porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » كارثة بوبال الهندية ……. أسوأ الكوارث الصناعية في التاريخ

كارثة بوبال الهندية ……. أسوأ الكوارث الصناعية في التاريخ

#الدولة_الآن

تقرير : أحمد شعبان

تعدّ مدينة بوبال من أقدم المدن الموجودة في جمهورية الهند ، والتي تقع في وسط البلاد وهي مدينة العاصمة لولاية تسمى ماديا براديش ، تبلغ مساحتها حوالي ” 71 ” كيلو متر مربع ، وعدد سكانها يجاوز ” المليون ” نسمةً يتحدثون اللغة الهندية كلغة رسمية للبلاد ، كما اشتهرت هذه المدينة بحدوث أكبر الكوارث الصناعية التي مرّت في تاريخ البشرية، إذ حدثت على أراضيها في ليلة ” الثالث “من ديسمبر في عام ” 1984 ” كارثة صناعية مشؤومة أودت بحياة ” الآلاف ” من الناس.

توجد مدينة بوبال وسط بلاد الهند ، لذلك يطلق عليها لقب بلاد الوسط ، إذ تقع إلى الجهة الشمالية الغربية من المتنزه الوطني الذي يدعى ساتبورا ، يحيطها عدد من المدن الهندية المهمة ، حيث يحدها من الغرب مدينة إندور وجابالبور ، وتحدها من جهة جنوب الشرق مدينة شيندوارا ، ومدينة ساغار من الجهة الشمالية الشرقية.

وقعت كارثة بوبال في تلك الليلة التي باتت مشئومة بعدما كانت تعد ليلة إحتفال سنوي ، حيث وقع إنفجار في مصنع المبيدات الحشرية التابع لشركة يونيون كاربايد في ذلك الوقت ، مما أدى إلى إنطلاق غاز ميثيل إيزوسيانات الذي يندرج ضمن الغازات السامة الخطرة على الصحة البشرية والحيوانية والبيئة ، حيث تسللت الغازات الفتاكة المتسربة عن مصنع المبيدات الحشرية إلى نوافذ بيوت المدينة وأبوابها ، و أودت بحياة الكثير من الناس .

كانت التأثيرات الحادة المباشرة لتعرض للغاز تقيلة ، فأنتشرث في الخارج بالمنطقة المحيطة بالمصنع ، وكانت الآثار الأولية للتعرض هو السعال ، وتهيج العين الشديد والشعور بالإختناق ، وحرقان في الجهاز التنفسي ، تشنج الجفن ، وضيق في التنفس وآلام في المعدة والقيء ، وكان التأثير على الأطفال أكثر بسبب قصرهم واستنشاق تركيزات أقل، وقد توفى ” آلاف ” الأشخاص في اليوم التالي.

بلغت حصيلة الوفيات الفورية الرسمية ” 2259 ” شخصاً ، وأكدت حكومة ولاية ماديا براديش لاحقاً حصول ” 3787 ” وفاة نتيجة انطلاق الغاز ، وتشير تقديرات أخرى إلى موت ” ثمانية ” إلى ” 10 آلاف “خلال الأيام ” الثلاثة ” الأولى ، وحوالي ” 25 ألف ” ماتوا في السنوات اللاحقة من أمراض متعلقة بالتعرض للغاز السام ، كما يُقدّر عدد المتضررين الإجمالي بين ” 150 ” و ” 600 ألف “، ” 50 ألف “شخص تعرضوا للإعاقة نتيجة لتلك الكارثة ، ومات معظمهم في السنوات ” الخمس ” اللاحقة ، وهذا يجعل كارثة بوبال أكبر الكوارث الصناعية في العالم من حيث عدد الضحايا .

بعد الكارثة شهدت مدينة بوبال جنازات جماعية ضخمة وحرق جثث بأعداد كبيرة جدا في مناظر مؤلمة لم يتقبلها العالم لبشاعتها ، بحيث أصطفت الجثث بأعداد كبيرة على الأرض لدفنها ، وقد تسابقت العديد من الصحف والأذاعات في تغطية بشاعة الكارثة ، كما أنتشرت في المنطقة المحيطة جثث الحيوانات النافقة بشكل كبير فقد تم دفن أكثر من ” ألفان “من الجاموس والأبقار والماعز ، ونتيجة التلوث الذي حدث عانت المنطقة من قلة الموارد الغذائية بسبب خوف الموردين في الإتيان بالموؤن الغذائية، أيضاً منع صيد الأسماك في المنطقة فزاد من مشكلة نقص الامدادات.

أظهرت الكارثة للعالم حجم الكوارث والمخاطر التي يمكن أن تسببها الشركات الصناعية الكبرى ، جعلت هذه الكارثة العديد من الدول تعيد حساباتها في برامج السلامة والآمان والوقاية المهنية ، كما نبهت هذه الكارثة العالم للمخاطر الصناعات الكيماوية ومدى حقوق الإنسان وحقه في بيئة سليمة بعيدة عن السموم التي تنتجها ، كما نبهت هذه الكارثة للعديد من النقاط في مجال حماية البيئة ليس فقط في الهند ولكن في كل دول العالم ، من ضمن الأشياء التي نبهت لها هذه الكارثة هو جشع ومدى تصلط الشركات الصناعية الضخمة للدول الكبرى في مصير الدول النامية الفقيرة وأظهرت حجم أستهتارهم بحياة الشعوب الفقيرة ، ونبهت العالم لكي يقفوا بقوة ضد هذا الجشع ، وحتمت عليهم وضع معاهدات وإتفاقيات دولية صارمة تحد من تلاعب الشركات الصناعية الكبرى بمصير الدول الفقيرة .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لعنة الفرعون أسطورة خرافية وهوس البحث عن المساخيط

#الدولة_الآن  تقرير: منة الله شاهين يعتبر التنقيب عن الآثار سلاح ذو حدين حيث يعمل كوظيفة ...

youporn