تقرير: حماده خميس
يشهد المجتمع المصري في الفترة الأخيرة العديد من جرائم القتل بطرقه المختلفة وخاصة في صعيد مصر وهو ما يسمي بالثأر، ويكون ذلك إنتقاما لعرضه وحفاظاً على كرامته أمام الآخرين، وهو ما يخالف الدين الإسلامي الحنيف ألا وهو إهدار دم امرئ مسلم أو غير مسلم بدون وجه حق.
حيث تعد ظاهرة الثأر قديمة قدم الوجود، وهي من أخطر الجرائم التي تواجهها الدولة، وذلك لم ينتج عنها من إهدار دم الكثير، وهي من الظواهر الموروثة التي تهدد سلامة وسكينة المجتمع، لذلك فقد أصبح من الضروري دراسة تلك الظاهرة دراسة علمية سديدة للحد والتخلص منها بشكل سريع.
كما تعود تلك الظاهرة إلي أيام الجاهلية والتي ظلت منتشرة حتي جاء إسلامنا الحنيف بتعاليمة السمحة وقضي عليها، إلا أنها عادت تنتشر مرة أخري بعد ظهور الإسلام، وتعتبر اليمن من النمازج الفريدة المتشبعة بظاهرة الثأر، وقد تحصد أرواح “آلاف” الأشخاص اليمنيين بشكل سنوي، بالإضافة إلى صعيد مصر التي تلجأ دائماً إلي هذه الظاهرة وينتج عنها إزهاق العديد من الأروح والقضاء على الكثير من الأسر.
موقف الإسلام من الثأر:
نهي الدين الإسلامي على إهدار دم المسلمين و وضع لتلك الجرائم عقوبات لها كالحدود والقصاص نظراً لأهميتها، فليس هناك فرق بين الأشخاص والجميع متساو في القصاص، قال تعالي (كتب عليكم القصاص في القتلي الحر بالحر والعبد بالعبد…)، وهو ما يشير إلي خطورة هذه الظاهرة، كما أن أول ما يقضي فيه الله سبحانه وتعالى هو الدم، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء).
أسباب الثأر:
للثأر العديد من الأسباب التي تؤدي إلي الإقبال عليه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر كالآتي:
*النزاعات والخلافات بين الآخرين
*ضعف الدين الإسلامي في نفوس المسلمين
*عادة قديمة موروثة من الأجداد
* انتشار ظاهرة القبائل، أي يفر القاتل إلي قبيلته فيحتمي بها ومن هنا تزداد النفوس شرارة
*مبدأ التكايل بالدم
كيفية التخلص من هذه الظاهرة؟
أولا لابد من تعزيز الوازع الديني لدي الأفراد وقيام الدولة بواجباتها تجاة المجتمع، كما أنه لابد من تعزيز دور الجانب الأمني وخاصة في محافظات الصعيد المصري، بالإضافة إلى منع حمل السلاح وحيازته إلا للضرورة ولأشخاص معينين، وأخيراً لرجال الدين والإعلام دور بارز في توعية الناس وعقوبة الإقدام على مثل هذه الظواهر.