أخر الأخبار
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » التسول حاجة أم جريمة؟!

التسول حاجة أم جريمة؟!

#الدولة_الآن

تحقيق منار عماد

أخبرني عزيزى القارئ هل أزعجك السؤال لأنك تعلم في صميمك أنه لا أحد يلجأ للتسول إلا المحتاج ام أنك أخذت نفسًا عميقًا وبدأت تفكر في إجابة للسؤال، دعني أخبرك أنه ليس جميع المتسولون بحاجة إلى هذه المهنة، فهناك متسولون لديهم أراضي فضاء وسيارات ويتزوجون أكثر من إمرأة، وهناك مجموعه منهم تتخذ التسول ستارًا لأعمال إجرامية.

يُعرف التسول بأنه طلب المال أو الطعام من عامة الناس بطريقة تستعطفهم لإستجداء كرمهم إما بعاهاتٍ أو بالأطفال، حيث أن الأطفال يمثلون الواقع المؤلم لإخفاء معنى التسول والوصول إلى مبتغاهم (المال) بطريقة يعتبرونها سهلة، وبسببها يفعلون ما يريدون ويمارسون كل ما هو غير أخلاقي دون رقيب أو رادع.

تتعدد أنماط التسول بين التواجد على جوانب الطريق والأماكن العامة و أمام المساجد، حيث يلجأ البعض لعرض خدماتهم التي ليس لها حاجة غالبًا كمسح زجاج السيارات أثناء التوقف عند الإشارات أو حمل أكياس المناديل والورود إلى الناس، كما تتعدد أسباب امتهان الناس لهذه المهنة فالفقر والبطالة على رأس جميع الأسباب، ولكن البعض يعتمد عليها كمهنة يومية لتدِر لهم دخلًا رائعًا سببه تعاطف الناس مع الإستجداء الكاذب.

منع الإسلام التسول إلا لحاجة محتمة كالفقر الشديد، أما التسول للإستكثار والغنى فقد حرمه الإسلام؛ لما فيه من أضرار على المجتمع واستغلال الناس، فعادة ما يكون المتسول غير معدوم فالبعض يمتهن هذه المهنة ليجمع منها أكثر بكثير مما يحتاج لقوت يومه، وأحيانًا يصل الأمر ببعض المتسولين الكبار إلى توظيف من يعمل لديهم، فيستأجرون الأطفال والرُضع والإكسسوار اللازم للتسول، وأحيانًا لعمل عاهاتٍ صناعية كمتطلبات للعمل.

فقد شهدت الآونة الأخيرة بعض المآسي لأطفال أجبروا علي التسولؤ فقد حضر الطفل “عمر” للحياة ليجد نفسه بين يدى أب يتسول بالشوارع ووسائل المواصلات، بالإضافة إلى تعاطيه المواد المخدرة، وزادت مأساة الطفل حينما انفصل والداه، وأخذ الأب الأطفال من حضانة والدتهم عنوة، ليس حبًا فيهم إنما طمعا في مساعدته على التسول، “ست” سنوات قضاها الطفل “عمر” وهو يتعرض لأبشع صور الإجرام من أساليب التعذيب، وخرج “عمر” للتسول بين المواطنين بعربات المترو وبوجه شاحب وجروح متفرقة، حيث استقبله أحد الضباط داخل إحدى عربات المترو حينما توجه له الطفل ليسأله: «معاك جنيه»؟ شعر الشاب بأن الطفل ليس مجرد طفل يتسول من أجل المال وإنما خلف تعابير وجهه المحزنة حكاية مأساوية، فسأل الطفل عن حاله، فلم يتردد في سرد قصته للضابط الشاب، بعدما وجد بين عينيه حنان لم يره من والده طيلة “ست” سنوات، وكانت المفاجأة حينما قال الطفل أن والده قام بتشويه جسده وحرقه بسبب إجباره على التسول ليتمكن من شراء المخدرات، وزاد الأمر تعقيدًا بعد عودته بالإيراد اليومى ناقص “50” جنيها، فقام والده بحبسه وتسخين السكين وحرقه بأماكن حساسة وأجزاء من جسده، فلم يكن من الشاب إلا أنه اصطحب الطفل لأقرب قسم شرطة لينقذه من ذلك الجحيم.

