بقلم / أسماء السيد
في بعض الأحيان عندما تكون الحياة مزهرة بين الزوجين يأتي الموت الذي قد يحبط الطرف الاخر لأنه فقد أعز ماله في الحياة و قد يسوء الإحباط خاصاً إذا كان هناك أبناء و الذي قد يؤثر بالسلب على حياة الطفل الذي يكبر و ينشأ عن فقدان الأم و الذي عادة ما يكون الاب مهملا له سواء ماديا او نفسيا .
ولا شك أن وفاة الزوجة يُحدث ألم شديد بداخل الأب والأبناء ، فالبنسبة للأب ليس فقط وفاة زوجة بل وفاة نصفه الثاني ، رفيقة دربه والتي تشاركه مشوار حياته ، التي يتجه اليها اذا اشتدت به الأزمات وتحاول تخفيف ما أصابه من حزن .
اما الاولاد فقدان الام يشعرهم بفقدان العطف والحنان ، يشعرون انهم فقدوا ملجأهم الوحيد حينما تشتد بهم متاعب الحياة ، يفقدون دعوات الأمهات لهم اناء الليل واطراف النهار ، فقدوا شعورهم بالأمان الذي كان يلاحقهم دائما ، فقدان الام ماهو إلا فقدان كل شئ يمت للحب والحنان بصلة .
نجد كثيراً فى وقتنا الحالي الكثير من الأباء يفقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” ، حيث يحمل هذا الحديث الكثير من المعاني التي يغفل عنها الآباء ، فـ معظم الأباء يعتقدون أن مهمتهم تجاه ابنائهم ماهو الا جلب متطلباتهم المادية دون النظر إلى جانبهم النفسي وما يحتاجونه ، كما يعتقدون ان الام هي التي تقوم بدورها ف تربية الابناء وتنشئتهم تنشئة سليمة ومصاحبة ابنائها ، ولكن حين يفقدون الأم هل سيبقى دور الأب فقط جلب متطلباتهم المادية ؟
“ف النقود وإن كانت ذات قيمة لكنها ليست كقيمة المشاعر ” .
فالأبناء وخاصة وهم فى فترة المراهقة يحتاجون من يرشدهم فى تصرفاتهم وتفكيرهم ، يحتاجون لمن ينصحهم ، ويراقب أفعالهم ، ولكن الأبناء عند وفاة الأم وعند عدم تدخل دور الأب فى هذه المرحلة وعدم العناية بأولاده يلجأون خاصاً الفتيات إلى العثور على من يجدون معه بالحنان والعطف من الشباب ذو الكلام المعسول الذي تعجب به الفتيات و قد يؤدي بهم إلى الضياع الاخلاقي .
كما نجد أيضاً بعض الأباء يتجهون للتفكير فى الزواج ثانية لشعورهم انهم لا يستطيعون تربية الأبناء وحدهم ، او عدم قدرتهم على الإعتناء والاهتمام بهم لان النساء اقدر على تربية الابناء وتدبير أمورهم ، وهو أمر شرعي بدون شك ، ولكن حين يفكر فى هذه الخطوة يجب أن يختار المرأة الخلوقة التي تهتم بأبناء زوجها ك ابنائها وعدم التفرقة بينهم ، وأيضاً المقربة لقلوب الأبناء والتي تستطيع تربيتهم تربية سوية سليمة ، وقبل ذلك يجب على الأب ان يهئ نفوس الأبناء لتقبل ذلك الوضع .
ف الأب هو من النعم العظيمة التي يمن الله على الإنسان بها ، فالأب مصدر القوة للأبناء ، ويجب ان يتمتع بالحكمة والقوة والمثابرة ، وبوفاة الأم يجب أن يقوم بدورها فى التقرب لأبنائه ويقدم لهم النصائح ويرشدهم للطريق السوي ، وايضاً يقوم بدوره الذي يوفر لهم ما يحتاجونه من متطلبات ويقدم لهم ما بوسعه من الرعاية والإهتمام .
فالأبناء وخاصة إن كانوا صغار يحتاجون من يرعاهم ويحن عليهم لا من يتركهم
جريدة الدولة الآن :: لن يفوتك خبر ::
