هناك من يقتنص الفرصة لإظهار مواهبه وهناك من يراها ذات أهمية حيث لا سبيل للنجاح إلا بالقتال من أجله ، يبدوا أن أحدهم يصارع مصيره ، فإما يكون أو لا يكون.
بدا ذلك من خلال شاب فى العشرين من عمره ، على مشارف الإبداع فى فن الرسم ، حلمه الأول والأخير يكمن فى أن يعلوا نجمه ليحلق فى سماء فنون الرسم.
إنه الشاب “نور الدين محمد” ، إبن محافظة الشرقية ، وإبن جامعة الأزهر ، شاب ساقته قدماه للجلوس على أرصفة الطرقات تحت برد الشتاء ليرى للناس من يكون ، ليقول لهم هذا أنا أقدم شئ جميلاً فانظروا لى.
عندما إلتقيت به وجدت أمامى ملامح رسمها الإصرار والصمود فى سبيل النجاح ، ونظرة عيون تعافر من أجل خطوة على وشك التحقيق ، ونبرة تحاكى حلم سنوات وسنوات.
عندما شاهدته ظننت أنه يقوم بعرض تلك الرسومات لبيعها من أجل الحصول على المال ، ولكن عندما جلست معه ، كانت الإجابة على خلاف ما ظننت.
أجاب بأنه يعرض تلك الرسومات ليرى للناس من يكون ، وأى شئ يقدمه ، وأن تلك الرسومات غير قابلة للبيع.
ثم واصل حديثه .. بأنه يهوى الرسم منذ صغره ، وأنه لم يتعلم الرسم على أيدى أى شخص ، ولكنها موهبة وهبها الله له وإستمر فى تنميتها ، ووضح بأنه لن يتنازل عن حلمه حتى يتحقق ، رغم ما يلاقيه من بعض أقاربه بعدم ترجيحهم له السير فى هذا الطريق.
هكذا سرد ذلك الشاب حلمه الذى ما زال يراوده منذ سنوات ، متمنياً من الله بأن تزول كافة تلك المسافات التى تحول بينه وبين تحقيق ذلك الحلم.