوه علي مسامعنا أن الأباء عندما يكبرون نجد الأبناء يلجأون علي الفور لإقامتهم في دور المسنين ويقنعون أنفسهم بأن ذلك أكثر راحة لهم وأنهم بذلك يجدون كل الذي يحتاجونه من رعاية واهتمام وبهذا تدور الأيام تدور من جيل لجيل وفي هذا نجد المستحيل .
نجد الذي يستحيل علي عقولنا وقلوبنا تصديقه بأن كيف نُنكر الجميل بهذا الحد ، حد السيف الذي يُوضع على القلب ولا يستطيع أن يُطعن فيهِ ، ولكن ليت يعلم أن طعنه أهون عليهِ من حسرته أهون عليه من مراراة عيشته لأنه يجيا ولكنه لا حياةً فيهِ ، فأنه يعيش بعين لا ترى وقلب لا يشعُر وحياة كالمقبر ، يعيش مع الذكريات وتعب من سنينً فات وسهر تروى الحكايات .
حكايات الأخلاق والفضيلة حكايات العشرة والجيرة ، لأنهم أرادوا أن يعلمون أبنائهم الوفاء أرادوا أن يعلمُونهم أن لكل شخص مصيره الفناء ، ولكن سيظل منهم الأحياء ، أحياءً بأخلاقهم أحياءً بمودتهم أحياءً برحمتهم
فكانوا يُظنون بأن تعليمهم لأبنائهم سيظل في عقولهم للأبد ولا يدركون بأن الحياة تتمكن من تغيير مصيرهم للأمد
تُغير مصير قلوبهم ، تُغير في أفعالهم ، تُغير في أخلاقهم ، تُغير فيهم كلُ شئ لكي يرحلون معها للبعيد ويخلدون فيها كالعبيد .
ولا خلوداً في الحياة فأن الحياة لا تطل فيها البقاء ، إنما الحياة ما هي إلا رحلة لنصل للفناء ولكن لا يدركون هذا إلا العقلاء .
ونجد علي النقيض عقوق الأباء للأبناء ، فأني أتعجب من قول عقوق الأبناء بالأباء وكأن الأباء لا يخطئون ولا يذنبون في حق أبنائهم فأننا نجد منهم يرتكبون أفعال لا تُصدق في الأبناء ، نجد أباء يضربون الأبناء ضرباً مُجرحاً ، نجد أباء يصرخون في الأبناء بصوتاً مفزعاً ، أباءً لا يعتنون وغير مسئولون أباء لا يعلمون كيف يربون ، فلماذا نذُكر كلمة العقوق فقط علي الأبناء ولا نذُكرها علي الأباء؟ ، أننا نقول أن الأباء مهما فعلوا في الأبناء فعلي الأبناء أن يطيعون الأباء ولكن كيف ! ؟
هذا من الممكن أن نُعقلها بعقولنا ولكن لا نستطيع أن نغفل عنه بقلوبنا ، قلب أنهكه احتياجه للحنان ، أنهكه احتياجه أن يشعُر بالأمان ، قلب أنهكه احتياجه للكلام ، أنهكه أن يجد مكان وقت الظلام ، فكيف بعد كل هذا مُطالبين بالإمتنان .
إنني لا أقول بأن كل الأباء مقصرون ، لا أقول بأن كل ما يقصرون فيه الأباء نحو الأبناء أنهم بذلك غير مسئولون ولكن هناك قضايا وجرائم يرتكبها الأباء في حق الأبناء لا بد أن نُسلط عليها الضوء ونتحدث فيها ونضع حلولاً لها .
وهناك وسائل وحداثة في تربية الأبناء يجب أن يتعلموها الأباء لكي نُحقق البر والخير ، البر بالأبناء من قبل الأباء ، لأنه من الحرج أن تُطالب بشئ وليس لكَ حقاً فيهِ ، فبروا بأبنائكم قبل أن تُطالبون منهم ببركم .

وكما قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم )
“اتقُوا الله، واعدِلُوا بينَ أولادِكم؛ كما تُحبُّون أنْ يَبَرُّوكم”

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تكتسب الذكاء الاجتماعي (العاطفى)

#الدولة_الآن تقرير: حنين صالح إن الذكاء العاطفي يعنى قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه وضبطها ...

youporn