كيف لوسيلة إتصال أن تعرض حياة الكثير للخطر؟

تحقيق: ياسمين أنور وأسماء حسن
انتشرت مؤخرا فكرة برامج دردشة مجهولة الهوية، فهي موجودة منذ عدة أعوام، ولكن راجت في الفترة الأخيرة فهي تعد غرف الدردشة مع مجهول هو تطبيق على الإنترنت يتبادل فيه الأشخاص الرسائل، وهو عبارة عن محادثات مع أشخاص مجهولة الهوية، ويستخدمه الفرد أحيانا عندما لا يجد من يسمعه أو لأنه يجد حرية التحدث مع مجهول.
ويتميز هذا التطبيق أنه يجعل الفرد يتعرف على ثقافات البلاد المختلفة، مثل أسبانيا وانجلترا والإمارات وهكذا، وقد يناقش أيضا بعض الطلاب أبحاثهم مع معلم أو مهندس أو غير ذلك من البلاد الأخرى.
وعلى هذا النحو فإن معظم الذين يقصدون غرف الدردشة ليس لديهم الإهتمام بمناقشة مواضيع أكاديمية، ويعد لهذا التطبيق مخاطر يجب الحذر منها.
فإنه سلاح ذو حدين أولا له مميزات، كالتعرّف على ثقافات وجنسيات مختلفة من شتى بلاد العالم، لكن له أضرار ومخاطر كذلك، وهي أولا: ستجد به أشخاص منحرفين جنسيا، ولأنه تطبيق يجعلك تتحدث مع مجهول الهوية، ستجد المنحرفين جنسيا منتشرين به كثيرا، ويبدأ بإستغلال الضحايا بإظهار العطف والإهتمام لهم حتى يجذبونهم بالتدريج.
ثانيا:فهي تلعب دور خطير في تحطيم العلاقات الزوجية، وشبكة الإنترنت عموما حيث يجلس الفرد على شبكة الإنترنت أكثر ما يجلس مع زوجه أو زوجته، فأصبحت العلاقات الزوجيه مشتته.
فإن كثير من الأشخاص يقصدون هذا التطبيق لإقامة علاقات عاطفية غير مشروعة مع آخرين،ويقولون (أننا نشعر بحرية عندما نتحدث إلى مجهول ليس لديه فكرة من أكون)، كما بدأنا نسمع عن أزواج يخونون أزواجهم في غرف الدردشة على الإنترنت.
وغرف الدردشة تعد خيانة وانتهاك للعلاقة الزوجية، فأين الحب والإحترام بين الزوجان، والزوج يسهر طوال الليل يعشق أو يحب في إمرأة أخرى.
وعلى سبيل المثال هناك فتاه تدعى “أميرة.ح” عندما كانت تتصفح في هذا التطبيق،دخل لها شخصا ثم سألها سؤالا يحمل تلميحات جنسية، ولكن “أميرة.ح” كانت قوية قادرة على التصدي له.
وهذا يدل علي انه من يدخل لهذه المحاداثات ليس كمنحرفين للجنس ولإشباع رغباتهم و انه يوجد الكثر من لديه هدف من دخوله الي غرف الدردشه وانه قد يكون الدافع هو الملل او التعرف علي ثقافات الاخرين وهذا ما اخبرنا به “احمد. م ” احد المستخدمين لهذه البرامج فقال “لقد تعرضت للكثير من التحرشات الجنسيه بالألفاظ من قبِل الفتيات، وهذا يكون بمثابه رزق لهن و علي الاغلب فإن مثل تلك البرامج تكون مجرد دعايه للدعاره وتحصل الفتيات في المقابل أجر مادي، ويوجد كثير من الشباب الذين ينتحلون هويه فتيات حتي يستطيع أخذ أجر مادي في المقابل. ” ويمكن القول أن السبب وراء تلك الافعال هيا البطاله والفقر.
وعندما قمنا بسؤال الأشخاص المستخدمين لهذا التطبيق ما السبب الذي دفعهم إلى دخول هذا التطبيق والتحدث إلى أشخاص مجهولة، حيث ذكر أحدهم بسبب الملل، وعدم وجود عمل ولأنه لديه وقت فراغ، فلهذا يستخدمه.
وأضاف آخر لأنه لم يعرفني أحد،فأنا أتحدث مع أشخاص لم يعرفوا هويتي، ما المانع أني أتي أتحدث معهم وأشبع رغبات، فإن هذا التطبيق يعد مرتع للمنحرفيين جنسيا.
ومن هنا نقول أن الدافع الذي يجعل الأشخاص يقبلون على هذا التطبيق وإستخدامه، هو أنهم يقولون (ما المشكلة في الحديث مع مجهول، وما المانع أن اتعرف على أشخاص والتحدث معهم ، أوالتعبير عن أفكاري وعما يدور بداخلي مادام لا يعرفني أحد).
وفي نفس السياق لكي نكون منصفين أيضا فإن ليس كل من يدخل غرف الدردشة يريد التحدث عن الجنس، ولكن قد يكون للتعبيير عن الأفكار والتحدث بما يدور بالداخل، دون ذكر إسم أو هوية، أو قد يقصده الطلاب كذلك لمناقشة مادة علمية أو عمل بحث مع دكتور أو مهندس أو أحد الخبراء في المجالات الأخرى.
وأخيرا يمكن القول أن هذا التطبيق مفيد للأشخاص الذين يريدون التحدث بحرية والتعبيير عن رأيها، ولكن يجب على الأشخاص الذين يستخدمون وسيلة الأتصال الجديدة تلك، تنجب أن تقع ضحية الكذب وتنخدع بالحديث معهم، لأنهم يريدون إرضاء غرائزهم، وإشباع رغباتهم، وإذا كنت تقصده لهدف المعرفة أو بهدف موضوع إكاديمي عليك أخذ الحيطة والحذر من هؤلاء المنحرفين.
كما يجب أن يكون هناك رقابة وسياسة على وسائل التواصل هذه، لأن أغلب هذه التطبيقات ليس عليها رقابة، وحتى يلزم كل فرد حدوده وعدم اصطياد ضحايا والتحدث معهم في أي شيء مخالف، ويعرف أنه عندما يتحدث فيما لا يبنغي التحدث فيه سيبلغ عنه فورا، وأخيرا نقول عليك أن تتجنب هذه الوسائل التي تضم أشخاص مجهولة الهوية حتى لا تتعرض لتلك التصرفات والكلام الخارج.