porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » تسمم التلاميذ ظاهرة لا تنتهي

تسمم التلاميذ ظاهرة لا تنتهي

#الدولة_الآن

الباعة الجائلون فيروسات قاتلة أمام المدارس

كتبت : فاطمة إكرامي

ظاهرة تسمم التلاميذ تتكرر بين الحين والآخر ، ويبدو أنه لا أحد يستطيع القضاء عليها ، ولعل السبب وراء ذلك هو إهمال ملحوظ يتحمل مسئوليته جهات الرقابة الصحية تجاه الباعة الجائلين ، الذين يمثلون فيروسات سامة وقاتلة تقتل أبنائنا ببطء ، وفى ظل غفلة وغياب المحافظين ومديرى المدارس ومسئولي الصحة بمختلف محافظات مصر ، فالجميع يشتركون معا فى تحمل مسئولية تسمم تلاميذنا من قبل الباعة الجائلين المتواجدين بشكل كبير أمام المدارس من الصباح الباكر وحتى انتهاء فترة الدراسة.

فأكثر من واقعة تسمم شهدتها المدارس فى مختلف محافظات مصر على مدار العام الدراسى الحالي والأعوام السابقة ، بسبب بعض الوجبات الفاسدة التى يقوم الطلاب بشرائها  من أمام المدارس ، والتى كادت أن تؤدى بحياتهم ، وحيث أنه فى صباح يوم الأحد ، الموافق 9/12/2018 ، قد شهدت مدرسة الشهيد “رضا الحويحى” الإبتدائية، بقرية محلة منوف ، التابعة لإدارة شرق طنطا ، محافظة الغربية ، إصابة سبعة طلاب بوعكة صحية ومغص وإعياء شديد ، نتيجة تناولهم وجبة”أندومي” فاسدة ومنتهية الصلاحية من أحد المحلات خارج سور المدرسة.

كما تم نقل الطلاب المصابين بحالات التسمم إلى مستشفى “المنشاوى العام”،  إثر الدفع بثلاث سيارات إسعاف لنقل الطلاب للمستشفى لتلقى العلاج ، وحرر محضر بالواقعة ، وشنت وزارة الصحة عدة حملات تفتيشية لمراقبة المحلات المجاورة للمدرسة ورصد الأغذية الفاسدة.

والجدير بالذكر أن الأمر لم يتوقف على ذلك بل تكررت نفس الواقعة لليوم الثانى على التوالي ، الأثنين ، الموافق 10/12/2018 ، حيث شهدت مدرسة “السيدة صفية الثانوية الصناعية” بنات  بصالحجر ، التابعة لمركز بسيون ، بمحافظة الغربية ، إصابة عدد من الطالبات بتسمم ، نتيجة تناولهم وجبات فاسدة من محل أطعمة بجوار المدرسة ، وأصيب نحو “13” طالبة بحالة إعياء وتعب وغياب بعضهم عن الوعى ، إثر تناولهم وجبة “حواوشى” .

كما تم نقل الطالبات إلى مستشفى “بسيون المركزي” ، وحرر محضر بقسم الشرطة ، بالإضافة إلى قيام المحاسب “السيد أبو طالب ” ، رئيس الوحدة المحلية بصالحجر ، بعمل محضر معاينة للمدرسة وإرسال مذكرة عاجلة للمحاسب “عبد الشافى عبد الشافى” ، رئيس مدينة بسيون، لإغلاق محل بيع “الحواوشى”.

 وتتكرر  ظاهرة تسمم الطلاب الواحدة تلو الأخرى ، والمسؤلون فى غفلة عن الأمر ، فأين الرقابة على الباعة الجائلين أمام المدارس؟ ، وأين التشديد على ضبط المنتجات منتهية الصلاحية؟ ، وحيث أن المأكولات والمشروبات التى توجد أمام المدارس لا تخضع لأي إشراف من قبل وزارة الصحة أو أي جهة رقابية ، فحتما ولابد أن يصاب التلاميذ والطلاب صغار السن بحالات تسمم.

وأكد مصدر بالرقابة التموينية على أن السبب الرئيسى وراء وجود سلع غير صالحة للاستهلاك الآدمي ومجهولة المصدر وبدون بيانات أمام المدارس ، هى الظروف التى مرت بها الدولة خلال السنوات الأخيرة ، وحالة من الإنفلات الأخلاقي وضياع هيبة تلك المؤسسات.

فما هو ذنب التلاميذ الذين يستيقظون في الصباح الباكر ، يسرعون بحقائبهم المدرسية للإلحاق بطابور الصباح للوصول بالموعد المحدد وبطونهم فارغة ، ويبحثون عن أقرب مكان للحصول على طعام سريع قبل دخول المدرسة ، ولا يجدون أمامهم سوى عربات الباعة الجائلين بجميع أنواع الأطعمة ، وحيث أنها رخيصة الثمن وفى متناول الجميع ، وهذا ما يجعل الطلاب يلجئون للشراء منهم ، ويشترون تلك الأطعمة وهم فى غاية السعادة ولا يحملون هم البحث عن تاريخ إنتاجها وصلاحيتها أو مصدر تلك الأطعمة.

ولكن لم نصمد بعد أمام تلك الظاهرة ونشاهد أبنائنا يصابون بالتسمم وقد يفقدون حياتهم نتيجة تناولهم وجبات فاسدة ، فعلى المحافظين ومديرى المدارس وجميع الجهات الرقابية أن تتحمل مسئولية الرقابة على المواد الغذائية المتداولة أمام المدارس ، ويجب أن يمنع الباعة الجائلين من بيع هذة الأطعمة بدون أن يكون مرخص لهم بممارسة هذا النشاط ، بالإضافة إلى ضرورة التواجد الدائم لرجال الشرطة وتكثيف الحملات الرقابية أمام المدارس.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صراع من أجل الضوء .. كيف تشعل أزمة الطاقة نار الأزمات الاقتصادية؟!

#الدولة_الآنتحقيق: سلمى يوسف يشهد العالم تدهورًا مستمرًا في أزمة الطاقة منذ عدة سنوات، وتتصاعد المخاوف ...

youporn