كلنا نري وكلنا نعرف الواقع الأليم وكلنا نشاهد تلك الدراما المصريه ، وجميعنا يجني النتائج التي عكست بالسلب علي المجتمع المصري وخاصة الأطفال والمراهقين ، حيث كون العنف الدرامي علي مدار السنوات القليلة الماضية، شئ من العنف لدي الأطفال ، نظراً لما يشاهدونه من تلك الدراما دون مراقبة من الأهل ، أصبح لدينا جيلا يتسم بالعنف والبلطجة والتحرش ، وليس من المفترض حدوث مثل ذالك لأولئك الأبرياء ، فكل أب يجني مايزرع في ولده ،ومن شب علي شئ شاب عليه .
أصبحنا نعيش في مجتمع يربي جيلا من الطفل العنيف ، ونحن لا نشعر ولا ندرك ذالك ، فقد بدأ الأمر منذ أن بدأت الدراما المصرية في تجسيد أدوار البلطجة والعنف والإباحه علنا دون حياء ،ودون رقابه أو محاسبة، فسرعان ما جنينا تلك الثمار التي زرعت ، وارتوت بماء العنف والبلطجة ، حتي أثمرت لنا شباب وأطفالا يتهمون بالقتل والتحرش ، فإتهام شاب أو طفل بالقتل أو بالتحرش كارثة في حد ذاتها ، سواء أقدم عليه بالفعل أو لا … أن يصل الأمر بنا الي ذاك الحد!! ، علينا أن نتوقف قليلا ومراجعة أنفسنا .
قد يتفق الغالبية على قدرة الدراما التلفزيونية في التأثير على بعض الناس ، وإن اختلفت نسبة التأثير واختلفت نظرة القدرة على تأثيرها بين شخص وآخر.. فالبعض يرى أنها قادرة على التأثير بنسبة كبيرة وتملك قدرة على التغيير في طبيعة حياة أفراد المجتمع ، في حين يرى البعض الآخر أن المتلقي هو الملهم في ما يجب على الدراما أن تتناوله..بمعنى أنه هو من يُسيرها حسب طبيعته وليست الدراما هي من يُسير المتلقي ، بينما الواقع يقول أن لا شيئاً يُغير المجتمع إلا المجتمع نفسه.. لكن الأهم من ذلك كله هو ما مدى تأثير الدراما التلفزيونية على الطفل والمراهق.. وما هي انعكاسات متابعتهم للدراما التلفزيونية على سلوكياتهم وقيمهم الاجتماعية .
ومن هذا الصدد رصدت جريدة الدولة الآن آراء بعض المواطنين حول تلك القضية…
يقول أحدهم إن عقل الطفل يستوعب ولا ينسي ما يراه أو ما يشاهده ، ويتطبع بالذي أمامه ويتأثر سريعاً ، ويري ما يشاهده ويتخذه قدوة ، ولذالك فإن الدراما التلفزيونية ،تعد سلاحاً ذو حدين ،فإن ما نقدمه له هو مايتطبع عليه ، مشيراً إلى أنه لايحق لنا أن نستغرب من أطفال وشباب اليوم ، هذا ما قدم لهم ، وزرع فيهم من البداية، أصبح الطفل أو الشاب يشاهد البطل يقتل ولا يكترث ، ويتاجر في الممنوعات ولا يبالي ، ويقبل الفتيات وكأن شيئ لم يكن ، فبدأ يشجع البطل ويتعاطف معه بل ويقلده ، فأصبح الأمر عاديا ومع التكرار أصبح طبيعياً ، وكأن تلك هي عادتنا وتقاليدنا ! ، أم أن هذه تعاليم ديننا؟؟ بالطبع لا .
وأضاف أخر أنه يري أطفالاً ينادون بعضهم بالالماني والأسطورة واللمبي ، بل وشبابا أيضاً ، وأحيانا يقلد أحدهم خنق صديقه علي سبيل المزاح متأثراً بما رأه في تلك الشاشة الصغيرة ، منوها علي أن أصل الظاهرة يرجع إلى الاب والام وعدم التحفظ علي أبنائهم من مثل تلك المشاهدات ،وعدم توجيههم توجيها صحيحاً يليق بأب يريد أن يري ولده شخصاً ناجحاً في المستقبل .
وأوضح أخرون أن السنيما المصرية مسؤولية تمام المسؤولية عن فساد جيل بأكمله ، لما تعرضه من عنف وتطرف وبلطجة وإباحيه وكأنهم يتعمدون فساد جيل بأكمله ، إلا أنهم غير ذالك ، فكل هدفهم وراء هذا هو الربح ، دون أن يكترثو لما يقدموه ، معلقا أحدهم بلسان حاله (سينما السبكي سينما قذره .. بيعلمو ولادنا الوساخة وقلة الأدب) ،( هما عارفين انها ليها تأثير ولذالك لما حابو يحاربو الإرهاب من خلال السينما عملو فيلم الخليه وفيلم الممر وغيره وغيره بس هما اللي بيقدمولنا الوحش).
كان هذا بعضا من كل ، فالأراء كثيره وكلها تحوم حول هذا المنطلق ، في النهاية نحن الأن نري هذا أمامنا رأي العين ، ولن يصلح إتخاذ الإجراءات القانونية فحسب ، بل علي المجتمع أيضاً أن يساهم في منع هذه الظاهرة ، كل حسب مايقدر عليه فعلي الجهات المسؤولة تشديد الرقابة علي القنوات التي تعرض أو تنتج مثل هذه القاذورات وفرض قوانين وعقوبات صارمة علي من يفعل ذالك ، وعلي الآباء مراقبة أبنائهم وعدم تركهم بالساعات أمام الشاشات ، وأن يكون هناك حد لذلك .
وقد إنتشر الأمر كثيرا في الأونة الأخيرة ، وأبسط الأمثلة علي ذالك ، قضية (راجح والبنا) ، التي أصبحت قضية رأي عام مؤخراً ، لو تفكرنا قليلاً لوجدنا أن الأمر يرجع إلى القدوه ، فإذا أحسن الأهل إختيار قدوة لأبنائهم ، لأصبح لدينا جيلا مثقفا واعيا ، يدرك مخاطر الأمور ، محبا للسلام ، فلو عرف أبناءنا أن قدوتهم رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ، وابو بكر وعمر وعثمان ، ما آلت بنا الأمور إلي ذلك الحد ، لو تمسكنا بتعاليم دينينا ، ما كنا لنصل إلى ما وصلنا إليه ، كيف لا ! وديننا هو دين السلام والأخوة والمحبة .