كتبت/ هدير الحسينى
مع بداية عام دراسي جديد وافتتاح المدارس والجامعات ومرحلة جديدة فى عمر كل طالب علم ومعرفة معلومات جديدة ، هذا كله من المفترض أن يبُث السعادة على وجوه أبنائنا ولكن ومع الأسف بعض الأسر تحول الدراسة لحرب وليس لسلام وإستمتاع لأبنائهم لأنهم يبدئون بالضغط عليهم من ناحية أنهم لابد من الحصول على الدرجات العليا فى كل المواد وأنهم يصبحون من الأوائل ، وهذا خطأ بالتأكيد لأننا بهذا نساعد أبنائنا على أن تكون عقولهم مُزدحمة بالمعلومات مع عدم فهم وإستمتاع وتطبيق المعلومات ،لكن عندما نعلم أبنائنا أن الدراسة والمذاكرة يجب أن تكون بإستمتاع وأن نستفيد بالمعلومات إفادة فعلية فى الحياة وأيضاً نتفوق ونصل لأعلى الدرجات لكن بحب وإستمتاع وإفادة حقيقية بالمعلومات ، هكذا نبني عقول أجيال مثقفة وواعية وشغوفة بالعلم والتعلم ، فبهذا وبكل تأكيد أفضل لأنفسهم ومجتمعهم .
عقدت ندوة بمكتبة مصر العامة فى يوم 13 من ستمبر 2018 بقيادة الدكتور ” سامح حبيب” والتى تدور حول ( مهارات الدراسة الذكية ) ، أعرب “حبيب” عن ترحيبه بالحاضرين وأفتتح الندوة بتساؤل الجمهور ما سبب الحضور للندوة ؟ فأجاب أحد الحاضرين لكى يتفوق فى الدراسة ، وأجابت إحدى السيدات لأنها أم وتريد أن تُفيد طفلها فى المذاكرة ، وقد قام الدكتور بطرح سؤالاً آخر للجمهور ما هى المعوقات التى تُعرقل معظمنا أثناء الدراسة والمذاكرة فأجاب أحد الحاضرين قائلاً أن أكبر المعوقات التى تُعرقلنا هى عدم القدرة على كثرة الحفظ وأيضاً كثرة النسيان والشعور بالملل ومن الأسباب أيضاً عدم القدرة على إنتقال المعلومات من الذاكرة المؤقتة للذاكرة طويلة المدى، و قد أشار “سامح حبيب” أن من أكبر المشاكل التى تُقابل أغلبية البشر أنهم لا يعرفون لماذا يدرسون ؟ فبذلك لا يكون لديهم هدف واضح ولا يكون لديهم الدافع للدراسة والإنجاز ، لذلك لابد على الأنسان أن يحدد الهدف من الدراسة والتعلم .
وقد قال ” سامح ” ( إن فقد المتعة فى التعلم لن ترغب فيه أبداً ) فقد صرح أنه لابد أن يكون الهدف من التعلم هو الإستمتاع وليس الحصول على أعلى الدرجات لأنك إن فقد الإستمتاع فى التعلم فقد البهجة .
كما أضاف أن الأهالى وصلوا أبنائهم لحرب بينهم وبين الدراسة والتعلم وهذا يتنافي تماماً مع القيمة الأساسية للتعلم الأ وهى المعرفة ، فمتعة القلب تجدها فى المعرفة وكما قال النبى(صلى الله عليه وسلم) (( المعرفة فعل القلب)) ، كما أكد الدكتور بأننا أصبحنا نفقد الشغف للمعرفة وهذا يرجع لأننا نستقبل المعلومات ونقوم بمذاكرتها بإجبار لمجرد الدخول للإمتحان ونقوم بوضع معلوماتنا فى ورقة ليس لها قيمة وأصبح كل ما يشغل تفكيرنا هو الحصول على أعلى الدرجات فى الإمتحان ، ويرجع أيضاً فقدنا للشغف للمعرفة بسب الضغوط التى تملأ حياتنا وأيضاً بسبب مقارنة الأهالى أبنائهم بأبناء غيرهم هذا بالتأكيد يسبب كثيراً من الضغط على الأبناء ، لذلك صرح” سامح ” بأنه لابد أن نقوم بإزالة الضغوط قبل الدخول فى العام الدراسي الجديد فعلينا أن نهدأ وأيضاً على الأبوين أن يقللون من الضغط على أبنائهم بسبب الدرجات ويقوموا بمساعدتهم لتحديد هدفهم من الدراسة والمذاكرة .
كما أفاد بأننا لكى نقوم بتحديد الهدف الأساسي للتعلم علينا أن نعرف ما هى الأشياء المحببة إلينا ونقوم على تنميتها فنجد كثيرا من يحب الرسم ونجد من يحب لعب الكورة، فأى كانت الموهبة المحببة لدى كل شخص عليه أن يقوم بالتدريب وتعليم ذاته جيداً لكي يصل بموهبته وشغفه لأكبر المناصب والمكاسب والأهم من هذا لكي يصل أيضاً للسعادة لأنه يقوم بعمل الشئ الشغوف به بكل طاقة وبهجة ، وأيضاً عليه أن لا يعترض هذا مع دراسته .
