عالمة الذرة المصرية
في تحقيقات وحوارات
553 زيارة
كتبت تسنيم عبدالله
مصر ولادة العظماء والمفكرين والعلماء والقاده ويشهد لها التاريخ بعظمة أبنائها الذين قدموا لها انجازات في جميع المجالات تخلد في صفحات الكتب .
فالعلماء هم أشخاص يتميزون عن البشر بالحكمه والذكاء وحب العلم، فقدمت مصر نخبه كبيرة من العلماء الذين ساهموا بالعديد من الإنجازات المتعدده التي فادت البشريه .
نتحدث عن عالمة الذرة الاولي في مصر “سميره موسي” ولدت في “الثالث”من مارس “1917” في قريه سنبوالكبري، في مركز زفتي بمحافظه الغربيه، تعلمت “سميره” منذ الصغر القراءة والكتابة، وحفظت أجزاء من القرآن الكريم وكانت مولعه بقراءة الصحف وكانت تملك ذاكرة حاده تجعلها تحفظ أي شيء بمجرد قراءته، انتقلت مع والدها إلى القاهرة من أجل الدراسه،واشتري والدها ببعض أمواله فندقاً بحي الحسين حتي يستثمر أمواله ، ألتحقت “سميرة” بالمدرسة الإبتدائية قصر الشوق ثم بمدرسة بنات الأشراف الخاصه التي قامت علي تأسيسها وإدارتها “نبوية موسي”
حياتها الدراسية
كانت “سميره موسي” متفوقه في دراستها حيث حصلت علي الجوائز “الأولي” في جميع مراحل تعليمها ، فقد كانت “الأولي” علي شهادة التوجيه عام “1935”، وذلك لم يكن مألوفاً في هذا الوقت فوز الفتيات بهذا المركز لأنه لم يكن يسمح لهن بالدخول إلي إمتحانات التوجيهات إلا من منازلهم ، حتي تغير هذا القرار عام “1925” بإنشاء أول مدرسة ثانويه للبنات في مصر وهي مدرسة “الأميرة فايزه” ، كان لتفوق “سميره موسي” أثر على مدرستها لأن الحكومة كانت تعطي معونة ماليه للمدرسه التي يخرج منها الأول ، كما يذكر عن نبوغها انها قامت بإعاده صيغة كتاب الجبر الحكومي في السنه” الأولي” الثانويه وطبعته علي نفقة والدها وقامت يتوزيعه بالمجان علي صديقاتها عام “1933” .
بينت “سميرة موسى” اختايرها لكلية العلوم بجامعه القاهره بالرغم من أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة، وحينها لفتت نظر انتباه استاذها دكتور “مصطفي مشرفه” الذي تأثرت به تأثراً مباشراً ليس فقط من الناحية العملية بل أيضاً بالجوانب الإجتماعية في شخصيته .
حصلت “سميرة موسى”على بكالوريوس العلوم وكانت “الاولى” على دفعتها وعينت تعميده بكليه العلوم، وذلك بفضل وجهود دكتور “مصطفى شرفه” الذي دافع عن تعيينها بشده وتجاهل احتجاجات الاساتذه الاجانب.
و من جانبه حصلت “سميرة” على شهاده الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات ، وسافرت في بعثه الى بريطانيا و درست فيها الاشعاع النووي، و حصلت على الدكتوراه في الاشعه السينيه وتاثيرها على المواد المختلفه.
انجزت الرساله في سنتين وقضت السنه الثالثه في في ابحاث متصله وصلت من خلالها الى معادله هامه لم تلقى قبولاً في العالم العربي آنذاك تمكن من تفتيت المعادن الرخيصه مثل النحاس ومن ثم صناعه قنبله ذريه من مواد قد تكون في متناول الجميع ولكن لم تدون الكتب العلميه العربيه الابحاث التي وصلت اليها دكتور “سميره موسى”.
كانت تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكيه السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فان اي دوله تتبنى فكره السلاح لابد وان تتحدث من موقف قوه فقد عاصرت ويلات الحروب وتجارب القنبله الذريه التي دكت على هيروشيما وناجازاكي في عام “1945”،حيث لقت اهتماما كبير من اسرائيل بإمتلاك اسلحه الدمار الشامل وسعيها للإنفراد بالتسليح النووي في المنطقة .
و قامت بتأسيس هيئه الطاقه الذريه بعد “ثلاثه” اشهر فقط من اعلان الدوله الاسرائيليه عام “1948” ، في حرصت على ايفاد البعثات للتخصص في علوم الذره فكانت دعوتها المتكررة الى اهميه التسلح النووي، و قامت بتنظيم مؤتمر الذره من اجل السلام الذي استضافته كليه العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم.
كانت “سميرة موسى” تأمل أن تسخر الذرة لمساعده الانسان وتقدم مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول “امنيتي ان يكون علاج السرطان بيتزرع مثل الاسبرين ” ، وكان عضوا في كثير من اللجان العلميه المتخصصه على راسها لجنه الطاقه والوقايه من القنبله الذريه التي شكلتها وزاره الصحه المصريه.
استجابه الدكتوره “سميرة” الى دعوه للسفر الى امريكا في عام “1952” و لها فرصه اجراء بحوث في معامل جامعه سان لويس بولايه ميسوري الامريكيه، تلقت عروض لكي تبقى في امريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نوويه في كاليفورنيا في “15” اغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الواعر المرتفع ظهرت سياره نقل فجأة لتصطدم بسيارتها بقوه وتلقي بها في وادي عميق مما ادى الى وفاتها.
ختاماً مصر بطبيعتها ولاده العظماء ودليل ذلك الشخصيه التي تحدثنا عنها التي شاركت في العديد من الانجازات والنجاحات العالميه للكثير من المجالات العلمية.
2021-01-14