الرحلة تبدأ بالشك وتنتهي بعظيم اليقين”جمال بلماضي” هو النجم الأبرز في صفوف الخضر

  كتب : محمد نبيل

عند إعلان الإتحاد الجزائري لكرة القدم عن تولي “جمال بلماضي” مديرا فنيا للمنتخب الجزائر انقسم الشارع الجزائري الي مؤيد ومتحمس للفكرة ،وأخر يري انه سيسقط عند أول تحدي ولن يستطيع السيطرة علي النجوم.

لكن “بلماضي” اختار التحدي وقبل بالمهمة الصعبة،وبدأت الأنظار تتجه إلى المنتخب الجزائري في كأس الأمم الأفريقية والتي تستضيفها أرض الكنانة مصر وأن هذا التحدي الذي سيكشف “بلماضي” للجمهور الجزائري وأنه كان اختيار موفق للخضر أم كان غير موفق ويجب كان البحث عن الأفضل.

يلعب المتتخب الجزائري أولي مبارياته في الكان أمام منتخب كينيا المتواضع الجميع يترقب المشهد، الجمهور الجزائري يجلس علي المقاهي وهو متوتر ويتذكر بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التي كانت تستضيفها الجابون والتي خرج منها المنتخب الجزائري من دور المجموعات بخيبة أمل شديدة،دخل لاعبي المنتخب الجزائري لقاء كينيا ونجحو في الظهور بشكل جيد والفوز علي المنتخب الكيني، البعض تفائل والبعض قال التحدي الأكبر أمام منتخب السنغال المرشح الأول في البطولة في المباراة القادمة.

جاء موعد المباراة القادمة أمام منتخب السنغال بقيادة نجمه الأبرز الذي غاب عنه في المباراة الأولي “ساديو ماني” نجم نادي ليفربول الإنجليزي والذي توج مع الريدز بلقب دوري ابطال اوروبا، بدء اللقاء الجميع أعتقد أن المنتخب الجزائري الطرف الأضعف في المباراة وان منتخب السنغال سيحقق الفوز ويعتلي صدارة المجموعة لكن كان لرجال “بلماضي” رأي أخر وظهروا بمستوى أكثر من رائع، وهم في كامل ليقاتهم البدنية، مميزين في عملية افتكاك واستخلاص الكرة من لاعبي السنغال، يلعبون بارتياحه شديدة، منظمين في جميع الخطوط ، يقومون بأدوار تكتيكية رائعة، ينفذون تعليمات “بلماضي” ولا يوجد لاعب ليس له دور محدد، جميع اللاعبين يقومون بادوارهم علي أكمل وجه، حتى جاء وقت الحسم وهي هجمة منظمة من ناحية اليمين ، ليمرر “محرز” الكرة إلى “فيغولي” الذي بدوره قام بتمرير الكرة برؤية فنية ولا اروع للقادم من الخلف “يوسف البلايلي” الذي سدد الكرة في المرمي، وسط فرحة كبيرة من الجمهور الحاضر في المدرجات ليحقق المتتخب الجزائري الفوز الثاني ويعتلي صدارة المجموعة ويثبت قدرة وكفائه كبيرة أمام التحدي الأصعب له في المجموعة.

أصبح الجميع في الجزائر علي قلب رجل وأحد، الجميع ينتظر المباراة القادمة لرؤية المتعة الحقيقية التي يقدمها اللاعبين علي أرضية الميدان، بدأت الصحف الجزائرية والعربية تقول ان الخضر قادمون للفوز بالبطولة وليس من أجل الظهور فقط! !

جاء موعد اللقاء الثالث أمام منتخب تنزانيا، بدء “بلماضي” التشكيل باللاعبين الاحتياطين ولكن ابقي علي “بن ناصر” في التشكيل الأساسي للمباراة الثالثة علي التوالي، وكان “بن ناصر” توج بلقب رجل المباراة في المباراتين الأولى والثانية، وكالعادة يحقق المتتخب الجزائري الفوز على منتخب تنزانيا، ويظهر لنا نجم أخر من نجوم الخضر وهو اللاعب “ادم وناس” الذي قدم مباراة ولا أروع بتسجيله هدفين وصناعة هدف أخر، ليفوز الخضر بالمباراة الثالثة علي التوالي وتحقيق العلامة الكاملة والصعود إلى دور ال16.

وواجه المتتخب الجزائري المتتخب الغيني في دور ال16، نجح في الفوز بثلاثية نظيفة ومواصلة تقديم الأداء الرائع لهم في البطولة وتوجيه رسائل غير مباشرة للمنافسين القادمين أنهم قادرون للفوز علي اي منتخب مهما كان مستواه، وخلال الأربع مباريات الذي خاضهم المنتخب الجزائري واجه جميع المستويات من المستوى الأول مثل منتخب السنغال، والمستوى الثانى مثل المتتخب الغيني والمستوى الثالث مثل منتخب كينيا وتنزانيا.

كما خرج المنتخب الجزائري بشبابشباك نظيفة لحد الأن، وأن هذا دل علي شئ؟ فإنه يدل علي ترابط الخطوط والقوة التي يقدمها اللاعبين علي أرضية الميدان.

يتمتع لاعبي المنتخب الجزائري بإمكانيات كبيرة علي المستوي الفردي والجماعي،يقومون بادوارهم التكتيكية والخططية علي أعلي مستوي، عدم الاعتماد على النجم الأوحد، فريق جماعي علي المستوي الأول، يمتلك لاعبين على مستوي عالي من المهارة الفردية مثل (محرز، والبلايلي، وآدم وناس، وفيغولي).

يلعب “بلماضي” بطريقة 433/وأحياناً تتحول إلى 4141/حميع اللاعبين لهم أدوار هجومية وأدوار دفاعية، ثلاثي وسط الملعب هم الأبرز والأقوى (فيغولي ناحية اليمين، وقديورة ارتكاز، وبن ناصر ناحية اليسار) الثلاثي يقوم بأدوار كبيرة علي أرضية الميدان بربط لاعبي الدفاع والهجوم ببعض، اعطاء الحرية لزيادة الطرفين (بن عطال وبن سبعيني) ، دائما ما يتواجدون للزيادة العددية في خط الهجوم وخصوصاً (فيغولي وبن ناصر) ويبقى دائماً “قديورة” في الخلف لسد الثغرات وتعطيل الهجمات المرتدة وافتكاك الكورة.

“بلماضي” راهن علي وجود “يوسف البلايلي” في التشكيل الأساسي علي حساب “ياسين إبراهيمي” نجم نادي بورتو البرتغالي، والحقيقة أن “بلماضي” فاز بالرهان وأن ” البلايلي” قدم أداء ولا أروع خلال المبارايات وكان له مفعول السحر وأخذ الإشادة من الجميع.

“إسماعيل بن ناصر” أحد أبرز نجوم الكان لحد الأن، قدر أن يخطف أنظار الجميع، بمهاراته الكبيرة ولمساته السحرية، كما بدء العديد من الأندية الأوربية تقديم العروض لنادية إمبولي، كما أكدت التقارير الصحفية أن اللاعب علي رادار ميلان الإيطالي.

البعض يرى ان “بلماضي” هو كلمة السر مع الخضر، وأنه هو الذي فرض النظام والسيطرة علي الفريق، وبالفعل نجح في قيادة المتتخب الي دور الثمانية وأنهم علي أعتاب التتويج بالبطولة أن أستمر مستوي الفريق علي هذا في المباريات المقبلة.