كما أوضح “حبيب” بأن الذى يمنع شغفنا بالتعلم هو لأننا وصلنا لحرب مع المذاكرة والدراسة وأصبح معيار المنافسة لدي معظم البشر هو كيفية الحصول على أعلى الدرجات وليس معيار المنافسة كيفية الحصول على المعلومات والإفادة بها فى حياتنا ، لذلك نشعر بأن المناهج مملة مع أننا فى أيدينا أن نقوم بتيسيرها وتبسيطها وهذا يتدخل فيه إبداع وذكاء الشخص وإستمتاعه بالتعلم ، حيث صرح أن الذكاء هو إنك تعمل على الوصول لأقصى نتيجة فى أسرع وقت ممكن بمهارة وبدون تعب ، فأنكِ عندما تقوم بتهيئة نفسك لاستقبال ومعرفة معلومات جديدة ولا يكون فى حسبانك الدرجات بالتأكيد سوف تستمتع بما تدرسه لأنك بذلك تُيقظ الطفل الذى بداخلك والذى يكون لديه شغف شديد للمعرفة ، وعلينا أيضاً كآباء وأمهات ومعلمين أن نقوم بمراقبة أبنائنا لاكتشاف أى نوع من أنواع الذكاء يتميزون به ، فهناك( ذكاء سمعى ، وذكاء بصري، وذكاء عاطفي ، وذكاء إجتماعى ) وغيره فإن كل نوع من أنواع الذكاء يُفيد الطفل فى حياته بشكل عام فعلينا أن نهتم بملاحظة أبنائنا ونكتشف نوع الذكاء الذين يتميزون به ونقوم بقراءة الكتب لمعرفة كيفية توظيف نوع الذكاء الذى يتميز به الطفل ونقوم بتنميته بشكل جيد، وأيضاً لكي نُنمى عند الطفل الشغف للدراسة والمذاكرة علينا كآباء وأمهات ومعلمين أن نربط الدراسة و المذاكرة بالأشياء المحببة لدى الطفل على سبيل المثال ( القصص ، أو الرسم ) وكذلك نستطيع أن نربط الدراسة بنوع الذكاء الذى يتميز به الطفل .
حيث أفاد ” سامح ” بأن العلم هو معرفة للنفس ولابد أن يكون العلم طريق للتقرب من الله وحده وفى قول الله تعالى(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (فاطر:) حيث أكد بأنه كلما زاد علمك كلما زادت خشيتك من الله تعالى ، والخشية تُشعرك بالخوف بأمان والخوف بطاعة ، فعندما تصل للخشية فبذلك تصل لمعرفة الله عز وجل . كما صرح “حبيب” أن الشخص عندما يكون لديه هدف من التعلم ويستطيع ربط معلومة فى مجالاً ما بمعلومة فى مجال أخر فأنك تستطيع بذلك الإستفادة من العلم فى الحياة .
حيث أضاف أن على الآباء والأمهات أن يعلموا ويفهموا أبنائهم أن القيمة العليا من التعلم والدراسة هى المعرفة والإستفادة من المعلومات فى الحياة وليست القيمة العليا للعلم الدرجات ، فيجب على كل طالب علم أن يحدد هدفه ما قبل الدراسة إنك تمرح وتستمتع بالتعلم ، وأثناء الدراسة عليك أن تقوم بتهيئة نفسك لاستقبال العام الدراسي الجديد من خلال استقبالك للمعلومات بشكل جيد وتحفيزك لنفسك ، والتحفيز يكون عن طريق إنك تقوم بإلغاء كل الرسائل السلبية التى تدور بداخلك وخارجك ، فعندما تُشعر بإحباط وعند سماع أقاويل الأشخاص السلبية عليك أن تقوم بإيقاف هذة الرسائل السلبية على الفور وأن تتبع أمراً إيجابياً ،ولا يوجد أجمل من إنكِ تقوم بالحديث مع نفسك حديثاً إيجابياً ولكن حذارى أن تخدع نفسك بأشياء ليست فيك بشكل مطلق فأنت أدرى حد بنفسك يجب أن تحبها وتنتقدها وتُنميها للأفضل لكى تفوز بنفسك . حيث تسأل ” سامح” لماذا نجد بعض البشر لا يستطيعون إسترجاع المعلومات التى تعلمُوها ؟ فأجاب الدكتور أنه يوجد نوعين للعقل ( العقل التحليلى ، والعقل العاطفى ) فالعقل العاطفى مهمته للإنسان هو المحافظة على حياته وصحته ومشاعره والهروب من المخاوف. حيث أشار أن بعض الطلاب عند دخولهم الإمتحان ينحصر تركيزهم فى الحصول على أعلى الدرجات فبذلك يقوم بإيقاظ العقل العاطفى ويركز على المخاوف فيتوتر ويتوقف بذلك العقل التحليلى المسؤل عن تخزين المعلومات وإسترجعها ، فعليك أيضاً أيها الطالب عند قرب الإنتهاء من الفصل الدراسي وحلول الإمتحان عليك أن تقوم بعمل ما يسمي ( بالخرائط الذهنية ) فهى مفيدة للغاية لأنها تُساعد فى حفظ وفهم وإسترجاع المعلومات بشكل مُيسر ومُبسط ، وفى النهاية أشار ” سامح حبيب” إنكِ إذا شُعرت بالخوف والتوتر عند دخول الإمتحان عليك أن تهدأ وتتنفس بشكل منتظم وتقوم بإجابة السؤال المُيسر بالنسبة لك فهذا يُساعد العقل على إسترسال المعلومات. . فالعلم يجب أن يكون متعة للنفس وإنارة للعقول وليس درجات عليا وازدحام العقول لكي نُشعر بقيمة العلم بل بقيمة الحياة من أجل العلم والعمل به .