أكثرت من الإحسان إليه..فذبحها وزوجها وجردهما من ممتلكاتهما

       تقرير:آلاء إبراهيم

« اتق شر من أحسنت اليه » أبرز ما يطلق علي حادث عقار روض الفرج المروع،المستدعي للبكاء مجسدة غدر الدنيا بأبسط معانيها،وفقدان الثقة في الأقرباء قبل الغرباء،علي أتفه الخلافات نشهر السلاح وننهي الحياة،دون وجه حق.

حيث تجرد شاب من كل شئ،معلنا نكران الجميل،كاشفا عن غدره ،متناسيا عطف خالته،ومساعدتها له ولزوجته وأبناءه الأربعة ،رافعا شعار “اما ان احصل علي ماأريد او ينتهي بكم الحال في قبر مهيب”.

قرر مؤمن في غضون لحظات ان ينقل خالته وزوجها “في العقد السابع من عمرهما”لمكان بعيد،خالي من ضجيج ومتاعب البشر،ذبحهما وحصل علي ما يريد، ولكن لم تشأ عدالة السماء ان تحيد،وأسدل الستار بمقتل الأيدي الناعمة الحنونة،وتشريد زوجته وأبنائه،ولا عزاء للمتعاطين.

وكان اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة قد تلقي اخطارا من مباحث قسم روض الفرج بالعثور علي زوجين مذبوحين داخل شقتهما،دائرة المركز،ووجود شبهه جنائية.

علي الفور انتقل ضباط المباحث لمكان البلاغ،لإجراء الفحص،وتبين وجود المدعوة”هدي.م”62 “عاما المدير العام بجهاز التنظيم والإدارة-على المعاش، وزوجها المهندس “سميح عبدالحفيظ “68” عاما،علي الأرض جثث هامدة،أجسادهم مليئة بالطعنات المتفرقة،ونحر بالرقبة،مستغلا هرم اجسادهم وانعدام المقاومة.

كما تبين بعثرة محتويات الشقة بأكملها،واختفاء الاجهزة الكهربائية،والهواتف النقالة،والأموال،والمشغولات الذهبية من الصندوق،مما استدعي المباحث بالاشتباه في القتل بغرض السرقة.

الي ان كثفت السلطات الأمنية بالتنسيق مع الجهات المعنية،وقامت بتفريغ كاميرات المراقبة المواجهه لباب العقار ورصدت صعود شاب تربطه صلة قرابة بالمجني عليها للعقار مرتديا كاب وجاكيت أسود ،وغيابه لفترة، لترصده الكاميرات مرة أخري وهو يغادر العقار محملا بالحقائب.

من هنا تم إعداد الأكمنه اللازمة للإيقاع به،وبالفعل تم ضبطه و بالضغط عليه اعترف باركان جريمته كاملة.

حيث أدلي المتهم أنه توجه للعقار في تمام الحادية عشر صباحا لاقتراض بعض الأموال من خالته التي رفضت رفضا تاما بإعطائه شيئا لحصوله علي مبالغ طائلة منها وآخرها قبل الحادث بيومين،ولم تتمالك أعصاب الشيطان الخبيث،تعرض كبرياءه للاهانه،كيف ترفض طلباته؟….

تجرأت المسكينة وتلفظت ببعض الكلمات ولم يخطر ببالها يوما انها ستقتل علي يد من اعتبرته فلذة كبدها ،واعطته كل ما تملك في بذخ.

وانفعلت قائله: «أنت لسة من يومين واخذ فلوس، وليس معى ما أنفقه على نفسى»لينفعل إبليس كي يرضي غروره ،ويحاول الاعتداء على خالته المسنة لأخذ مايريد،ليتدخل ما يريد المهندس في الحال ويطرده «اطلع بره من هنا، ولا أرى وجهك مرّة أخرى».

واضاف المتهم انه تمسك بباب الشقة ولم يخرج،وطالب زوج خالته بالهدوء قائلا:«اهدى لأنى لا أتحرك سوى بحصولى على أموال»، فصرخت المجني عليها فى وجهه: «يا ابنى حرام عليك، أنا ببعت فلوس حتى لمراتك وأساعدها وأولادك الاربعة».

ولم يستمع “سميح” للترهات السخيفة محاولا إغلاق الباب، ففاجئه المتهم بطعنة في الرقبة بواسطة سكين كانت بحوزته، ليسقط أرضًا جثة هامدة.

وأوضح القاتل فى اعترافاته: «خالتى صرخت فهرولت وراءها داخل الشقة وطعنتها بجسدها وبعد ذلك ذبحتها من رقبتها».
وتجول بمنتهي الهدوء ساريا علي اشلاء من احسنوا له وعطفوا عليه ،وعاملوه كما لو كان من صلبهم لحرمانهم من الانجاب،تجول داخلها ياخذ منها كل ما لمسته يداه من مشغولات ذهبية ومعاش الزوجين المسكينين.

وتوصلت التحريات لوجود خلافات قديمة حول الميراث ،وانها كانت تعطيه 500 جنيه أسبوعيا،بجانب بعض المساعدات الاخري،ولم تبخل عليه يوما.

وأفاد اخر شهود العيان أنه حذر المجنى عليها كثيرًا،من ابن اختها وطالبها بعد الاستجابة لطلباته قائلا : «الواد دا بيستغلك، ومتفتحيش له الباب تاني لو كان لوحده»،وأضاف باكيًا: «المجنى عليهما لم ينجبا، وكان يعتبران كل شباب العائلة أولادًا لهما».

وأفاد آخر انه مدمنا وكانت تعطيه مبالغ تساعده في العلاج دون جدوي.
قام رجال مباحث القاهرة باحضار المتهم لتمثيل الجريمة بالتزامن مع توقيت الحادث في شقة الزوجين.

تحرر المحضر اللازم،وجار العرض علي النيابة العامة لمباشرة التحقيقات،وبدورها أمرت بحبسه احتياطيا أربعة ايام علي ذمة القضية مع مراعاة التجديد في المدة لحين استيفاء الاجراءات.

وتظل مكائد الشيطان محركا رئيسا لإرادة الإنسان حتي آخر الزمان.