ولقد رصدنا بعض آراء المختصين حول التسول حيث أعرب اللواء “رفعت عبد الحميد” خبير العلوم الجنائية أن التسول له شبكة كبيرة داخل مصر والتي تنتشر في المناطق النائية بالدولة، وغالبًا ما يكون زعيم الشبكة شخصًا استباح المهنة لنفسه من خلال جمع أطفال ليلبي حاجتهم الوحيدة وهي الإيواء، ويقوم بتشغيلهم بطريقة غير مشروعة في أعمال الشحاذة واستدرار عطف الناس، مؤكدًا أن المتسول هو الشخص الإتكالي الذي يبحث عن الرزق السهل دون عمل.

كما وصف الدكتور “أحمد مجدي حجازي” أستاذ علم الإجتماع السياسي بآداب القاهرة، ظاهرة التسول بأنها كارثة اجتماعية يترتب عليها ارتفاع معدل الجريمة، مشيرًا أن التسول ليس بالظاهرة الجديدة على المجتمع إلا أن طرقه أصبحت جديدة ومبتكرة بإستمرار وقد أصبح بمثابة مهنة مثمرة.

ولعلنا نذكر بعض آراء المواطنين حول هذه الظاهرة حيث يؤكد “م.أ” أن التسول لم يعد مقتصرًا على الفقراء بل أن هناك العديد من الأشخاص الذين لديهم ما يكفيهم وأكثر لعيش حياة هنيئة، ولكنهم يمتهنون التسول لزيادة أموالهم، مضيفًا “ر.ع” أن التسول تحقير وتقليل من كرامة الإنسان، والشخص الذي يلجأ للتسول ما هو إلا لص حقير يجب ان يُزج في السجن.

كما أضافت “س.م” أن هناك بعض الأهالي الذين يجبرون أطفالهم على التسول من أجل المال، فيمنعونهم من التعليم وعيش طفولتهم ويرسلونهم إلى الشارع لأجل المال، مشيرةً “أ.إ” أن أغلب المتسولون يمارسون السرقة ويتعاطون المخدرات و يفعلون كل ما هو سيء لعدم وجود رقيب عليهم ولا رادع لهم.

والآن أيها القارئ دعني أطرح عليك السؤال بطريقة أفضل، هل التسول فن أم جريمة؟!

هل هو فن لأن المتسولون يستطيعون خداعنا ببساطة وبكل سهولة لإستجداء عطفنا وكرمنا، أم هو جريمة لأنهم ينصبون علينا؟!

هل هو فن لأنهم يأخذون أموالنا بإرادتنا حيث أننا مغفلين والقانون لا يحمي المغفلين، أم هو جريمة يجب أن يُعاقبوا عليها مهما كان طريقتهم فى ارتكابها؟!

أيًا كانت إجابة السؤال فيجب أن يكون هناك حملات واسعة النطاق لجمع هؤلاء المتسولين وإعادة تأهيلهم وإنقاذهم من الطريق المظلم الذي يسيرون فيه، كما يجب على الدولة إيقاع أشد العقوبات على زعماء شبكة التسول كطريقة للحد من وجود هذه المهنة في مصرنا الحبيبة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صراع من أجل الضوء .. كيف تشعل أزمة الطاقة نار الأزمات الاقتصادية؟!

#الدولة_الآنتحقيق: سلمى يوسف يشهد العالم تدهورًا مستمرًا في أزمة الطاقة منذ عدة سنوات، وتتصاعد المخاوف ...

youporn